أعلن وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، في مؤتمر صحفي عقده أمس بالرياض، قطع المملكة علاقاتها رسمياً مع إيران، وطلبها مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية (السفارة - القنصلية - المكاتب التابعة لهما) خلال 48 ساعة.
وبين، أن هناك تحركات عديدة تنطلق من حرص المملكة على أمن واستقرار الدول العربية كلها والتصدي لتصريحات إيران العدوانية في المنطقة، إذ إن تدخلات إيران لا تخدم الأمن والاستقرار، وهناك إنجازات تم تحقيقها، حيث نجحت المملكة في هزيمة ايران في اليمن، وفي سورية لم تستطع ايران أن تنقذ نظام بشار ولذلك استعانت بروسيا، وهناك مقاومة شعبية في العراق، إلى جانب وجود تراجع إيراني في أفريقيا وآسيا.
وحول تصريحات الخارجية الأميركية حيال تنفيذ الحد الشرعي بإعدام ٤٧ إرهابيا قال الجبير: أوضحنا للجانب الأميركي أن قضاءنا مستقل ولا نقبل بأي تدخلات، وهناك إدانة لأشخاص إرهابيين قاموا بقتل أبرياء ولا يجوز أن تربط هذه الأحكام بأي مذاهب أو مناطق أو عرقية، والمملكة لا تقبل مثل هذه التدخلات من أي جهة في أنظمتنا وقوانيننا ودستورنا.
وأكد الجبير أن الدول العربية والإسلامية ليست فريسة لإيران، والمملكة تؤيد القوة العربية المشتركة، وسعت وعملت لذلك، وأن المملكة مصممة على ألا تسمح لإيران أو غيرها تهديد سلامة وأمن المملكة أو المنطقة، "ولن ندعها تنشىء خلايا إرهابية في دولتنا أو دول حلفائنا، فلا مجال في العلاقات لدولة تدعم الإرهاب وتؤيده وتشارك فيه، وقد قررنا أن أفضل طريقة قطع العلاقات مع إيران طالما استمرت في دعم الإرهاب وأمور عدوانية ضدنا، كما أن الدول الأخرى يجب أن تفكر في هذه الخطوة".
وحول التهديدات التي تعرضت لها قنصليات المملكة في العراق، أوضح وزير الخارجية أن المملكة تنظر إلى كل هذه التهديدات بجدية، وتم التواصل مع الحكومة العراقية حيالها، وأكدت الحكومة التزامها بالقوانين الدولية، والمملكة مستمرة في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله.
وأكد الجبير أن الحكومة الايرانية متورطة في كل ما جرى للسفارة السعودية في ايران وإن لم تكن الحكومة الإيراينة متورطة فهي تتحمل جزءا كبيرا، مشددا على أن المملكة تنظر في كل الخيارات سواء على مستوى الجامعة العربية أو على مستوى التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة.
واعتبر الجبير هذه الاعتداءات المستمرة للبعثات الدبلوماسية انتهاكا صارخا لكافة المواثيق الدولية، وتأتي بعد تصريحات تحريض سافر شجع الاعتداء على بعثات المملكة، وهي استمرار لسياسة النظام الإيراني العدوانية في المنطقة الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفتن والحروب، يضاف إليها تهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع الخلايا الإرهابية في المنطقة بما فيها المملكة، موضحا أن ايران لها تاريخ مليء بالتدخلات السلبية التي يصاحبها الخراب والدمار.
وكالات