د. إشيب ولد أباتي: هل يريدون اقناعنا بهزيمة المنتصرين.. أو هي مواساة  للمهزومين بنصر اعلامي دعائي.. وهرطقة لادينية لبائعي الفتاوي؟! د. إشيب ولد أباتي

18 أكتوبر, 2025 - 13:56
د. إشيب ولد أباتي

في وطننا العربي، تسيدت أنظمة مهزومة  منذ سقوط بغداد في ٢٠٠٣ م.

و استسلمت لأمريكا بابرام اتفاقات الخيانات العظمى منذ  “اسطبل داوود”، ووادي عربة، وأوسلو، والابراهامية الوثنية،،
ولما كان الرد على هذه الخيانات، يتطلب  بالضرورة قوى مقاومة، موازاة لتحشيد الرأي العام العربي  لانظمة تحديثية في وجه النظام العربي الذي تأمرك، حتى النخاع، و شاغل مع الامبريالية الامريكية، تلك الأنظمة ذات المصداقية نسبيا يومئذ، لكنها وقعت لضيق الأفق  في افخاخ  الحروب الهامشية  التياضعفتها، كما حصل لليبيا، مع اتشاد، والعراق مع الكويت، والحزائر التي جرها ” الشاذل بنجديد ” لمهزلة، خديعة الديموقراطية التي انتهت بحرب اهلية لمدة عشر سنوات..
وكانت تلك الانظمة، قد  تمأسست في الزمن العربي التحديثي، ولذلك كانت  مدعومة من الرأي العام العربي المناهض للكيان الصهيوني، ولأنظمة التخلف السياسي،، وخلال ثمانينيات القرن الماضي، تعاظم دور قوى المقاومة في لبنان منذ احتلاله في العام ١٩٨٢م. ليسجل فصيل من حركة التحرر العربي أعظم انتصار  على الكيان الصهيوني في سنة ٢٠٠٦م.
ad
ونظرا  لدور قوى المقاومات العربية، والانتظارات  منها بانهزام الاحتلال  الأمريكي  في العراق،  كما انتصرت المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال اربع منازلات  مع العدو الصهيوني…
وقد سجلت  ردودا  عملية ناجحة،  ،وبالمقابل لذلك  مآلات  مؤلمة جراء  اتفاقية ” أوسلو”، وخديعة قيادة حركة  فتح، كأول حركة تحرر وطني، اصبحت حارسا للمحتل، وهو يستجلب لفلسطين المستوطنين، ويبني المستوطنات تلو الأخرى في الضفة الغربية، حتى اصبح المستوطنون  قرابة المليون نسمة،،!
لذلك كان التفكير الاستراتيجي استشرافيا حقا، بالإعلان عن وحدة الساحات قبيل طوفان الأقصى،  وجاء توقيت الأخير ليكشف عن المتنبئات المعقودة على الوعي بتاريخ الانتصار العربي على الكيان الصهيوني في ٦ اكتوبر ١٩٧٣، لذلك كان من المتوقع أن القائمين على  طوفان الاقصى،  سيقحمون هذا التشظي العربي الذي انتهى بسقوط النظام السياسي العربي، واحداث قطيعة بين الوعي العام، وبين انظمة معزولة، محاصرة موضوعيا، الأمر الذي ضاعف ضريبة المنازلة على المقاومين العرب، وعلى حواضنهم الاجتماعية، ومن كان على المقاومين، أن يتحملوا  المسئوليات  جراء خيبات الأمل من  وعي الحراكات السياسية التي  تعبر عن وزر الأمة في وعيها غير المفعل،،   وهكذا حال الثوار بعد ثورة ١٩٥٢ على ما قال جمال عبد الناصر في أحدى خطبه،،، وكما هو حال الأمة الآن اثناء الحروب التي  تعتصر قوى الحاضر، وتستنجد برصيد الأمة الحضاري  في المواجهات التاريخية الحاسمة، وذلك  من أجل النصر، وبأي ثمن لا يفرض  مآلات الانتصار السابق الذي أدى الى هزيمة قضت على كل أثر  لانتصار جيوش الأمة في حرب اكتوبر،  والنتيجة النفروضة، ومصادرتها لمعطيات النصر  بما يخالفها بل بما يتنافى معها في بنود اتفاقية “كامب ديفيد” اللعينة غير ، أنها  أدت إلى ردات فعل عكسية، كان من الطبيعي، أن  تكون عنيفة،  فقتل السادات، وظهرت حركات الرفض في الوطن العربي، كان منها  على سبيل المثال” ثورة مصر” بقيادة  خالد الولد الأكبر   جمال عبد الناصر، وكادت أن تهز  كيان الدولة في مصر بعد، أن صفت رموز للكيان الصهيوني في مصر..
إن مشعل حركات التحرر العربي،  بدأ  متقدا مرفوعا في أيدي المقاومين من الشبيبة العربية رغم  التفاوت في طول النفس،  واستمرارية المقاومات، لكنها في كل فترة، كان واضحا  تمكنها من تسيجل حضور في شكل  ردات  الفعل الرافضة للواقع العربي المهزوم،  وللهيمنة الصهيونية الأمريكية ..
