عند اختيار زاوية التقاط الصورة يكون صاحب العدسة قد حدد موضوع ووجهة وعنوان رسالةٍ ما...فما هي الرسالة التي يريد مُلتقطُ هذه الصورة توجيهها؟
في الإعلام تتأكد قوة الصورة كأداة توثيق الأحداث والمشاعر والأفكار، ونقل الوقائع والأحداث كما هي...
لكن قراءة الصور وتحليلها - كقراءة وتحليل النص - يحتاج إتقان اللغة التي كتب بها إتقانا ذاتباً أو بواسطة.
ورغم أننا نعيش عصر الصورة، ونتقن استخدام أحدث وسائل التصوير، إلا أننا ما زلنا -أحيانا- نقف عجزين عن ترجمة ما تعبر عنه بعض الصور..!!! فتارة نتخذها أيقونة العجز عن استعاب علاقة التمازج بين الواقع والمستحيل حين تتجسد الصورة وتعبر بما لا يقبل التأويل عن حالة التناغم بين النقيضين في واقع ما قبل التقاط الصورة...
وتارة لإثبات مصداقية عالمنا حين تتأكد قدرتنا على استنطاق المشاهد من خلال ما نلتقطه أو نشاهده من صور الأحداث و الوقائع، فنوفق في نقل واقع بذاته أو حدث كما حدث.
وفي الحالتين تظل الصورة الوسيلة الأكثر وضوحاً لنقل الأخبار والحقائق في الأوقات الصعبة حين يتعذر الصوت ويعجز التعبير بالكلام، والوسيلة الأكثر دقة في كشف المشاهد وزيادة الوعي بحالات إنسانية كالفقر والجوع والحروب والكوارث ، كما تظل الصورة وسيلة حاسمة في إعادة تشكيل الرأي العام المحلي والدولي.
لذا تحول الإعلام في هذا العصر إلى قوة محورية مساهمة في استقرار ورفعة أي مجتمع في حالة السلم، وسلاح فعال في حالة الحرب، وأداة كسب أي معركة..
فمن الواجب أن تتصدر معركة التنمية قائمة أهتمامات الإعلام الوطني سواء الكتاب والمصورين المحترفين أو الهوات والمدونين كل من موقعه في استغلال الطفرة الحاصلة في تكنولوجيا الإنترنت وانفجار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الجديدة سريعة الانتشار وعميقة التأثير، التي أتاحت الفرصة أمام المواطن العادي والجهاز الرسمي وممثلي المجتمع المدني وهيأت إمكانية توظيف الأداة الإعلامية في تحقيق جملة من الأهداف الرئيسية في التصدي لواقع الفقر والتخلف، بل وكسب معركة التنمية والبناء. من تلك الأهداف: التوعية والتحييس من خلال نقل الصورة الحقيقة واستنهاض همة المواطن وتعزيز ثقته بنفسه وتوعيته بحاجة وطنه إليه، وتعزيز الجبهة الداخلية، وتقوية المجتمع ورص الصفوف، بما يضمن تجاوز هذه الظروف بأقل الخسائر.