انجامينا : محاولة انقلاب عسكري فاشل في تشاد

9 يناير, 2025 - 02:08

فشلت المخابرات الفرنسية في تنفيذ انقلاب عسكري بالعاصمة التشادية إنجمينا هذه الليلة، حيث تصدت وحدات الجيش التشادي المكلفة بتأمين القصر الرئاسي لهجوم شنته حركة بوكو حرام الإرهابية.

ودارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بمنطقة القصر الرئاسي ومحيطها بالعاصمة التشادية، ونجحت قوات الجيش في القضاء على عدد من المهاجمين والسيطرة على الوضع.

وقال متحدث باسم الحكومة في تشاد في بيان على صفحته على “فيسبوك”، مساء الأربعاء إنه “تمت السيطرة على الوضع في أعقاب تبادل إطلاق النار في محيط القصر الرئاسي ولا شيء خطير”.

وأكدت مصادر أمنية تشادية لوكالة “نوفوستي” أن القوات الأمنية  تصدت للمناوشات التي جرت بمحيط القصر الرئاسي، وفرضت سيطرتها بشكل كامل في محيط القصر الرئاسي دون وجود أي اضطرابات في الوقت الراهن.

وأضافت هذه المصادر أن “هناك إصابات إثر المناوشات وإطلاق النار.”

وللإشارة، فقد تزامن الهجوم الإرهابي ساعات قليلة قبل زيارة رسمية كانت مبرمجة لوزير الخارجية الصيني إلى تشاد.

 

محاولة الانقلاب الفاشلة تأتي عقب انتقادات تشاد لتصريحات إيمانويل ماكرون

تأتي محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة ضد السلطات الحاكمة في تشاد إثر البيان الذي أصدره يوم أمس  وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي انتقد فيها دول الساحل، حيث أعرب عن “قلقه العميق عقب تصريحات ماكرون التي تعكس موقف ازدراء تجاه أفريقيا والأفارقة”. مؤكدا أن “لا مشكلة” لديه مع فرنسا، لكن بالمقابل “يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي”.

وشدد عبد الرحمان كلام الله على أن الشعب التشادي يتطلع إلى السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي، وبناء دولة قوية ومستقلة، مشيرا إلى “الدور الحاسم” لأفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين، وهو دور “لم تعترف به فرنسا أبدا” فضلا عن “التضحيات التي قدمها الجنود الأفارقة”.

وأكد المسؤول التشادي أنه “خلال 60 عاما من الوجود الفرنسي كانت مساهمة فرنسا في كثير من الأحيان مقتصرة على مصالحها الإستراتيجية الخاصة، من دون أي تأثير حقيقي دائم على تنمية الشعب التشادي”.

وبرأي المتتبعين، فإن بصمات المخابرات الفرنسية جد واضحة في الهجوم الذي شنته جماعة بوكو حرام الإرهابية ضد القصر الرئاسي بالعاصمة إنجمينا، حيث تعمل ” الدي آس تي ” منذ سنوات على دعم وتمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل من أجل إتوفير مبررات لتواجدها العسكري، بحجة مكافحة الإرهاب، غير أن  انتفاضة الشعوب الإفريقية عجل برحيل هذه القوات غير أن مساعي قصر الإليزي لاستعمار البلدان الإفريقية عبر ما صار يعرف بـ ” الاستعمار الجديد ” لا تزال متواصلة، تارة بالإنقلابات العسكرية وأخرى بالتهديد والوعيد.