تعريف جديد وصحيح للانتماء القومي*   *ورد في  خطاب السيد برام الداه أعبيد حول قانون الأحزاب/المفتش سيدي محمد اخليفه

24 أغسطس, 2025 - 15:13

استمعتُ إلى تسجيلات صوتية للسيد برام الداه أعبيد، تناول فيها موقفه من قانون الأحزاب، وقد تضمن حديثه تعريفًا لمكون العرب في موريتانيا باعتبارهم يشملون جميع الناطقين بالعربية والحاملين لقيمها وتراثها من مختلف الشرائح. وهو تعريف دقيق، يتطابق مع التصور القومي الذي يتبناه القوميون العرب في موريتانيا، ويمثل خطوة وعي إيجابية اسجل تثميني لها .

وبصفتي أحد المنتسبين لحملة الفكر الناصري  في موريتانيا ، أؤكد أن الانتماء إلى القومية العربية لا يرتبط بلون البشرة، ولا بالانتماء الطبقي أو الشرائحي أو الأصل الاجتماعي. فجميع اجزاء  المكوّن العربي — من الحراطين، والزوايا، والمعلمين، وإيگاون، وآزْنَاكً وغيرهم — يشتركون في الهوية الثقافية واللغة العربية، وبالتالي يتساوون  في تمثيل هذا المكون الوطني . 

فالشعب الموريتاني يتكوّن من أربع قوميات رئيسة: *العرب، والبولار، والسوننكي، والولوف*. وكل قومية من هذه القوميات تضم في داخلها نفس البنية الاجتماعية المكونة من شرائح متعددة (لحراطين، الزوايا، المعلمين، الحرفيين...)، وهي متشابهة من حيث التركيب الطبقي والتاريخي. 
من هذا المنطلق،فإن اختزال مكون قومي  في لون اوشريحة هوتجاهل للواقع وتزوير للتركيبة الاجتماعية المتعددة،كماان أي محاولة لتصنيف قومية ما علي أسس شرائحية  أوفئوية-سواء كانت من جهة رسمية أوسياسية،بغض النظر عن مصدرها و دوافعها -تعتبر ظلما في حق الوطن وتتناقض مع أسس المواطنة.
إن الفكر القومي يؤمن ان  الانتماء الي القومية العربية  يقوم علي اللغة،والقيم ،والتراث المشترك،لاعلي الدم أو اللون،أوالفئة الاجتماعية،
وفي الختام ندعو إلي خطاب وطني جامع يرسخ *قيم التعدد،والعدالة،والمساوة،والانتماء المشترك*، كما نهيب بالجميع الي التوجه إلي مايعزز وحدة الموريتانيين،ويقوي تماسك المكونات الوطنية ويقوي الدولة ، وفق رؤية سياسية شمولية تقوم  علي المواطنة ودولة القانون والمؤسسات .