هل أدرك"بيرام" تحييده لنفسه بوعيه العصبي؟

10 سبتمبر, 2022 - 16:41

أخذ مفهوم التحييد معنى التصفية الجسدية  لنشطاء الشعب العربي الفلسطيني الذي احتلت ارضه وجعلتها الامبريالية الغربية برؤوسها العديدة: البريطانية، والفرنسية، والامريكية،  والالمانية، والهولندية..قاعدة  متقدمة لاحتلال الوطن العربي منذ مؤتمر الصهاينة ١٨٩٨ في " اسويسرا".
واخذ الارهاب الصهيوني جريمة "التحييد"، القتل العمد للمدنيين  من طرف المستوطنين المسلحين،  كما  الشرطة، والجيش الصهيوني، وذلك منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وبدأت سياسة" التحييد"  في ثورة القدس في العام ١٩٢٠م.. وهذا تأكيد لمقولاتهم العنصرية، في أن " العربي الخير، هو العربي الميت"
، ومع ذلك لا يفتأ اعلامهم الصهيوني الكاذب، يدعي  انهم ضحايا المجازر النازية،،  ولو كان الأمر ، كما يقولون، لما كانوا رعاة النازية عمليا، كلما احتل الصهاينة اجزاء من وطننا العربي..
 وهم اليوم يصدرون المجازر  للشعب الاوكراني الأعزل على اساس زرع القواعد الأمامية للامبريالية...

 وعن مفهوم "التحييد الذاتي" الذي قام به المدعو" بيرام"  في الشريط الذي توزع في وسائل التواصل الاجتماعي ، مرفقا بالتعليقات الشاجبة  لتصرفه، ومن خيبة أملها فيه بعد هذا الظهور، والتصرف الصبياني، حيث  تحول من شخصية سياسية رشحتها الدولة العميقة خلال مرتين للرئاسيات " لتحلل"  الرئاسة على الرئيسين، وهو ما عبر عن قصور نظرها، وان اضطرها إلى ذلك  الوعي" الصفري"  للحراك السياسي، وفقدانه للرؤية السياسية،،
الأمر الذي أكد وجهة النظر المشتركة، والمصير الواحد لقادة الأحزاب المعارضة التابعة للسفارات، و لتبعية" بيرام"، إذ كان الكل يخطط له، وهم ينفذون.
 ولقد  وضع  هذا  المخطط  التحييدي  المدمر  ل"بيرام" مرتين على الأقل، الأولى عندما،  ارسل إلى جامع شنقيط، فحرق بعض النسخ من كتب الفقه، ك" مختصر خليل"، ونجا صدفة، و حيلة معا، حين   أعطى ساقيه للريح، قبل أن يحصل رد فعل ضده من اهل المدينة الباسلة، وان كان سقط في الفخ الذي يؤكد غباءه السياسي..!

كما خطط له الإعلام السينغالي، او الصهيوني، بنشر  ال"فيلم" الكرتوني، الذي أظهره -  بيرام -  يتلاعب بدمية، تمثل جمجمة طفل موريتاني..
 وفضلا ذلك  كان اقدامه الاجرامي بالتعريض ببلادنا في مؤتر تحريضي على الانظمة المستقلة في افريقيا، والبحث عن رموز تمثل أدوات لزعزعة السلم الاجتماعي، فتصدر "بيرام" المشهد،  ثم تمارض في بروكسل لمدة شهور، حتى  ابرمت الصفقة  الخجلة، و المخزية، لصالحه، ليعطي الأمان، ويجرد القانون الوطني من قيمته المعنوية الرادعة، فرجع  المجرم سالما، محشو الجيوب، واشترى العقارات،، وفي المطار تهرب من مستقبليه، حتى لا تثير عودته حفيظة الوعي الوطني، ليرفع احد المحامين دعوى حقوقية ضده..

