تنتعش تجارة الملابس المستعملة في موريتانيا مع بداية فصل الشتاء، حيث يرتفع الإقبال على محلات "الفوكوجاي" كما يطلق عليها الموريتانيون الذين يبحثون عن ملابس دافئة بأسعار منخفضة.
فهذا البلد الصحراوي الذي يتميز بجوه الحار يعرف أيضاً البرودة في فصل الشتاء، ما يدفع الناس إلى البحث عن ملابس غير الملابس التقليدية الخفيفة التي يرتديها أغلب الموريتانيين.
وبعد إصدار الإدارات الحكومية القرارات الجديدة التي تمنع ارتداء الملابس التقليدية داخل مقرات العمل والدراسة، تضاعف الإقبال على محلات الملابس المستعملة، وجاءت هذه القرارات بداية فصل الشتاء الذي يعتبر موسم الذروة في تجارة الملابس المستعملة.
وساعد عدم وجود مصانع للملابس الجاهزة في موريتانيا، الاعتماد كلياً على الاستيراد لتزويد السوق بالملابس الحديثة في ارتفاع الإقبال على محلات الملابس المستعملة التي تنشر في جميع الأسواق الموريتانية، إضافة إلى "البسطات" والعربات المجرورة التي يجدها بعض التجار مناسبة اكثر لعرض الملابس المستعملة.
يقول محمد الغوث ولد بابانا (39 عاماً)، الذي يملك محلاً لبيع الملابس المستعملة، إن تجارته تتأثر بما يسميه "المواسم" التي يرتفع فيها الإقبال على الملابس المستعملة. ويضيف "في فصل الشتاء يقبل الناس على شراء الملابس المستعملة لحاجتهم إلى قطع مختلفة من الألبسة الثقيلة، وأيضاً في موسم بدء الدراسة يرتفع الإقبال عليها لحاجة الأسر لملابس مختلفة لأطفالهم".
ويرى أن عدم وجود مصانع للملابس الجاهزة والاعتماد الكلي على المستورد، ساعد على ازدهار تجارة الملابس المستعملة التي أصبحت محلاتها منتشرة في جميع المدن والقرى. ويشير إلى أن المنافس الحقيقي لتجارتهم هي الملابس التقليدية، التي لاتزال غالبية الموريتانيين تقبل عليها بكثرة، بينما يبقى سعر الملابس المستوردة مانعاً لمنافستها المستعملة.
ويتم استيراد الملابس المستعملة من أوروبا وخاصة من إسبانيا الأقرب جغرافيا إلى موريتانيا التي يصدر إليها آلاف الأطنان سنويا. ويعتبر الفقراء وذوو الدخل المتوسط من الزبائن الدائمين لهذه النوعية من الملابس.
ويقول التاجر عبد القادر ولد انكاي (42 عاما) الذي يحترف هذه التجارة منذ 17 عاما، إن "الفرق في السعر بين الملابس المستعملة والجديدة كبير جدا، بينما الجودة تكون في أغلب الأحيان متوفرة في الملابس المستعملة، التي تحمل مركات عالمية واستعمالها لا يعني أنها متهالكة.