أهم قادة حماس الذين يسعى جيش الاحتلال الصهيوني لاغتيالهم!

2 ديسمبر, 2023 - 11:54

كشفت تقارير إخبارية عن أسماء أهم قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذين يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي لاغتيالهم، بسبب تخطيطهم الممنهج لأكبر العمليات العسكرية التي دكت صفوفه.
وبحسب ما ذكرت وكالة رويترز فقد علق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ملصقا على جدار مكتبه في تل أبيب في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، يحمل صورا لمئات من قادة حماس مرتبين في شكل هرمي.

يوجد في أسفل الملصق وفقا للتقرير صور لقادة ميدانيين صغار تابعين لحركة حماس، وفي أعلاه صور القيادة العليا بما في ذلك محمد الضيف، العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى.

وطبع هذا الملصق بأعداد كبيرة بعد أن الحرب البرية على غزة، حيث تم وضع علامة “إكس” على وجوه القادة الذين استشهدوا، لكن القادة الثلاثة الذين أرقوا الاحتلال ويتصدرون قائمة المطلوبين ما زالوا طلقاء، وهم محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والقائد الثاني، مروان عيسى، ورئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار.

وتجددت الأعمال القتالية في غزة، الجمعة، بعد انهيار هدنة استمرت سبعة أيام بوساطة قطرية. وقالت أربعة مصادر على علم بالتفكير الإسرائيلي في المنطقة لرويترز إنه من غير المرجح أن يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة إلا بعد مقتل قادة حماس الثلاثة أو أسرهم.

وأدت الحملة العسكرية المستمرة منذ سبعة أسابيع إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفقا لمسؤولي الصحة في قطاع غزة، مما أثار انتقادات دولية.

ويشكل السنوار (61 عاما) بالإضافة إلى الضيف وعيسى (كلاهما 58 عاما) مجلسا عسكريا سريا مكونا من ثلاثة رجال على رأس حماس. وهذا المجلس هو الذي خطط ونفذ هجوم السابع من أكتوبر.

وتقول ثلاثة مصادر من حماس لرويترز إن القادة الثلاثة يديرون العمليات العسكرية للحركة ويقودون المفاوضات في اتفاق التبادل، ربما من المخابئ المتواجدة أسفل غزة.

وقالت ثلاثة مصادر بارزة في المنطقة للوكالة إن قتل الرجال الثلاثة أو أسرهم قد يكون مهمة طويلة وشاقة، لكنه قد يشير إلى أن الاحتلال سيتحول من الحرب الشاملة إلى شن عمليات أقل ضراوة. ولا يعني هذا أن حربه ضد حماس سوف تتوقف.

ويقول مسؤولون منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل تسعى لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة المحتجزين وضمان عدم تعرض المنطقة المحيطة بغزة للتهديد أبدا بتكرار هجوم مماثل لما وقع في السابع من أكتوبر. ولتحقيق هذه الأهداف فإن القضاء على قادة حماس سيكون ضروريا.

وقال غالانت في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي: “إنهم يعيشون في الوقت الضائع”، مشيرا إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” سيلاحق قادة الجماعة المسلحة في أي مكان في العالم. ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب للتعليق.

وقال خبيران عسكريان لرويترز إن قتل السنوار والضيف وعيسى سيسمح لإسرائيل بالإعلان عن تحقيق نصر رمزي مهم. ولكن تحقيق هذا الهدف سيتطلب وقتا طويلا وتكلفة باهظة، مع عدم تواجد ضمانات لنجاحها فيه.

وذكر خبراء عسكريون أن قوات جيش الاحتلال، بدعم من الطائرات والمسيرات، اجتاحت الأجزاء الشمالية والغربية من غزة حيث يقل عدد السكان، لكن المرحلة الأصعب والأشد ضراوة من القتال ربما لم تبدأ بعد.

وأضافوا أن القوات لم تتوغل في عمق مدينة غزة، ولم تقتحم متاهة الأنفاق التي يعتقد أن قادة حماس يحتمون بها ولم تغز جنوب القطاع المكتظ بالسكان.

ويعتقد أن عمق بعض هذه الأنفاق يصل إلى نحو 80 مترا، مما يجعل من الصعب تدميرها من الجو.

وقال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لرويترز إن جميع الأطراف، ومنها حماس، قد يكونون لا يعلمون تحديدا عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف المسلحين.

وأضاف “إذا كان بإمكان إسرائيل أن تقول إننا قتلنا السنوار ومروان عيسى ومحمد الضيف، فسيكون هذا إنجازا واضحا ورمزيا ومهما للغاية”، مضيفا أن إسرائيل تواجه معضلة.

وتابع: “ماذا لو لم يتمكن الإسرائيليون من القضاء على هؤلاء الرجال؟ هل سيستمرون في القتال حتى الوصول إليهم؟ وماذا لو ثبت أنهم أهداف بعيدة المنال؟”.

وقال مسؤول في حركة حماس في غزة عبر الهاتف إن تدمير الحركة سيتطلب انتقال القتال للمنازل وإلى الأنفاق أسفل القطاع، الأمر الذي سيستغرق وقتا طويلا.

وأضاف أن الحديث عن مدة عام هو حديث متفائل، مضيفا أن عدد القتلى الإسرائيليين سيرتفع.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين لرويترز إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ترى أن القضاء على قادة حماس هدف قابل للتحقيق بالنسبة لإسرائيل أكثر بكثير من هدفها المعلن وهو القضاء على الحركة بالكامل.

وقال كوبي مايكل، الرئيس السابق للمكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية الذي يتصدى للدعاية السلبية عن إسرائيل في الخارج، إن هناك دعما شعبيا قويا لاستمرار الحرب لأن حماس تعتبر جزءا من محور واسع تدعمه إيران يشكل تهديدا وجوديا مباشرا.

وقال مايكل إن اعتقال السنوار سيمثل انتصارا مهما لكنه ليس بالضرورة نصرا نهائيا.

وأضاف “المجتمع الإسرائيلي يرى نفسه تحت تهديد وجودي وليس أمامه سوى خيارين.. أن نكون أو لا نكون”.

وتعلن إسرائيل من حين إلى آخر عن مقتل قادة عسكريين كبار في حماس. وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي، تحدث إلى الصحفيين مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الجيش الإسرائيلي يعتبر القضاء على هؤلاء القادة على المستوى القتالي ضرورة لتفكيك القدرات العسكرية لحماس.

يذكر أن قادة حماس الثلاثة كانوا قد نجوا من عمليات اغتيال كثيرة، ويعيش ضيف تحديدا في الظل بعد نجاته من سبع محاولات اغتيال، قبل عام 2021، مما كلفه فقدان عين وتسبب في إصابة خطيرة في ساقه.

وقتلت غارة جوية إسرائيلية، عام 2014، زوجته وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات وابنه البالغ من العمر سبعة أشهر.

وتتكهن مصادر عبرية وفلسطينية بأن الرجال الثلاثة يختبئون في الأنفاق تحت القطاع، لكن خمسة مصادر مقربة تقول إنهم قد يكونون في أي مكان داخل غزة.

وقالت مصادر في حماس إن السنوار الذي ظهر كثيرا في السابق في تجمعات عامة، على عكس ضيف وعيسى، لم يعد يستخدم أي أجهزة إلكترونية خوفا من أن يتتبع الإسرائيليون الإشارة.

وقالت مصادر من حماس إن عيسى، المعروف باسم “رجل الظل”، ربما يكون الأقل شهرة بين الثلاثة، لكنه شارك في اتخاذ عدد من قرارات حماس الهامة في السنوات القليلة الماضية، وسيحل محل أي منهما في حالة الاعتقال أو القتل.

تعمل وكالات التجسس الإسرائيلية الكبرى على خطط لمطاردة قادة حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا، وقطر، حيث يوجد المكتب السياسي للحركة منذ عقد من الزمن، وفق مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وولد الرجال الثلاثة لعائلات لاجئة فرت أو طردت، عام 1948 من مناطق في الأراضي المحتلة.

وقد أمضى الرجال الثلاثة سنوات في السجون الإسرائيلية. وقضى السنوار 22 عاما بعد سجنه، عام 1988، لاتهامه بخطف وقتل جنديين إسرائيليين وقتل أربعة متعاونين فلسطينيين.

وكان السنوار هو الأبرز بين 1027 سجينا فلسطينيا أطلق الاحتلال سراحهم، في عام 2011، مقابل إطلاق سراح أحد جنودها، وهو جلعاد شاليط الذي أسرته حماس في غارة عبر الحدود قبل خمس سنوات.

ومثل الضيف، لم تكن ملامح وجه عيسى معروفة للجمهور، حتى عام 2011، حين ظهر في صورة جماعية التقطت خلال عملية مبادلة المعتقلين بشاليط التي ساعد في تنظيمها.

وكان جيرهارد كونراد، وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية، بين عامي 2009 و2011، من بين عدد قليل من الأشخاص الذين التقوا بعيسى أثناء التفاوض على صفقة مبادلة السجناء بشاليط.

وقال كونراد لقناة الجزيرة التلفزيونية: “لقد كان محللا شديد التدقيق وهذا هو انطباعي عنه. كان يحفظ الملفات عن ظهر قلب”.

 

 

إضافة تعليق جديد