تصدر رفض القرار الأمريكي بشأن الجولان، مجريات الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العربية، الجمعة، في تونس، للتحضير لأعمال القمة التي تعقد الأحد المقبل.
ومساء الإثنين، وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرسوما يعترف بـ”سيادة” إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها الأخيرة منذ عام 1967.
وفي الكلمة الافتتاحية، قال وزير خارجية السعودية، ابراهيم العساف، الذي تولت بلاده أعمال القمة عام 2018، إن المملكة ترفض أي إجراءات تمس الوضع التاريخي للقدس، والقرار الأمريكي بشأن الجولان وتدخلات إيران في المنطقة.
وأوضح أن السعودية تدعم الجهود الأممية ومبعوثيها في اليمن وسوريا وليبيا.
وعن سوريا، قال العساف، إن بلاده تدعم وحدة أراضي سوريا والحل السياسي المبني على الحوار بين المعارضة ونظام بشار الأسد، معربا عن رغبة المملكة في توحيد المعارضة قبل ذلك.
ووجه العساف انتقادات إلى إيران، مؤكدا تحميل طهران مسؤولية ما يحدث في اليمن، رافضا تدخلاتها في عدد من الدول العربية، وهو اتهام طالما نفته طهران.
من جانبه، قال وزير خارجية تونس، خميس الجهيناوي، إن قرار ترامب حول الجولان المحتل يعتبر لاغيا ولا أثر قانونيا له، مشيرا إلى عمل بلاده مع الدول العربية لمواجهة أي تداعيات لهذا الوضع.
وشدد الجهيناوي الذي تسلمت بلاده أعمال القمة الحالية من نظيره السعودي، أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس الأولويات لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني، ودعمه.
وشدد على دعم التسوية الشاملة للأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، مؤكدا أهمية تطوير منظومة عمل الجامعة العربية لإنجاح عملها وإعادة ثقة الشعوب العربية فيها.
بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته، أن الشعوب أنهكتها الصراعات، والحلول العسكرية لا تحسم هذه النزاعات، مشددا على رفض منح المحتل الإسرائيلي من جانب واشنطن شرعية احتلال الجولان.
وأكد أن “شرعنة الاحتلال خطيئة. ومواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة جاءت مخيبة للآمال”، داعيا للدخول في تسويات سياسية حقيقية في ليبيا واليمن وسوريا.
وعقب كلمة أبو الغيط، دعا وزير خارجية تونس، إلى بدء جلسة مغلقة للوزاري العربي، الذي يفترض أن يجهز نسخة من القرارات المنتظرة للقمة لعرضها على القادة.
وفي وقت سابق اليوم، عقد وزراء الخارجية العرب، اجتماعا تشاوريا، في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، قبيل الجلسة.
وهدف الاجتماع السابق للتشاور بشأن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين بتونس، التي تعقد على مستوى القادة الأحد المقبل.
والأحد الماضي، أعلن متحدث الجامعة العربية محمود عفيفي، في مؤتمر صحافي أن عودة سوريا لمقعدها الذي جمد في عام 2011 غير مدرجة بجدول أعمال قمة تونس المقررة الأحد على مستوى القادة.
وأشار متحدث الجامعة أنذاك إلى أن جدول أعمال القمة يتضمن نحو 20 مشروعًا وملفًا، على رأسها القضية الفلسطينية، وأزمة سوريا والوضع في ليبيا واليمن ودعم السلام والتنمية والاستقرار في السودان، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية ومكافحة الارهاب.