ولا شك في تباطؤ حراك المقاومات العربية، نظرا  لتأثره  بما كان يجهض به، كالحروب الخارجية كالتي استنزفت نضال الشبيبة العربية، وشوه وعيها بالحرب في افغانستان تحت قيادة الجيش الامريكي، ومخابراته ،،  وتفكيك النظم السياسية، كما حصل في السودان، وقبله في الصومال، والحرب في اليمن.
وعلى الرغم من ذلك، ففلسطين هي البوصلة المفترض أن توجه الاحداث المنتظرة، طالما  تطور الوعي العربي، فيجب ان يترجم  بالفعل  المقاوم،  بعيد وحدة الساحات للمقاومة  العربية، والاسلامية في لبنان، وفلسطين، واليمن، والعراق، وإيران ..
ومن هنا، كان لابد  للزلزال الثوري، أن يدمر إرادة العدو الصهيوني، وقواه العسكرية بضربة قاضية ، وحتما الهب مشاعر كل العرب من المحيط إلى الخليج، واستبعث الوعي العام العربي الذي استجاب بشكل عفوي، كانه كان على موعد مع  الحدث الأكبر” طوفان الأقصى”، والأعظم في تاريخ الصراع العربي مع الكيان المصطنع بتدجين العقل السياسي المهزوم، ومعه  سقطت الأوهام، وتكشفت الحجب ، بانبلاج صبح السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م. الذي ستبقى أرتداداته، هي” التالد والطريف” ، وفيما سيظهر من العناوين، والتطورات، والاحداث المتجددة  يوما يوم في حاضر  الأمة العربية على الأقل.
……
ولعل هذا الذي  يحاول المرجفون، المهزومون، الانتفاعيون، الوقوف في وجه انتصاراته باختلاق تيارات كامنة، لم تعبر عن نفسها بعد التجرد من كل قيم الدين، والعروبة،  والاخلاق، وذلك في سبيل الدعاية المغرضة، وبالتقول على الله تعالى ورسوله عند الحاجة الضرورية لمساندة  لهذه الشرذمة القليلة من أئمة، ينتسبون زورا وبهتانا للدين ولحواضنهم العربية في الامة،، وأني لهم  أن تستطيعوا الوقوف في وجه روافد طوفان الأقصى بعد سنتين من المعارك  التي هزمت ” ابرهة” امريكا بعد تدمير الكيان الصهيوني، وخروجه من مهازل منظامات ” الأسرة الدولة”، ومحو سرديته من وعي المجتمعات المعاصرة  التي شكل طوفان الأقصى  وعي شبيبتها، وذلك  باحياء الضمير الإنساني الذي بقي  لثلاثة اجيال مخدرين طيلة قرن ، ونيف من احتلال فلسطين في ١٩١٧- ٢٠٢٣م”..!
وهيهات أن تصد هذه  العناكيب،  روافد “طوفان الاقصى”  بالحملة المحمومة على  قوى المقاومة بعد أن سجلت الأخيرة  انتصارها المستحق في الميدان، فكيف  باعلام الطابور الخامس الذي يسجل حضوره البائس لمواساة الكيان  الصهيوني الذي انشأ  هذا الطابور الذي يجر أذيال الهزائم نيابة عن  رعاته الذين وظفوه في هذه اللحظة العصيبة على الكيان الصهيوني، فكان أن  ظهر :
١- اعلام  ناطق بالعربية، استسلم للزمن الصهيوني، وفات القائمون عليه بأنهم  كمن يسبح في الحوض الناشف، او بلغة  عالم المسرح “الزمن الخاوي”  – على حد تعبير بول شاوول –  غير القابل، لأن يعاش في زواياه الخبيئة، رغم أصواتهم المبحوحة، ومقابلاتهم الاستنجادية، ونشراتهم الإعلامية، وقراءة الأحداث بما لم يطمئن الكيان الصهيوني المهزوم الذي يعلن اعلامه في وسائل اعلامه، وفي المواقع الافتراضية المملوءة بالشجن بما كاشف به كتابه مجتمعهم الصهيوني، بواقعة  الهزيمة على كل المستويات: عسكريا، وسياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا،  وعمرانيا، ودوليا ،، !
فهل بعد ذلك  من مصداقية لدى  القنوات: العرب – عبرية:  ”  كالغد، والعربية، والمشهد، وعرب نيوز “، على ما كتبه  الكاتب الصهيوني” جدعون ليفي في هآرتس، وعنوان مقاله، هو : ((  صياح ديك في غزة أصدق أنباء من كل خطب النصر الإسرائلية))، ونضيف من عندنا، إن واقع هزيمة أمريكا سياسيا،  وجيش الكيان الصهيوني عسكريا الذي خرج مدحورا من شوارع غزة دون أن يتمكن من استصحاب مخطوف واحد  حيا كان ، أو ميتا بعد سنتين من العدوان،،. إن هذه المشاهد،  لأصدق انباء من  الإعلامين  الصهيوني، والمتصهين..!
