السينغال.. تقاليد غريبة لإلقاء التحية

7 أبريل, 2019 - 10:55

للوهلة الأولى يتفاجأ الزائر للسنغال من التقاليد المتبعة لإلقاء التحية بين الناس، والتي تبدأ بالمصافحة، ولا تنتهي بالسؤال عن الصحة والأهل والعمل، وهو ما يعكس روابط الأخوة، والتسامح، والعيش المشترك وكرم الضيافة بين أفراد المجتمع، كما يقول السنغاليون.

وينطوي إلقاء التحية على أهمية كبيرة لدى أفراد المجتمع في البلد الواقع غربي إفريقيا، والذي يشتهر بكرم الضيافة.

ولا يكتفي السنغاليون بإلقاء تحية السلام فقط، بل يتبادلون الأحاديث والابتسامات الهادئة، ويتّبعون تقاليد توارثوها عن الأجداد.

وتنتشر تقاليد إلقاء تحية السلام في كافة أنحاء البلاد وبين جميع أفراده، سواء في الشارع أو السوق أو حتى في الدوائر الرسمية.

وتبدأ تلك التقاليد بالتصافح، ثم السؤال المتبادل عن أحوال الشخص المقابل، وحال أسرته وعمله، بل وحتى سيارته وحيواناته إن وُجدت.

وبعد التصافح الذي يتم على شكل إيقاع متناغم، والسؤال عن حال الشخص وأهله وأحواله، يقبّل كل شخص يد الآخر ويضعه على صدره مرفقاً ذلك بابتسامه تزيّن الوجوه.

ولا تعتبر تقاليد إلقاء السلام مزعجة بالنسبة للسنغاليين، لكن على العكس تماماً يحرص المواطنون هناك على اختلاف أعمارهم، على مواصلتها وإحيائها.

هذا النمط السائد يبدو غريباً ولافتاً للانتباه في الوهلة الأولى، لمن يزور السنغال للمرة الأولى، إلا أن الزائر الأجنبي يعتاد عليه بعد فترة، وفيما بعد يتبع هو الآخر هذه التقاليد عند إلقاء التحية.

وفي حديثه لوكالة "الأناضول"، يقول أبو بكر سوسار، وهو أحد سكان العاصمة دكار، إنه يشعر بالأمان والطمأنينة عندما يتبادل السلام مع شخص آخر بهذه الطريقة.

ويعتقد السنغالي البالغ من العمر 42 عاماً، أن إطالة التصافح والسؤال عن حال الشخص وأهله وعمله، يطيل من عمر الصداقة وروابط الأخوة بين أفراد المجتمع.

ويضيف "إلقاء تحية السلام إرث لنا من النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا نكتفي نحن في السنغال بإلقاء التحية والهروب بعدها مباشرة، بل نتصافح ولا نهمل السؤال عن أحوال بعضنا البعض."

ويرى "سوسار" أن التصافح لمدة طويلة وسؤال الناس عن أحوال بعضهم البعض وأهلهم وعملهم، يعدّ مؤشراً على القدر والأهمية التي يولونها لمصافحيهم.

ويعتبر أن التصافح السريع دون السؤال عن حال الشخص الآخر، يعد أمراً مثيراً للإزعاج وبل حتى الغضب في بعض الأحيان لدى أفراد المجتمع السنغالي، مبيناً أن الكثيرون يعتبرون هذا التصرف "عيباً ومشيناً".

ويعمل "سوسار" طباخاً بإحدى معاهد تحفيظ القرآن الكريم في السنغال، ويقول إنه يتبع تقاليد إلقاء تحية السلام هذه مع الجميع هناك سواء أكانوا طلاباً أم أساتذة وموظفين.

من جانبه، يقول "محمد دام" وهو أحد مدرسي المعهد إنه لا يباشر درسه إلا بعد مصافحة جميع طلابه وتبادل الابتسامات معهم.

ويبلغ عدد سكان السنغال حوالي 14 مليون نسمة، وتحدها كل من موريتانيا، وغينيا، وغينيا بيساو، وغامبيا، ومالي.

ويشكل المسلمون 95 بالمائة من إجمالي السكان، فيما يشكل أتباع الديانات الأخرى بما فيها المسيحية 5 بالمائة.

وتعد الفرنسية اللغة الرسمية في السنغال، إلى جانب انتشار لغات محلية أخرى.

" وكالة الاناضول"