قال ديفيد هيرست محرر موقع “ميدل إيست آي”، إن المجموعة المكلفة بالتعامل مع تداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تدرس الترتيب لحدث كبير يجمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإظهار ولي العهد كقائد صانع للسلام، وذلك تيمنا باللقاء الذي جرى بين الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في كامب ديفيد عام 1978، والذي شهد مصافحة تاريخية بين الاثنين.
وأضاف هيرست أن المجموعة مكونة من أعضاء في المخابرات السعودية والجيش والإعلام ومسؤولين بوزارة الخارجية، إضافة إلى مستشارين سياسيين؛ مشيرا الى وجود خلافات بين بعض أعضاء المجموعة، حيث أعرب البعض عن “قلقهم من العواقب على المستويين العربي والإسلامي”، حيث إن موقف الدول العربية من السلام مع إسرائيل، ينطلق من مبادرة العاهل السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز عام 2002، التي تشترط أن تتوصل اسرائيل لسلام مع الفلسطينيين، للاعتراف بإسرائيل، والتطبيع معها.
بينما يشجع عدد آخر من أعضاء المجموعة هذه الخطوة، بدعوى أن القوى السياسية المرتبطة بالربيع العربي، والتي يخشى من اعتراضها على التطبيع مع إسرائيل، “متشرذمة” حاليا، مدللين على ذلك بغياب أي تحرك عربي بعد الزيارات الأخيرة لرياضيين ووزراء إسرائيليين إلى بعض دول الخليج.
يعول المتحمسون، حسب هيرست، على استخدام السلطات الدينية لتبرير المصافحة والتطبيع مع اسرائيل، حيث ان بن سلمان “من جيل جديد لا يشعر بثقل التاريخ على كاهله، وقد أظهر هذا مرارا وتكرارا، وليس لديه أي تعاطف خاص مع القضية الفلسطينية”.
وحسب المصدر ذاته فإن المجموعة المذكورة أوصت في نهاية المطاف بإعطائها مزيدا من الوقت لتحضير الرأي العام، لكن غالبية الأعضاء كانت مؤيدة للفكرة.
ونقل هيرست عن محلل كبير في واشنطن لديه خبرة في سياسة الشرق الأوسط، تأكيده على سماعه أحاديث عن “تغيير قواعد اللعبة” بين بن سلمان ونتنياهو، الأمر الذي قد يخفف من حدة الانتقادات التي يواجهها بن سلمان من الكونغرس.
وصافح السادات بيغن عام 1978 في اجتماع استضافه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد، لتصبح بذلك مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل وتوقع اتفاق سلام معها، وهو ما عارضته الدول العربية الأخرى آنذاك، وقد قتل السادات عام 1981.