يمكن القول بشيئ من التحفظ ، ان العقل السياسي الموريتاني محصن بجدر، عازلة له عن رؤية الحداثة على ما يبدو، ومانعة له من سماع منطق المرحلة محليا ودوليا، فبعد نيف وخمسين عاما من ظهور الدولة المركزية، أُشعلت نيران القوم والفصيل والقبيلة والجهة وغاص صيادو مياه الفرقة العكرة باحثين عما يرسخها في النفوس، ساعين الاستنساخ ازمات أمم غلب سفهائها عقلائها، فحق عليهم لعذاب والخراب، أُزم وضعنا، وكدنا ننزلق، لكن الله سلم ، فغيض لقيادتنا في مرحلة التحول الحالكة شهما خيراَ ، على وطنه غيوراً ، فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، جاهزاً ومستعداً للتضحية حتى لا يصيب قومه ما أصاب اقواما كُثراً.
قرع فخامته لأولي النهى بالعصى الطويلة، في خطابه بمهرجان ودان الثقافي النابع من الوجدان بالمعنى الصوفي والذي حدد فيه بدقة مكمن الخلل " إن مما يحز في نفسي كثيرا ما تعرضت له هذه الفئات في مجتمعنا تاريخيا من ظلم ونظرة سلبية... ففي ميزان القياس السليم، ينبغي أن تكون على راس الهرم الاجتماعي ، فهي طليعة بناة الحضارة والعمران، وهي عماد المدنية والابتكار والانتاج" .
بهذه الكلمات أُسقط في يد كل من يستمد قوته وقوته من استمرار التشنجات والتوترات .. بعد خطاب ودان هدأت النفوس واختفى حملة رايات التنفير والتأجيج، وبارت سلع باعة الفرقة .. وارتسمت الابتسامات على شفاه الوطنيين .
عام واشهر مضت بعد خطاب الانصاف الذي به هدأت نفوس كانت مشحونة وانشرحت صدور كانت مكلومة،وأضاء النفق المظلم الذي الذي كنا نساق إليه.
وها نحن وعلى وقع استحبالات الاستحقاقات الفاصلة في تاريخنا المعاصرورغم تغير كل شيء في عالم اليوم مازالت فقعات من الماضي السحقيق تعكر صفو ايامنا البيض الوعدة. تحتاج من فخامة الرئيس خطابا واعدا ومتوعدا، فمن المحزن أن تظل رايات مبادرات باسماء اشخاص مرفرفة في سماء مساحات السياسة الراحبة،وتُسوقها مواقع اخبارية من المفروض أنها تمثل فكر اقصى يسار اليسار، وقبائل تتسابق يحمل راياتها نخب علَّت نخب الحداثة حتى الثمالة، وجهات تتنابز، صَدحتُ ابواقها مشاهير طالما شنفوا الآذان بامجاد الوطن وشخصوا مكامن الخلل في مسيرته وقدموا لها حلولا.
سيدي محمد ولد جعفر