قالت طهران إن قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران سياسة غير عقلانية تزيد التوتر في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الخارجية الإيرانية صباح اليوم قال الناطق باسم الخارجية حسين جابر أنصاري إن قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران يندرج في سياق السياسات غير العقلانية التي من شأنها دعم عدم الاستقرار وزيادة منسوب التوتر في المنطقة.
وأضاف الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن الدبلوماسيين الإيرانيين لا يزالوان داخل الأراضي السعودية وأن طهران تواصل اتصالاتها لترتيب عودة البعثة السعودية إلى إيران.
كما رأى أنصاري أن الحكومة الإيرانية قامت بواجباتِها بشأن حماية البعثة الدبلوماسية السعودية في مدينة مشهد والعاصمة طهران.
وأكد الناطق باسم الخارجية أن إيران ستواصل سياساتها القائمة على دعم الاستقرار والأمن في المنطقة، ولن تنجر إلى اتخاذ قرارات قائمة على استفزازات بعض الدول، على حد تعبيره.
وساطة روسية
من جهته قال مصدر في الخارجية الروسية إن موسكو مستعدة للعب دور الوسيط عند الضرورة لتحسين العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة نوفوستي عن مصدر في الخارجية الروسية أن موسكو تأسف لتدهور العلاقات بين الرياض وطهران، وتأمل ألا ينعكس تدهور العلاقات بينهما على تسوية الأزمة السورية.
وكان رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية أسامة نقلي فصل في بيانٍ ملابسات ما وقع من اعتداءات على السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد منذ بداية الأزمة.
وقال إنه قرابة الساعة 2:30 فجرا بتوقيت طهران اقتحم محتشدون مبنى السفارة السعودية، وتواصل القائم بأعمال السفارة مجددا مع الخارجية الإيرانية إلا أنه لم يجد منها أي تجاوب.
وتابع "حاول القائم بالأعمال بالنيابة الحصول على حماية لزيارة مقر السفارة لتفقده، إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد عصر يوم الأحد، حيث وجد أن المبنى طاله الخراب والدمار وتم تكسير محتوياته ونهب وسرقة ما به من أجهزة وعتاد".
وأضاف المتحدث أنه حوالي الساعة 3:30 فجر الأحد قطع التيار الكهربائي عن الحي الذي تقع به مساكن موظفي السفارة السعودية ولمدة ساعة.
القنصلية
وفيما يتعلق بالاعتداءات على القنصلية العامة في مشهد قال نقلي إنه في الساعة 11:00 صباح السبت اقتحمت سيارة أجرة وبشكل مباشر بوابة الحاجز الأمني للقنصلية في محاولة لاقتحام بوابتها الداخلية، دون أن تمنعها السلطات الإيرانية من ذلك.
وفي الساعة 4:30 عصرا تجمعت حشود أمام مبنى القنصلية تقدر بأكثر من ألفي شخص، وقامت برشق المبنى بالحجارة والعبوات النارية الحارقة، مما أدى لتكسير بعض النوافذ الزجاجية الخارجية للمبنى، وحاولت مجموعة منهم اقتحام المبنى، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، ولم تقم السلطات الإيرانية بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية أو اعتقال المتسببين فيها.
واعتبر المتحدث أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها بعثة المملكة في طهران ومشهد مثل هذه الاعتداءات، بل سبقتها اعتداءات مماثلة خلال السنوات الماضية تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية دون اتخاذ أي تدابير للحفاظ على أمن وسلامة بعثة المملكة ومنسوبيها أو تقديم الجناة للعدالة.
إجراءات دبلوماسية
وقال إنه بناء على هذه الاعتداءات قامت المملكة باتخاذ إجراءات شملت استدعاء السفير الإيراني لدى المملكة وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حملت فيها النظام الإيراني مسؤولية هذه الاعتداءات بكاملها، وذلك انطلاقا من مسؤولية الدولة المضيفة في توفير الحماية للبعثات الأجنبية وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات والقوانين الدولية المشددة بهذا الشأن.
وأضاف نقلي أن المملكة قامت بإحاطة مجلس الأمن الدولي بهذه الاعتداءات وكلا من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، وطالبت مجلس الأمن الدولي بضمان حماية البعثات الدبلوماسية ومنسوبيها وفقا للاتفاقيات والقوانين الدولية.
وتابع أن المملكة تواصلت مع جميع الدول التي لها علاقات معها لتوضيح التصريحات العدوانية الصادرة عن الحكومة الإيرانية التي أدت إلى التحريض على انتهاك حرمة السفارة السعودية والقنصلية.
وكالات