أتايا.. شاي تقليدي لا يفارق جلسات السنغاليين

20 مايو, 2019 - 22:54

يحتل الشاي مكانًا هامًا في الحياة الاجتماعية للسنغاليين، الذين لايزالون يحافظون على تقاليد تحضيره ولا يفارق جلسات السمر.

ويطلق السنغاليون اسم "أتايا" على الشاي الخاص الذي يستغرق إعداده فترة طويلة، ويحرصون على تقديمه إكرامًا لضيوفهم الذين يرغبون بإطالة الجلسة معهم.

نحو 3 ساعات هي فترة تحضير الشاي الذي بالأساس يعتمد على أوراق النعنع الخضراء، ويشتهر في كل من المغرب وموريتانيا مع إحداث بعض التغييرات عليه ليصبح ثقافة خاصة بالسنغاليين.

وتقاليد تحضير الشاي الوفير بالرغوة، المكون من الماء والشاي الأسود أو الأخضر والنعنع والسكر، تكاد تنتشر في كل منزل في السنغال، وتبدأ بوضع الماء والشاي داخل إبريق أخضر أو أزرق وتركه قبل إضافة السكر عليه حتى درجة الغليان، ثم يصب القليل منه في كؤوس صغيرة خاصة من مسافة مرتفعة لتتكون الرغوة في الكأس، وبعدها يتم إضافة النعنع إلى الإبريق وإعادة صب ما في الكؤوس إلى الإبريق لضمان زيادة الرغوة.

ويعتبر السنغاليون حجم الرغوة المتكونة مقياسًا لجودة شاي أتايا.

وبعد انتهاء أول إبريق يضيف السنغاليون الماء والنعنع والسكر مرة أخرى على الشاي ذاته، وبنفس الشكل مرة ثالثة ما يخفف من مرارته، لذا يصف السكان أول إبريق بأنه "مر كالموت"، والثاني "حلو كالحياة"، والثالث "لذيذ كالعشق"، فيما يعتبر آخرون بأن أول إبريق هو "مثل حب الأم"، والثاني" كحب الصديق"، والثالث" كحب العاشق".

وخلال رمضان، يفضل الراغبون في قضاء الليل بالعبادة أو من يتطلب عملهم البقاء مستيقظين طوال الليل، تناول شاي أتايا بدل القهوة لاحتوائه على كمية كبيرة من مادة الكافيين المنشطة.

وفي حديث للأناضول، أوضح مامادو ديالو، الحارس الأمني لإحدى الفلل بالعاصمة دكار، أنه يعمل في الليل وأن أول أمر يقوم به لدى قدومه للعمل يتمثل بإعداد شاي أتايا.

ولفت إلى أنه يجتمع مع حراس الفلل الأخرى ويشربون الشاي سويًا، قائلًا: "بشرب الأتايا نبقى مستيقظين طوال الليل براحة، فتحضيره يستغرق فترة أطول ما يجعل مدة المسامرة أطول بعكس القهوة التي يتم تحضيرها بسرعة ولذا لا يكون هناك متسع من الوقت لتجاذب أطراف الحديث".

بدوره، أشار زميله مامادو مبينغو أنه يدرس نهارًا في الجامعة ويعمل كحارس في الليل، مضيفًا: "بعد استلامي لورديتي في العمل أواظب على شرب الأتايا بالتأكيد بعد الطعام، فضلًأ عن أننا نتخذه ذريعة لكي نتسامر أثناء إعداده".

الأناضول