وفي هذا المشهد الأخير  ظهر  الحقوقي "بيرام" محاطا ب"شلة"، وهو  يخلع عن نفسه قميص السياسة، والتمثيل المزيف، والتعبيرات الكاذبة في طلبه الحقوق  للمحرومين، والمهمشين، بل كان ظهوره، يعبر عن انتمائه عمليا للمنحرفين سلوكيا، الذين تعودوا على  الترعيب، و اللصوصية، والتظاهر بهز العضلات، والترهيب، وهنا سقط القناع الذي تدثر به، كمظلة هيلامية  لحماية الأجساد العارية، والبطون الخاوية، والحقوق المنتقصة، كما هو حال المواطنين عامة، لا الملونين من العرب السمر الذين ما فتئت الانظمة، تسمن قططها من الجميع اقصاء للجمهور العام، الأمر الذي دفع بالنخبة الى التناقص، رغم طوابير الخرجين العاطلين عن العمل،  وتحجيم دورهم فيما تحلم به قلة  محظوظة  بأن وقع قانون الانتقاء،" الانتخاب الطبيعي الجسماني" عليها، فحظيت بالتنفذ،  والتسمين في بلاد المجاعة، متعددة المصادر، والمظاهر، والنتائج في مواسم الجوائح، والأزمات الأقتصادية..
 وتحول اتباع  الانظمة السياسية الذين وقع عليهم الاختيار بالصدفة، لا بالاستحقاق إلى اشباه مطربي السياسة، ومطرباتها، من اللحلاحين، واللحلاحات، واللجاجين واللجاجات.. !
ولم لا؟
وقد  امتهنت النخبة السياسية دور  المطربين على عهد الإمارات، كل منهم للأمير، وهؤلاء كل منهم  لرئيس العشرية الذي يتهربون منه اليوم بالولاء المجاني، وغيرهم  نجح في التهرب من الولاء لأصحاب الانقلاب الموقع بعد الواحدة في قصر الرئاسة، وقد أصبح وزيرا في التعيينات التدويرية، واندثر دوره في سياسة السنتين،  واكثر الأربعين على وجوههم المصفرة التي تعلوها كدرة " التطبيع"، وزيارة الكيان الصهيوني على رأس الوزارة الخارجية، ، وكلهم بدون استثناء  يتحين الفرصة، بعد  الفسوخ" الجلدي" كالافعى في مواسم السنة، ولو بالكتابه على صفحة حسابه،، أنه انضم" للكورس"  دون أن يجد  من يلتفت إلى انسجامه  في المظهر ، وتجنب المستوى العلمي غير المطلوب،، إنما فات المسكين صاحب التخصص العلمي دور  العلاقات القبلية، والكاريزمية الجهوية، لا استحضارها  بأرواح العجائز من  قبور على هامات الجبال المهجورة..!
 وإذا كان هذا حال الرموز السياسية المفترض، انها اكثر وعيا من الحقوقي المزيف "بيرام"، فكيف بالأخير بعد معركة التهديد، وضربه المخالفين له؟
ومهما كان من ارسل اليه محاوره في المشهد المتداول، فقد دفع به  غباؤه السياسي الى التصرف بما بدر منه،  وحرك فيه دوافع الكبت النفسي، و التنفيس بهذه الجهالة  من السلوك المستهجن  الذي افقد رئيس "الشلة"  دوره في مسرح الحياة السياسية، لأن الأخيرة  تستدعي وعيا مدنيا، لا تشنجات عصبية، احتراما لرؤية الآخر،  لا تكذيبا بغرس الأصابع في العيون قبل التنكيل بالمخالفين  في الرأي، الأمر الذي سيطرح  المشكلة الاجتماعية بصيغة أخرى،، والبحث عن دور القانون، والقائمين عليه لفرض السلم الاجتماعي المهدد بالقوى الغضبية الشهوانية التي استودعتها النفوس الشريرة في أبدان الجهلة...

لقد سقط الرهان  النهضوي  على" الدكتور فاوست"، يا " اكريستوفر مارلو"(١٥٦٤- ١٥٩٣م) في بلادنا، ف"بيرام"، ليس بذي وعي ثقافي، حتى يشكل وعيه السياسي، واجهة نهضوية في توعية الناس على حقوقهم، وتوجيههم نحو الحقول، كما غاب دور الدولة في تكوين تعاونيات زراعية مشجعة على الالتحاق بالمزارعين  في الحقول في بداية الموسم..!
بينما  تداول الإعلام الوطني، والدولي، أن معظم الدول الافريقية، والعربية، كالجزائر، وتونس، والمغرب، أعطت الأولوية للقطاع الزراعي، وذلك لمواجهة الأزمة الغذائية العالمية التي سببتها الحروب الصهيونية في أوكرانيا...
ولو ان الدولة الوطنية، جندت الإعلام لهذا المشروع التنموي، لكانت الشبيبة الموريتانية، لا هية في أعمالها اليومية، كتوسيع المناطق الزراعية، وبذرها بعيدا عن  السياسيين المرابطين إلى جانب الإعلام الحر ، والحزبي،  والافتراضي على وجه الخصوص في طابور خامس على بوابات السفارات  الاجنبية في عاصمتنا،  فيسترزقون من افتات المشاركين في احتفالات السفارات الاجنبية..!

ومهما يكن، فإن حكاية بيرام،  وتحرشه الأخير، أدى إلى تحييده لنفسه سياسيا، غير أن السؤال المطروح، هو :
من سيعينه  على رفض هذا الخيار الأخير الذي عبر عن ضحالة  وعيه، وعجزه عن المهمة التي أسندت اليه من طرف الدوائر الغربية، والصهيونية، و"المحلل" لهم..؟!
ومن ذا الذي لا يساعده هذا  الإقصاء حتى يبادر بوضع رافعة "هيرشميدس" لإنقاذه من الغرق الحالي  في اوهام الوعي بمكونه النرفزي، وهز العضلات، وتكوين الشلل للمصارعات الجسدية المستأنفة في مجال السياسة  إلى هذا الحد" الباذخ"، كما قال اصحاب المال، والاعمال بقاموسهم الأجنبي على لغة القيم، ومفاهيم الثقافة، وقيم الدين، في مجتمعنا، ولما يصل الأخير  - للأسف- مدنيا الى" المدن - تاريا". بل لا زالنا، نزحف على بطوننا الفارغة  في مناطق "البدو - تاريا" على رأي الماركسيين العالق تفكيرهم بين التبعية بالمفاهيم، والخضوع لرحمة الأوضاع الموضوعية التي أسقط، تجاوزها - على رأيهم - طموح  الطبقة المتوسطة في بلاد العم "سام" منذ ان ثار الدستوريون على الملكيين والاقطاعيين سنة( ١٦٤٠ م). لكن بعودة الملكية (١٦٦٠م ) انهزم الوعي الاشتراكي الغربي، وتوابعه - فيما بعد -  في الدول المستقلة،،  فتعلم  الماركسيون من تلك التجربة  عبادة الظروف الموضوعية، ومراعاة  وثنيتها حتى في بلادنا، وتحولوا الى سدنة الانظمة، وذلك في انتظار الظروف الموضوعية المناسبة للتغيير، حتى صاروا  يراهنون -عندنا -  على الوعي الانتهازي لدى الملونين، والعرقيين، اكثر من الماركسيين الذين "حيدوا" انفسهم  بانفسهم على غرار بيرام ..!

إشيب ولد أباتي

إضافة تعليق جديد