صاروخ من غزة يصيب شمال تل أبيب ونتنياهو يتوعد

25 مارس, 2019 - 10:55

يترقب الفلسطينيون في قطاع غزة، ردا إسرائيليا على صاروخ، أُطلق من القطاع، وسقط شمال مدينة تل أبيب.

وأعرب مراقبون سياسيون وأمنيون فلسطينيون، عن اعتقادهم بأن الرد الإسرائيلي قد يكون "قاسيا".

وأعرب فلسطينيون بغزة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن تخوفاتهم من "طبيعة الرد الإسرائيلي". 

ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق أي صواريخ، كما لم يصدر رد فعل فوري عن حركة حماس. 

وأخلت الفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية، الكثير من مواقعها، خشية تعرضها للقصف. 

وفي وقت سابق من فجر اليوم، أعلنت حركة "حماس" عن إلغاء خطاب، كان يعتزم رئيسها في قطاع غزة، يحيى السنوار، إلقاءه مساءً. 

من جانبه، حذر زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، إسرائيل من "مغبة شن أي عدوان على قطاع غزة". 

وقال النخالة (يُقيم في بيروت) في تصريح صحفي، وصل وكالة الأناضول:" نحذر العدو الصهيوني من ارتكاب أي عدوان ضد قطاع غزة، وعلى قادته أن يعلموا أننا سنرد بقوة على عدوانهم". 

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن صباح الاثنين، أن صاروخا واحدا، أُطلق من قطاع غزة، على منطقة تقع شمال مدينة تل أبيب، أهم المدن الإسرائيلية وأصاب منزلا، ما أدى لوقوع 7 إصابات. 

كما أعلن الجيش استدعاء لواءين عسكرييْن، واتهم حركة حماس بتنفيذ عملية إطلاق الصاروخ. 

وقال أدرعي في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول:" حماس نفذت عملية اطلاق الصاروخ من قطاع غزة باتجاه وسط اسرائيل". 

وأضاف:" الحديث عن صاروخ من إنتاج ذاتي لحماس أطلق من منطقة إطلاق تابعة لحماس، نحمل حماس مسؤولية ما يحدث في القطاع أو ينطلق منه". 

وتابع أدرعي:" أنهى رئيس الأركان سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع، يتم استدعاء لواءين عسكريين؛ ومقر قيادة فرقة عسكرية". 

وعادة ما يشير استدعاء المزيد من القوات، إلى وجود تحرك عسكري وشيك. 

وقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صباح الإثنين، اختصار زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، والعودة، في أعقاب الحادث. 

وقال نتنياهو في تصريح، أرسله مكتبه لوكالة الأناضول:" على ضوء الأحداث الأمنية قررت اختصار زيارتي للولايات المتحدة، سألتقي مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب بعد عدة ساعات ثم سأعود فورا إلى البلاد لإدارة عملياتنا عن كثب". 

وقررت إسرائيل، صباح اليوم، إغلاق معبري كرم أبو سالم، وبيت حانون "إيرز"، ومنع صيادي قطاع غزة، من النزول للبحر. 

وهذه المرة الثانية، التي يُطلق فيها صاروخ من غزة على منطقة وسط إسرائيل، خلال الشهر الجاري، حيث سبق أن أطلقت جهة غير معروفة صاروخا بتاريخ 14 مارس/آذار الجاري، على منطقة تل أبيب، لم يسفر عن وقوع إصابات؛ وردت إسرائيل في حينه، بسلسلة غارات على مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. 

**الوضع خطير 

ويرى عدنان أبو عامر، المحلل والمختص في "الشؤون الإسرائيلية"، أن عدم صدور رواية فلسطينية حول الجهة التي أطلقت الصاروخ، قد يزيد من "صعوبة إعطاء تقدير موقف دقيق بشأن التبعات المتوقعة". 

وأضاف في حديث لـ"الأناضول":" صحيح أن سقوط الصاروخ في قلب إسرائيل، قبل أقل من أسبوعين على يوم الاقتراع، يحمل مضامين تهديدية لمستقبل نتنياهو السياسي، وأن مشاهد دمار المنزل ستتصدر الدعاية الانتخابية لخصومه، لكن أي تصعيد مرتفع الوتيرة في غزة قد يزيد من تكرار هذه المشاهد، وربما أصعب". 

وأوضح أبو عامر أن ذلك السيناريو "قد يشغل تفكير نتنياهو، في طريق عودته من واشنطن في الساعات القادمة". 

ويعتقد أبو عامر أن خيارات الجميع أي قطاع غزة وإسرائيل "ضيقة"، لافتاً إلى أن جميع الأطراف (الفلسطينية والإسرائيلية) "مأزومة". 

وأضاف أبو عامر، إن الصاروخ "متعدد الرؤوس والأهداف؛ السياسية والعسكرية".

من جانبه، وصف إبراهيم المدهون، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الوضع الحالي في قطاع غزة بـ"الخطير". 

وقال في حديث لوكالة الأناضول:" الوضع خطير ليس سهلا، نسير على حافة الهاوية الاحتمالات مسرعة متشعبة، جميعنا في الزاوية الخطرة، الحصار عدوان ليس أوجع من حرب ولا أحد يتوقع النتائج". 

وأوضح المدهون أن الصاروخ الذي سقط على تل أبيب يحمل "ألف استفهام". 

وتابع مستكملاً:" التعامل مع حماس ليس كأي طرف، والاحتلال عليه أن يختار فك الحصار أو فك الحصار، فلا حسابات تعيق أو تربك وتخيف في ظل عدو يصر على قتلنا خنقا". 

ويعتقد المدهون أن "المواجهة العسكرية (بالنسبة لحماس) أهون من الموت جوعا في ظل الاعتداء على الاسرى وانتهاك الاقصى وإعدام الشباب في الضفة وخنق احلامهم في غزة". 

وأضاف:" نحتاج التروي قبل الجزم (حول الرد)، ولكل فعل رد فعل وليس ضروريا في السياسة أن يكون مخالف له في الاتجاه".