لم يكن إعلان البيت الأبيض، اليوم الخميس، لما أسماه "اتفاقاً تاريخياً" على تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مفاجئاً، لأن التحالف (وليس التطبيع) قائم بالفعل بين أبوظبي وتل أبيب، وكان الطرفان يجاهران به على أكثر من صعيد، حتى إن الإمارات تحولت خلال الفترة الماضية إلى راعية التطبيع بين مسؤولين عرب خاضعين لها سياسياً، وإسرائيل (المجلس العسكري في السودان، خليفة حفتر في ليبيا ومواقف مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، من بين النماذج). لكن أكثر ما يلفت الانتباه في "الحفل الاستعراضي" الذي رعاه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي بدا كمن يبحث عن لحظة إنجاز طويلة، حتى إنه لم يخف استياءه من المسؤولين الذين لم يطيلوا في أحاديثهم المهللة للاتفاق، محاولة تسويق وهم أن "السلام" الإماراتي الإسرائيلي جديد، وأنه جاء ليكون بمثابة "تضحية" تقوم بها أبوظبي "حرصاً" على الفلسطينيين، وأنه أوقف الضمّ المزمع لأراضٍ فلسطينية، وتحديداً في الضفة الغربية، قبل أن تخرج تصريحات من إسرائيل تكذّب هذا الادعاء، وذلك في الوقت الذي يدرك فيه الجميع أن تعثّر الضم يحدث أولاً بسبب الخلافات الداخلية الإسرائيلية.
وكان ترامب قد بدأ حفلة الاستعراض وإعلان الاتفاق في تغريدات على "تويتر"، مشيراً إلى أن "اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات انفراجة كبيرة"، مضيفاً أن "الاتفاق خطوة مهمة باتجاه بناء شرق أوسط أكثر رخاء"، معبراً عن أمله في "تحقيق اتفاقات مشابهة الآن في المنطقة".