ابنة رفسنجاني: لا أصدق أن والدي توفي بشكل طبيعي

11 يناير, 2019 - 10:24

قالت فاطمة رفسنجاني، البنت الكبرى للرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إنها لا تصدق قط بأن والدها توفي بشكل طبيعي.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول، تطرقت فيها إلى الوفاة “المشبوهة” لوالدها في يناير/ كانون الثاني 2017، وإلى المستجدات السياسية والاجتماعية الحالية في إيران.

وغيّب الموت، مساء 8 يناير/ كانون الثاني 2017، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أبرز شخصيات ثورة 1979 والسياسة في إيران، عن عمر ناهز الثالثة والثمانين، وقيل حينها إنه توفي إثر جلطة قلبية حادة، فيما تحدثت تقارير بعد ذلك عن تعرضه إلى “تسمم إشعاعي”.

**غموض الوفاة

وأضافت فاطمة رفسنجاني، أنها أجرت حوالي 3 أو 4 اتصالات هاتفية مع والدها، في اليوم الذي توفي فيه، مبينة أنه كان في صحة جيدة للغاية، وأنهما تباحثا حينها في بعض المواضيع.

وأوضحت أنها لا تزال لديها بعض الشكوك حول وفاة والدها، وأنها لم تصدق قط أن والدها توفي بشكل طبيعي.

وأشارت إلى أنها تابعت الأمر منذ البداية، وتواصلت مع المجلس الأعلى للأمن القومي.

وذكرت أن النتيجة النهائية (لم تذكر الجهة التي أعلنتها) التي أُعلن عنها الصيف الماضي، تشير إلى أن سبب وفاة والدها هو “التسمم الإشعاعي”، وأن العينات التي تم العثور عليها في منشفته وبوله، تؤكد ذلك.

وتابعت قائلة: “إثر ذلك سألنا عن المنطقة التي تسربت منها الأشعة إلى جسده، ولم نحصل على إجابات، وقالوا لنا بأنهم لا يعرفون ما الذي حصل بالضبط”.

وأكملت: “لا شك أن أي شخص ذو عقل سليم، عندما يسمع مثل هذه الإجابات، ولا يرى تقرير الوفاة، تزداد الشكوك لديه.. لذا أظن أننا لن نصل إلى الحقيقة طوال الفترة التي يتم الكشف فيها عن الجوانب الغامضة في الموضوع”.

ولفتت فاطمة إلى أن غياب رفسنجاني شكل فراغاً كبيراً في البلاد، وهذا ما لاحظه الجميع خلال التطورات الأخيرة التي شهدتها إيران.

فاطمة: غياب رفسنجاني شكل فراغاً كبيراً في البلاد، وهذا ما لاحظه الجميع خلال التطورات الأخيرة التي شهدتها إيران

وشددت فاطمة رفسنجاني على أن والدها كان عنصر موازنة في البلاد، وذلك عبر مساهمته في حل المشاكل والأزمات عبر شخصيته المعتدلة، وبالتعاون مع رجال ومؤسسات الدولة والأحزاب.

**الأوضاع الداخلية الإيرانية

وأردفت: “نرى ما الذي حل اليوم باقتصاد إيران وسياستها الداخلية والخارجية، ظروف المعيشة لدى الشعب ليست جيدة”.

وتابعت: “يمكن القول إن السبب في تردي الأوضاع الاقتصادية هو انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وعودة العقوبات، إلا أن المسألة الرئيسية هي أننا لماذا اضطررنا للوصول لهذه النقطة، ولماذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون حدوث هذا”.

وأفادت بأن رفسنجاني كان يرغب في إقامة العلاقات مع جميع بلدان العالم باستثناء إسرائيل وبعض الدول التي كانت خطوطاً حمراء بالنسبة لطهران، وأنه كان يولي التواصل مع دول الجوار والبلدان الإسلامية بشكل خاص، أهمية كبيرة.

ووفق فاطمة، فإنه “عند الحديث عن المستجدات الإقليمية كان رفسنجاني يعتقد بوجوب تحسين العلاقات أولاً مع السعودية، لأنه كان يرى بأن العلاقات الجيدة مع الرياض، ستنعكس إيجابياً على العلاقات مع باقي بلدان المنطقة”.

“أما في يومنا الحالي، نرى أننا في نزاع مع العديد من بلدان المنطقة، وعلى رأسها دول الجوار، كما أنه لدينا خلافات أيضاً مع العديد من البلدان العربية والإسلامية”، هكذا أكملت.

وأشارت فاطمة رفسنجاني إلى أن تحسين الظروف المعيشية للشعب، وإقامة العلاقات الجيدة مع دول العالم والمجتمع الدولي، يتطلب التواصل والاقتراب مع الدول الأخرى، وإنهاء الخلافات والنزاعات القائمة معها.

وذكرت أن الدستور الإيراني ينص على مجانية التعليم والصحة، وحرية التعبير لدى الجميع.

وأضافت: “يجب القول بكل وضوح، إننا لم نصل إلى الأهداف التي كانت تشكل شعارات مرحلة ما قبل الثورة. المسؤولون الإيرانيون يدركون هذا، فيما يطالب الشعب بتحقيق تلك الأهداف، وهذا مطلب شرعي ومحق”.

وأرجعت رفسنجاني عدم تحقيق هذه الأهداف، إلى عدة أسباب أهمها الحرب التي استمرت 8 سنوات مع العراق، والعقوبات والضغوطات الخارجية، والمجموعات المسلحة التي قتلت الناس، إلا أنها أكدت على أن السبب الأهم في هذا الخصوص، هو ممارسات المسؤولين الإيرانيين في الداخل.

**العلاقات مع تركيا

وحول العلاقات مع تركيا، قالت فاطمة رفسنجاني، إنها تؤيد تطوير تلك العلاقات نحو الأفضل دوماً.

وأوضحت أن “تركيا وشعبها يتسمون بحسن الجوار بالنسبة لنا، وزار رفسنجاني تركيا عدة مرات خلال فترة حكمه،… أنقرة وطهران تمتلكان الإمكانات الكبيرة، وأعتقد بأن تعاون البلدين المنتسبين للدين نفسه، سيؤدي إلى نتائج ناجحة ومثمرة على الصعيد الدولي”.

وتولى رفسنجاني منصب الرئيس الإيراني، خلال الفترة ما بين الثالث من آب/ أغسطس 1989 و2 آب/ أغسطس 1997، وقبلها تولى مناصب رفيعة أبرزها رئاسة البرلمان بين عامي 1980 و1989 كأول رئيس للبرلمان عقب الثورة الإسلامية.

وفي آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، عينه قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني قائما بأعمال قائد القوات المسلحة.

كما تولى رفسنجاني، الذي كان يشغل منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، منصب وزير الداخلية خلال الفترة ما بين 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979 و12 آب/ أغسطس 1980. (الأناضول)