لسكان المغرب العربي علاقة خاصة مع موسيقى المالوف بخاصة في شهر رمضان. إذ لا تخلو دور الشباب ومدن الثقافة والمهرجانات الرمضانية من تركيز خاص على هذا النوع من الموسيقى الذي يعيد سكان المغرب الكبير إلى الجذور الأندلسية، ليستذكر أهل المغرب نكبة الهروب الكبير من غزو الأوروبيين للأندلس لكن في شكل نغمات خاصة ومميزة جداً.
يسمي الليبيون هذا النوع من الموسيقى بالمالوف أيضا، ويقصد بكلمة "مالوف" أي ما تم حفظه من أشعار وأزجال. ووصلت موسيقى المالوف إلى ليبيا قبل أن تتم الهجرة الكبرى للعرب المسلمين من الأندلس نظرا لموقع ليبيا الجغرافي الذي يتوسط الشرق والمغرب العربي والتي اعتبرها الحجيج وطلبة العلم ممراً يرتاحون فيه عند السفر. وقد أورد تقرير لقناة "نسمة" المغاربية وصفا دقيقاً لمكونات أغاني المالوف الليبية التي تشترك جميعها في القوالب )القالب السريع والقالب البطيء( مع التنوع في "النوبات". حيث نجد نوبة "المصدر" ونوبة "المربع" ونوبة "العلاجي".
أشهر البلدان المغاربية المعروفة بموسيقى المالوف هي تونس، فقد طور فيها موسيقيوها هذا النوع من الأنغام لأسباب عدة منها التاريخي والسياسي والثقافي. وورد في إحدى وثائق المعهد الرشيدي للموسيقى العربية في قسم الموسيقى الأندلسية أن الفضل يعود إلى رشيد باي في تهذيب الموشحات الأندلسية وجمع النوبات المرتبطة بالمالوف في مؤلف موسيقي واحد تركه رشيد باي الأجيال التي تليه لذلك سمي المعهد الرشيدي بهذا الاسم نسبة لرشيد باي، وهو أحد البايات الحسينيين اللذين اهتموا بالفنون. وورد بالوثيقة ذاتها الصادرة عن المعهد الرشيدي أن الشيخ أحمد الوافي )1850 ـ 1921(وهو أحد المجددين في موسيقى المالوف قد أخذ على عاتقه تكوين أجيال جديدة في مطلع القرن العشرين على أسس علمية صحيحة وكانت أهم انجازاته تدريس الطبوع والمقامات التونسية للناشئة، فازدهرت البحوث في مجال المالوف وتم إضفاء طابع تونسي لتلك الموسيقى عبر اللهجة الموسيقية التونسية.
يسمى المالوف في الجزائر بـ"الغرناطي" نسبة إلى أهم الحواضر الأندلسية قديماً وهي مدينة غرناطة. وقد ورد في موقع "وكيبيديا" أن فن الطرب الغرناطي استقر في البداية بمنطقة وجدة والرباط في المغرب بعد هجرة السكان النازحين من غرناطة. ثم هاجر أغلبهم إلى الجزائر بعد ذلك نتيجة العلاقة المضطربة بين الدولة الزيانية وبني الأحمر، لتتعهد مدينة تلمسان باللون الغرناطي الأصيل متأثرة بالموسيقى التركية العثمانية من حيث الأداء الصوتي و الآلات.
يقول الموسيقي المغربي عبد السلام الخلوفي في حوار له لصحيفة تطوان الالكترونية المغربية، أن موسيقى الآلة المغربية هي نمط من الموسيقى الأندلسية متكون من من إحدى عشرة نوبة، وخمسة إيقاعات، مشيراً إلى أن كلمة نوبة اقتبست من كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، الذي كان يصف بها عدد مرات الغناء. ويلفت الباحث إلى أن لهذه الموسيقى أسماء أخرى، من بينها "موسيقى الخمسة والخمسين"، لأنها متكونة من عشر مغنين لكل مغني من نوبة طرب الآلة خمس وصلات، وكل وصلة لها إيقاع، ويؤدّى عبر ثلاث مراحل: بطيئة ومتوسطة السرعة وسريعة.
" شبكة حياة اجتماعية"