أكدت 35 دولة إفريقية، اجتمعت في مراكش، دعمها لجهود الأمم المتحدة في تسوية النزاع الصحراوي وعلى الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في إيجاد حل سياسي وواقعي وبراغماتي ومستدام للقضية، فيما طالبت قمة إفريقية للتضامن مع جبهة البوليساريو عقدت بحضور 15 دولة إفريقية في بريتوريا/ جنوب إفريقيا، بدور للاتحاد الإفريقي في هذه الجهود وإيجاد الآليات الكفيلة التي تمكن من التنفيذ العاجل، دون تأخير، لجميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بشأن الصحراء الغربية، بما في ذلك تنظيم استفتاء.
دعم المسار السياسي
وشددت البلدان الإفريقية المشاركة في المؤتمر الوزاري الإفريقي حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء الذي اختتم أمس الثلاثاء بمراكش، على تفعيل «الرؤية الحكيمة والمتشاور بشأنها» التي تبناها قادة الدول والحكومات خلال القمة الـ31 للاتحاد، المنعقدة يومي 1 و2 تموز/ يوليو 2018 بنواكشوط (موريتانيا) بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء وحصر تسوية النزاع بالأمم المتحدة ودعم جهود مبعوثها.
وأشاد الوزراء ممثلو هذه الدول المشاركة بمؤتمر مراكش ويمثلون المناطق الخمس للقارة، في البيان الختامي، بالمبادرة المغربية في الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر الذي يعكس انخراطها من أجل تفعيل القرار رقم 693 الذي تم اعتماده في القمة الـ31 للاتحاد الإفريقي بنواكشوط، والتبني بالإجماع لهذا القرار حول تقرير رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي بخصوص قضية الصحراء، الذي يجدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في إيجاد حل سياسي وواقعي وبراغماتي ومستدام لقضية الصحراء.
وأكدوا في البيان، الذي بثته وكالة الأنباء المغربية، تشبثهم القوي بالخيار الاستراتيجي لرؤساء الدول والحكومات لتجاوز أسباب الفرقة والنزاع والانقسام التي تهدد وحدة القارة. واتفقوا على الحفاظ على روح القرار 693 الذي يعد ثمرة مشاورات معمقة لرئيس اللجنة ومحل توافق محمود لقادة الدول والحكومات مع الأخذ بعين الاعتبار دوره الأساسي في عودة أجواء الهدوء في أشغال الاتحاد الإفريقي. ونوه المؤتمر بتنصيص القرار على إحداث آلية اللجنة الثلاثية (الترويكا) التابعة للاتحاد الإفريقي، التي تضم الرؤساء الدوري والسابق واللاحق، ورئيس لجنة الاتحاد الإفريقي، من أجل تقديم الدعم الفعال للجهود المبذولة تحت إشراف الأمم المتحدة، مؤكدين على تكتلهم حول التفعيل البناء والفعال لولاية «الترويكا» والمرتكز على حماية ودعم وصيانة وحدة المسلسل السياسي الجاري، في الإطار الحصري للأمم المتحدة وتحت إشراف مجلس الأمن ورعاية الأمين العام للمنتظم الأممي، من أجل التوصل إلى «حل سياسي واقعي براغماتي ومستدام لقضية الصحراء قائم على التوافق».
وقال الاتحاد الإفريقي الأسبوع الماضي إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفق مع رئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي، أثناء اجتماعه به، يوم الخميس الماضي، على «الحاجة الملحة إلى تفعيل الآلية الإفريقية حول قضية الصحراء»، و»سيتم اتخاذ خطوات عملية لعقد أول اجتماع لهذه الآلية الإفريقية في أقرب وقت ممكن».
وتتوخى جبهة البوليساريو من خلال الآلية الإفريقية أن يوصي رؤساء الاتحاد الإفريقي بفرض مبعوث إفريقي إلى الصحراء، بالتوازي مع الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي، هورست كولر، لكن الرباط ترفض بشدة تحويل المسار الأممي من نيويورك، مقر الأمم المتحدة، إلى أديس أبابا، مقر الاتحاد الإفريقي، كما ترفض أن تتعاطى لجنة الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي مع هذا النزاع الذي يدفع دائماً باتجاه قرارات إفريقية معادية للمغرب.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال المؤتمر، إن الأمم المتحدة هي «الجهة المكلفة حصرياً بالبحث عن حل سياسي»، وإن «الأمم المتحدة هي الجهة الوحيد المسؤولة على هذا الملف»، وضرورة استبعاد أي مسار مواز (لم يوضحه) للمسلسل الأممي، وضرورة دعم الاتحاد الإفريقي جهود الأمم المتحدة. وقال المسؤولون الأفارقة في مراكش إنهم اتفقوا على دعم الولاية الخاصة التي أقرها القرار 693 لفائدة الترويكا التابعة للاتحاد الإفريقي واستبعاد أي هيئة تابعة للاتحاد، من أي مستوى كان، من أجل تحقيق تطور في المسلسل السياسي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء، مؤكدين أن دعم الترويكا للمسلسل الأممي يتعين حمايته من أي تدخل أو تداخل أو عمل غير متوافق بشأنه، من شأنه أن ينافس جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لتقويض الانسجام داخل الاتحاد أو تطوير مسلسل مواز من شأنه تغذية التفرقة بين الدول الأعضاء. وأكدوا على الوقع الإيجابي للقرار 693 حول عمل الاتحاد الإفريقي، وانسجام أعضائه وتفعيل أجندته وأولوياته، بما فيها قيادة رصينة وهادئة لمسلسل الشراكة التي تربط الاتحاد الإفريقي، مبرزين في هذا الصدد أن الصيغة التوافقية والمعززة للقرار الذي تم اعتماده خلال الدورة الـ28 لمؤتمر قادة دول وحكومات الاتحاد المنعقد يومي 30 و31 كانون الثاني/ يناير 2017 أديس أبابا، المتعلق بتمثيلية إفريقيا من قبل “الترويكا” والتي تضم الرئيس الدوري والسابق واللاحق للاتحاد الإفريقي ورئيس اللجنة ورؤساء التكتلات الاقتصادية الإقليمية، وكذا رئيس الشراكة الجديدة للتنمية بإفريقيا وأعضاء مكتب رئاسة الاتحاد- تشكل حلاً واقعياً لقضية شكل المشاركة في مسلسل الشراكة التي تربط الاتحاد واجتماعاته.
جنوب إفريقيا تدعم البوليساريو
وفي بريتوريا، قال الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، أمس الثلاثاء، إن قمة التضامن مع جبهة البوليساريو «سادك» هي دعوة لتطبيق قرارات و ميثاق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل إنهاء النزاع، ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود للتضامن مع الجمهورية الصحراوية، التي تشكلها جبهة البوليساريو من جانب واحد، وممارسة كافة الضغوط الممكنة لتمكين الصحراويين من ممارسه تقرير المصير والاستقلال.