زيمبابوي: مواجهات دامية إثر إعلان الحزب الحاكم فوزه في الانتخابات التشريعية

1 أغسطس, 2018 - 23:02

لقي ثلاثة متظاهرين مصرعهم اليوم الأربعاء في مواجهات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة في هراري عاصمة زيمبابوي، إثر اندلاع احتجاجات عنيفة بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات فوز الحزب الذي يحكم البلاد منذ1980 بالغالبية المطلقة في البرلمان.

وأكدت الشرطة مساء عبر التلفزيون "مقتل ثلاثة أشخاص خلال أعمال شغب اندلعت في وسط هراري".ومن بين الضحايا رجل قضى متأثرا بجروحه إثر إصابته برصاص حي أطلقه الجيش.

وفي وقت سابق، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في محاولة لتفريق حشد تجمع قبالة المقر المؤقت للجنة الانتخابية. ورد المتجمعون على الشرطيين برشقهم بالحجارة. وقال بيريدج تاكانديسا (43 عاما) "لا نريد جنودا في الشارع.. لن يدفعونا إلى الصمت ببنادقهم".

وفي أرجاء العاصمة هراري (شمال شرق)، أقيمت الحواجز باستخدام كتل إسمنت وحجارة، فيما أغلقت شرطة مكافحة الشغب بعد ظهر الأربعاء الطريق المؤدية إلى مقر "حركة التغيير الديمقراطي" أكبر أحزاب المعارضة، بينما جالت سيارات عسكرية في المدينة.

إلى ذلك، دعا الرئيس إيمرسون منانغاغوا الذي خلف روبرت موغابي في تشرين الثاني/نوفمبر، إلى الهدوء. ونشر على تويتر تغريدة جاء فيها "حان الوقت للتصرف بمسؤولية وحان الوقت للسلام.في هذه المرحلة المصيرية، أدعو الجميع إلى الكف عن الإدلاء بتصريحات استفزازية (...)علينا التحلي بالصبر والنضج"في انتظار النتائج النهائية للانتخابات.

ودعت السفارة الأمريكية في هراري الجيش إلى "ضبط النفس" وقالت عبر تويتر "نحض قوات الدفاع في زيمبابوي على ضبط النفس حين تفرق المتظاهرين"، مبدية "قلقها الكبير" حيال التطورات الأخيرة في البلاد.

من جهته، قال المتحدث باسم حركة التغيير الديمقراطي "اليوم، شاهدنا انتشارا للدبابات وإطلاق رصاص حي من دون سبب واضح"، منددا بـ"الوحشية التي تعرضنا لها اليوم من دون أي سبب".

وفي نيويورك، قال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق "نحن قلقون حيال المعلومات التي تتحدث عن حوادث عنيفة في بعض مناطق زيمبابوي. ندعو المسؤولين السياسيين والسكان إلى ضبط النفس ورفض أي من أشكال العنف في انتظار تسوية الخلافات وإعلان نتائج الانتخابات".

وغالبا ما ارتفعت الأصوات المنددة بالتزوير كل الانتخابات التي جرت في زمن موغابي وواكبها أعمال العنف.

وسعيا إلى النأي بنفسه من موغابي بعدما كان مساعده الأقرب، وعد منانغاغوا بانتخابات عادلة وسلمية وشفافة ودعا مراقبين دوليين إلى الإشراف عليها في سابقة هي الأولى منذ16  عاما.

لكن مراقبين من الاتحاد الاوروبي نددوا في بيان الأربعاء بـ"انعدام المساواة في الفرص"بين المرشحين للانتخابات العامة في زيمبابوي وبـ"ترهيب ناخبين"، مع تأكيدهم أن المناخ السياسي في البلاد "شهد تحسنا".

في المقابل، رحبت بعثة هيئة التنمية في أفريقيا الجنوبية بـ"الأجواء السلمية"التي سادت خلال الحملة ويوم الانتخابات و"أعطت شعب زيمبابوي فرصة ممارسة حقه الدستوري".

وفي حال التشكيك في النتائج، حضت الهيئة المرشحين على "الامتناع عن أي شكل من العنف".

نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية