نادى مجلس الوزراء الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً لدولة الكويت خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحاكم الخامس لدولة الكويت منذ استقلالها عام 1961، قد انتقل إلى رحمة الله، عن عمر ناهز 91 عاماً، مخلفاً فراغاً في الشارعين الكويتي، والخليجي، لمناقبه وآثاره الباقية.
واستمد فقيد الأمة الكويتية احترام الجميع، ليس خليجياً فحسب بل حتى عربياً ودولياً، حد وصفه أمير الإنسانية، لجهوده الحثيثة لرأب الصدع، وتقريب وجهات نظر أشقائه في كل مكان، ومحاولاته المستمرة إصلاح الأوضاع في عدد من النزاعات.
وتتضح بصمات الشيخ صباح، الذي تسلم مقاليد الحكم في بلاده عام 2006، أكثر في البيت الخليجي، وسعيه المستمر لدفع عجلة الحوار، منذ فرض السعودية والإمارات والبحرين ومعهما مصر حصاراً على قطر في 5 يونيو/حزيران 2017. ويستذكر الجميع مواقفه وتصريحاته وجولاته، ومبعوثيه، الذين جابوا العواصم الست، حاملين رسائل سلام، بحثاً عن مخرج للأزمة التي هزت أركان مجلس التعاون الخليجي. وصرح عدد من مقربيه أنه كان يتألم لحالة التشرذم التي اعترت البيت الخليجي، خصوصاً مع تعنت أبو ظبي تحديداً، ومحاور تابعة لها في الرياض، ونسف جهوده، في وضع حد للأزمة.
وتسربت في وقت لاحق معلومات استخباراتية، وتصريحات، أكدت أن فقيد الكويت أفشل وعارض مخططاً لغزو قطر عسكرياً، من دول شقيقة لها، وارتفع صوته مستنكراً الأمر.
وتشكلت معالم شخصية الشيخ صباح وخبرته الدبلوماسية، بعد إمضائه 4 عقود من الزمن وزيراً للخارجية، قبل أن يترأس الحكومة عام 2003، ويظل في المنصب إلى حين تنصيبه أميراً.
بصمات الراحل لم تقتصر عند حدود مجلس التعاون الخليجي، وسبق له أن قاد جهوداً لرأب الصدع في مناطق عدة، أبرزها الأزمة اليمنية، والحرب العراقية الإيرانية، مما أثرى تجربته الشخصية، وجعله وسيطاً مقبولاً، ونزيهاً لدى الفرقاء.
مساعي الوساطة التي قادها في الأزمات الدولية، استمرت بعد استلام الشيخ صباح الحكم عام 2006، وصولاً إلى تسميته قائداً للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديراً لجهوده الإنسانية على جميع الصعد.
وتهاطلت التعازي التي أبرق بها حكام وقادة وأمراء ورؤساء دول، لتعزية القيادة الكويتية في وفاة فقيدها، وإبراز مساعيه وأياديه البيضاء.
وكان الشارع الكويتي عاش يوماً صعباً قبل الإعلان الرسمي للوفاة ظهراً، مع توالي مؤشرات توحي أن خطباً ما حدث.
أول المؤشرات كان الاجتماع الطارئ لولي العهد، مع رئيسي مجلس الوزراء والأمة، لتسود تكهنات حول طبيعة اللقاء، خصوصاً أن مشهد مغادرة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، رفقة مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، أثناء انعقاد جلسة المجلس، أثار العديد من التساؤلات في الشارع الكويتي.
وكان الأمیر الفقيد، الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تلقى العلاج في الولايات المتحدة، “بناء على مشورة الفریق الطبي المعالج له، لاستكمال رحلة النقاهة بعد إجراء عملیة جراحیة وصفت بالناجحة في الكويت، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” في حينه.