دخلت الحرب ضد تنظيم "الدولية الإسلامية" مرحلة حرجة جراء الأزمة الدبلوماسية الشديدة بين السعودية وإيران، والتي يخشى بعض المراقبون أن ترمي بظلالها على محادثات السلام حول الأزمتين السورية واليمنية.
تشهد منطقة الشرق الأوسط من جديد تصعيدا مقلقا بين السعودية السنية وايران الشيعية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على خلفية إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر السبت الماضي. وأثارت شدة الأزمة الدبلوماسية بين المملكة والجمهورية الإسلامية، والتي دخلت فيها بعض الدول المجاورة بينها البحرين والكويت والإمارات والسودان، مخاوف من انعكاسها سلبا على الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويخشى البعض أيضا أن تؤثر هذه الازمة المتجددة في محادثات السلام بشأن الملفين السوري واليمني، خاصة أن المفاوضات بدأت تعطي نتائج ملموسة على الأرض. وهناك خشية من أن يعزز الجهاديون نفوذهم ليخرجوا كالرابح الأكبر، من صراع يريدونه أن يكون تحت غطاء حرب بين السنة والشيعة.
وهذه ثاني أزمة تنشب بين أطراف النزاع المتنوع الجذور في الشرق الوسط، بعد التصعيد بين أنقرة وموسكو عقب إسقاط الطيران التركي طائرة حربية روسية قالت أنقرة إنها اخترقت الفضاء الجوي التركي.
وقالت المتخصصة في الشؤون الإيرانية في جامعة باريس أزاديه كيان في تصريح لصحيفة "لوباريزيان" إن "داعش ستعزز موقعها في حال تعذر التعاون بين السعودية وإيران"، مشيرة إلى أن الأمريكيين والأوروبيين بحاجة إلى تدخل سريع من أجل تهدئة الأمور.
لكن مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (إيريس) في باريس، باسكال بونيفاس، يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية وبحكم عدائها لإيران غير مؤهلة كي تلعب دور الوسيط بين الرياض وطهران. وقال بونيفاس في شريط فيديو نشره على موقع إيريس، "لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران، من الضروري أن يتدخل وسيط آخر غير الولايات المتحدة".
وقد عرضت موسكو التوسط بين إيران والسعودية، حيث صرح مصدر دبلوماسي روسي رفض الكشف عن هويته إن بلاده "مستعدة لاستضافة محادثات بين وزيري خارجية البلدين، محمد جواد ظريف وعادل الجبير.