٢ – إن هرطقة الأدعياء في  التيارات الدينية المتصهينة التي استثمرت  فتاويها طيلة سنتين، وشاركت ” الوهابية بامتداداتها “السلفية”، و”الجامية”، و”المدخلية”، و “الإبراهامية “، وكل منها  ناهضت المقاومة ، إن في غزة، أو لبنان، أو اليمن، أو إيران.، ومن نماذج لغوها، و تهافتها تعريف بعض غلاتها” التطبيع الخياني”: بالصلح الواجب عدم نكثهه”، كما اعتبروا قوى المقاومة في غزة بالمرتهنة لإيران، كما عرفوا ”  الجهاد باتباع السنن يا أبا عبيدة”، كما ردد أقبحهم نباحا في الأردن  بقوله الإفك في ” النتن إياه”  بانه ” سيف الله المسلول”..!
ولعل الجميع استند إلى فتوى الشيخ الألباني في أن ”  من لم  يستطع أن يحافظ على دينه في فلسطين فليهاجر منها”.
وبهذا الاستدلال، خلص أحد الباحثين، ولعله الدكتور أسامة فوزي، إلى ما يلي:  ” أن الحرب  على غزة، كانت حربا دينية ، يهودية  – اسلامية ساعدت فيها هذه التيارات اللادينية  المتصهينة، الكيان الصهيوني دون أن يكون لها تأثير على الرأي العام العربي، والإسلامي، بدليل المظاهرات التي طالت كل العواصم ، والمدائن، رغم  مساندة انظمة عربية، متصهينة علانية، منذ أن ابرام اتفاقات الخيانات العظمى مع الكيان الصهيوني، وبالتالي، كانت مساندتها في الحرب على غزة في إطار التحالف  لهزيمة قوى المقاومة في كل من  غزة، ولبنان، واليمن، وإيران.
٣-  وتعد تلك الانظمة مشاركة في تدمير  المراكز الحضارية، والحضرية  لمدن غزة، وتفكك البنيات الاجتماعية لمجتمعها، وتهجير حوالي سبعين الف فلسطيني من مدنهم في الضفة الغربية،،وكذلك الحال في  تدمير  مدن الجنوب اللبناني المقاوم،، وما تعرض له اليمن، وإيران،  واعتراض سلاح الاخيرة الموجه للكيان الصهيوني، والمشاركة العملية في الانقلاب الداعشي المسنود صهيونيا، كما قال المجرم  النتن إياه، وبالتحالف العلمي مع تركيا، كما قال اردوغان، وبالتأييد المكشوف عربيا كما أعلن عنه استقبال الجولاني الداعشي في الرياض، والدوحة، والإمارات العربية…!
…..
لكن ما هي عوامل الانتصار للمقاومة في فلسطين واليمن، لتسجل لحركة التحرر العربي، واحدة من الجولات التي ستقرب  حاضر الأمة من التمكين لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ،، وهو التمكين الذي مهد له الانتصار على حلف الأحزاب المهزوم امريكيا، وصهيونيا، وعربيا، واسلاميا، واعلاميا .. ؟
فمن المهم التركيز على أن قوى المقاومة، بقيت تقاوم، و متماسكة في غزة، وقوى الاسناد في اليمن، حتى جثا “ترامب” على ركبتيه، كما حصل   مع ” نابوليون ” قبله في حصاره لمدينة ” عكا” في بداية القرن التاسع عشر، وكان حصاره لها على امتداد  ستة أشهر ، ثم انسحب، نحو لبنان، لتعويض هزيمته، وهذا الذي يمكن أن يقوم به المجرم النتن إياه ” ..
كما طالب ” ترامب”  جيش العدوان بالانسحاب عسكريا، بعد الهزيمة..
ومن مظاهر الهزيمة، محاولة التعويض عن الانتصار  باحتفالية المهزومين في كل من ” الكنيست” الإسرائيلي، و شرم الشيخ،،
ومن نتائج الانتصار، الاعتراف الدولي، والأمريكي تحديدا بحركة المقاومة الفلسطينية، و خيبة الأمل في ترحيل  الفلسطينيين من غزة،، وبقاء قوى المقاومة صاحب اليد الأولى في مجتمعها الغزاوي، حتى تقضي على آثار العدوان الاجرامي،،
واخيرا – وليس آخرا – تحييد الاستسلاميين الذين ناصبوا  العداء  للمقاومة، وانقلابهم على انفسهم، وتنكرهم للتزلف بلا مواربة للكيان، والتمسك بالتنسيق الأمني المدنس معه في رام الله، ومدن الضفة الغربية، ومن جهة أخرى العمل على فتح  معبر رفح المصرية،،، والاصطفاف  إلى جانب المقاومة، بل والمزايدة الاعلامية، بأن قادة الأنظمة المتصهينة، هم اصحاب الحل الربط،  و النصر  المؤزر في غزة العزة،، والسؤال  الموجه لاعلامهم، هو:
  كيف بلع قائدهم اقتراحه الصهيوني:  ” رحلوا الغزاويين إلى صحراء النقب، حتى تنتهوا من المهمة”..!
     كاتب عربي
رأي اليوم

الفيس بوك

بث مباشر