يوم واحد فصل بين إعادة انتخاب إدريس ديبي، في 19 أبريل رئيسا لتشاد للمرة السادسة، وإعلان مقتله أثناء وجوده في ساحة المعركة 20 أبريل، ضد متمردي "جبهة التناوب والوفاق".
ديبي الذي تمت ترقيته إلى رتبة "مشير تشاد" في أغسطس 2020، ويأتي على رأس السلطة منذ عام 1990، أعيد انتخابه لولاية سادسة من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي عقدت 11 أبريل 2021، لكن الموت غيبه عندما قرر النزول إلى ساحة القتال من أجل الدفاع عن وحدة الأراضي ومواجهة المتمردين، حسب بيان للجيش.
ولد ديبي عام 1952 في بيردوبا (شمال شرق تشاد) وهو أحد أبناء عائلة زغاوة، وهي فرع من جماعة الغوران، الموجودة على جانبي الحدود التشادية.
وبعد حصوله على الشهادة الثانوية، التحق ديبي بمدرسة الضباط في عاصمة تشاد نجامينا، ثم في سن 25 حصل على رخصة الطيران من مدرسة أماوري الواقعة شمالي فرنسا.
وبعد العودة إلى الوطن، ربط ديبي مصيره بمصير الرئيس حسين حبري، وشارك في حركة التمرد في الأعوام بين 1980 إلى 1984 ضد الرئيس التشادي الأسبق كوكوني وادي.
وفي عام 1981 أصبح ديبي (68 عاما) قائدا للجيوش في عهد حسين حبري واشتهر بحرب الاستعادة التي سمحت لتشاد باستعادة شمال البلاد التي احتلتها ليبيا.
لكن في عام 1989، اتُهم ديبي بالتآمر، ووجد نفسه على خلاف مع نظام حبري، فذهب إلى المنفى في ليبيا، ثم إلى السودان بدءا من عام 1989.
وفي 1990 قرر ديبي تأسيس "حركة الإنقاذ الوطني"، وعلى إثرها استولت القوات الموالية لديبي على نجامينا في 4 ديسمبر 1990، وطردت حبري من السلطة.
وفتحت السلطة الجديدة، البلاد على نظام التعددية الحزبية.
كانت الفترة الأولى لحكم ديبي في ديسمبر/كانون الأول 1990، ثم انتخب في يوليو/تموز 1996، وأعيد انتخابه في مايو/أيار 2001، ثم مايو 2006، ثم أبريل2011 ومرة أخرى في 10 أبريل 2016، ثم في 20 أبريل 2021 بنسبة 79.32 بالمئة من أصوات الناخبين.
وخلال فترة حكمه، أحبط ديبي مؤامرات وهجمات من قبل المتمردين الذين وصلوا إلى بوابات القصر الرئاسي في فبراير 2008.
وخلال هذا الانقلاب الفاشل، اقترحت فرنسا على الرئيس إخلاء القصر لكنه رفض، وتعهد بالاحتفاظ بالسلطة، أو الموت بالسلاح في يده.
وتحت قيادة المارشال ديبي، تم تقديم الوحدات التشادية على أنها الأكثر خبرة في القارة الإفريقية.
والجيش التشادي أيضًا جزء من مجموعة دول الساحل الخمس المعروفة بـ”جي 5″ (موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد)، التي تشارك منذ عام 2017 مع فرنسا في محاربة الجماعات الإرهابية يمنطقة الساحل.
وفي 11 أبريل، وبينما كان التشاديون منشغلين بالإدلاء بأصواتهم، هاجم رتل سيارات مسلحة تابعة لجبهة "التناوب والوفاق" المعارضة، بلدة زواركيه شمالي البلاد، انطلاقا من الأراضي الليبية، وأعلنت سيطرتها عليها دون مقاومة.
الاناضول