بينما يؤدي مليونان من المسلمين مناسك الحج، جاء الخبر الصاعق باعتقال السلطاتالسعودية إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح آل طالب، في سابقة من نوعها.
الشيخ المعتقل، وفق ما أكد حساب معتقلي الرأي على موقع تويتر، كان قد ظهر قبل يومين فقط، وربما يوم واحد من الاعتقال الذي لم يُعرف موعده بالضبط، وقد اعتلى منبر المسجد الحرام ملقيا خطبة الجمعة في حضور مئات الآلاف من الحجيج فضلا عن المواطنين السعوديين.
لا يعرف أحد حتى الآن سببا لاعتقال الرجل، ولم تصدر أي بيانات رسمية حول الأمر، لتبقى الفرضية الوحيدة هي ما ذكره حساب معتقلي الرأي من أن السبب هو الخطبة التي ألقاها الشيخ ذائع الصيت من على منبر المسجد الحرام.
فالشيخ تحدث عن المنكرات ووجوب إنكارها على فاعلها، وهو نفسه من دعا في خطبة سابقة على من وصفهم بالطغاة الظالمين، ووجه خطابا إلى العلماء ورموز التوجيه لأن يتحملوا عبء الأمانة وأن يكونوا قدوة في الأرض.
سابقون ولاحقون
ورغم أن السلطات السعودية أقدمت في الأشهر السابقة على اعتقال العديد من العلماء والدعاة مثل الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني، فضلا عن عشرات الناشطين الحقوقيين، بل وطالت الاعتقالات أمراء من أسرة آل سعود الحاكمة، إلا أن أحدا لم يتوقع أن تصل الاعتقالات إلى أحد أئمة المسجد الحرام بل وبعد يومين فقط من خطبته في حجيج بيت الله.
ليس هذا فقط، فالشيخ المولود عام 1974، ينتمي إلى عائلة عُرفت بالعلم والقضاء، ويرجع أصلها إلى حوطة بني تميم جنوب الرياض، والتي كان لأهلها دور مهم في تأسيس المملكة السعودية وإمداد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود بالمال والسلاح والجنود، ولذلك خصها لتكون وجهته الأولى بعد الرياض.
لكن الأمر انتهى بالشيخ الحافظ لكتاب الله إلى الاعتقال، وكما هو الحال مع غيره، دون أن تهتم السلطة حتى بتوضيح الملابسات أو الكشف عن تهم إن وجدت.
ورغم أن الأشهر الماضية شهدت تأكيد منظمات حقوقية دولية أن حملة الاعتقالات والقمع في السعودية تصاعدت منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد قبل عام، فإن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الاعتقالات إلى منبر المسجد الحرام، وفي موسم الحج، وعلى ما يبدو بسبب الدعوة إلى محاربة المنكرات.
المصدر : الجزيرة