هنا الحوض الشرقي، عاصمة الأصالة والحضارة، هنا "المعلقات" في جدار التاريخ، حيث يمتزج العربي والإفريقي والإنساني؛ فينتج المخطوطَ والمكتوبَ، والمرئيّ والمسموعَ، من الآثار والعلوم، ومن الثقافات والحكايات والأساطير.
هنا قبلة الباحثين عن أقدم الحضارات، هنا الجيد الباسق المرصع بدرر المعارف، هنا الرمال الذهبية والجبال الشم، هنا عتاق الإبل، وكرائم الغنم، والخيل والبغال والحمير، لتركبوها وزينة.
هنا "النعمة" الحديقة الخلفية للمقاومة، كهف اللاجئين، وقبلة المشترين والشارين، وحاميتنا الحدودية على مر السنين.
هاهي النعمة اليوم وقد أخذت زخرفها وازينت، وتداعى إليها رجالها ونساؤها وأطفالها، مرحبين بالضيف الكبير، المترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني.
ها هي اليوم على العهد، تثمن الإنجازات وتتطلع للمزيد، مع رجل الإجماع الوطني، رجل المرحلة، صاحب المشروع الوطني الجامع، الذي لن يترك أحدا على قارعة الطريق.
مهرجان استثنائي وخطاب أخلاقي
ساكنة ولاية الحوض الشرقي بمختلف مقاطعاتها وبلدياتها غصت بهم الطرقات والساحات، في يوم مشهود لم تعرفه مدينة النعمة من قبل، الكل هنا مرحبا بالمترشح ومعبرا عن أمله الكبير في هذا الضيف الكريم.
وقد حيى المترشح الجماهير الغفيرة، وشكرها على الحضور الاستثنائي، الذي فاجأه، واعتبره فاق كل المهرجانات في الولايات الأخرى، رغم أنها كانت كلها حاشدة.
وأشاد بهذه الولاية واعتبرها تمثل التسامح وإيثار الجيران، وأنها ولاية لها تاريخ حافل بالبطولات، وبالأولياء والعلماء الكبار. وبأنها تحوي عاصمة إمبراطورية غانا، فهي ولاية الأصالة والعراقة، وما زال أهلها على ذلك العهد متمسكين بقيمهم وأخلاقهم.
وأثنى على إسهام الولاية في ثراء وإثراء البلد، وعلى جاليات الولاية في الخارج، وتمثيلهم الحسن للوطن.
وركز على محور الأمن وتأمين الشعب والحفاظ على حوزته الترابية ودور ذلك في التنمية وجلب الاستثمار. مذكرا بالانفلات الأمني السابق، مشيدا بدور الولاية في استتباب الأمن من خلال تعاون سكانها مع السلطات في منطقة غير مستقرة أمنيا.
وتساءل عن أي المرشحين الأقدر على تأمين البلاد، أمام ولاية تدرك ساكنتها قبل غيرهم قيمة الأمن والسلام.
ثم تحدث المترشح عن مشروع المدرسة الجمهورية المفتوحة أمام الجميع، وتركيزه على المرحلة الأساسية؛ لأنها هي مرحلة زرع القيم. وكذلك على تحسين ظروف المعلم لأنه مكون الأجيال.
كما تحدث عن مشروع تقوية لحمتنا الوطنية، والقضاء على الغبن، والعدل بين الجميع.
وفي مجال الصحة أشاد بالجهود التي بذلت، ووعد بالمزيد من المستشفيات والمستوصفات، وتحسين الطواقم الصحية وتوفير المستلزمات، والوسائل.
ووعد الشباب والنساء بخلق الكثير من فرص العمل الكريم.
ثم ركز المرشح على حضور الأخلاق في الخطاب السياسي، ورد على القائلين بأن دعم فخامة رئيس الجمهورية له خروج عن مبادئ الديمقراطية بالنظر إلى التجارب الديمقراطية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية...
وطالب بتركيز خطاب المترشحين على البرامج والوعود التي ستتحقق.
و قدم المترشح مجموعة من الوعود الخاصة بساكنة الولاية، منها إنشاء طريق النعمة انبيكت لحواش، وطريق أمرج عدل بكرو، وتجديد طريق النعمة لعيون، وكذلك زيادة ميزانية الدولة من أجل تنمية والحفاظ على المواشي.
وقال بأنه سيفكر في طريقة لدمج اقتصادياتنا المحلية في المنظومة الاقتصادية؛ كزيادة مصانع الألبان، والرعاية الجيدة للمواشي.
وكذلك إنشاء مسالخ عصرية، والبحث عن طريقة لتصدير لحومنا للخارج.
وفي الختام حث الجماهير على التصويت بكثافة، والحذر من الأصوات اللاغية، وتمنى لهم خريفا جيدا.
د/ محمد خيري
عضو الحملة الإعلامية المكلف بالتقارير الميدانية