مفاعيل قرار ترامب: بعثة رسميّة من البحرين تزور "إسرائيل" علنًا بمُوافقة الملك لـ”تجسيد رسالة التسامح والحوار بين الأديان”

10 ديسمبر, 2017 - 13:29

بات في حكم المؤكّد أنّ الأنظمة العربيّة الرسميّ لم ترتقِ إلى مُستوى الـ”جريمة” التي ارتكبها الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، عندما أعلن عن القدس عاصمةً لإسرائيل. فالأنظمة العربيّة بسوادها الأعظم امتفت ببيانات الشجب والاستنكار والتعبير عن الامتعاض، وكان لافتًا للغاية تصريح وزير خارجيّة السلطة الفلسطينيّة، رياض المالكي أمس في القاهرة بأنّ الفلسطينيين لن ينسحبوا من مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة تبحث عن راعٍ جديدٍ لما أطلق عليها العملية السلميّة مع الدولة العبريّة.

وفي هذا السياق، كشفت القناة 12 العبريّة في خبرٍ اعتبرته سابقةً، عن دخول بعثةٍ بحرينيّةٍ الأراضي الفلسطينية المحتلّة في زيارة علنيّة للمرّة الأولى، مشيرة إلى أنّهم 24 شخصًا من أعضاء جمعية “هذه هي البحرين”، نصفهم من العرب، من السنّة والشيعة.

ومن الجدير بالذكر أنّ القناة الإسرائيليّة وصفت الزيارة بأنّها ليست زيارة سياسية، بل هي تجسيد لإعلان الملك حمد بن عيسى رسالة التسامح والحوار بين الأديان المختلفة، على حدّ تعبيرها.

الشيخ فضل الجمري تحدث للقناة 12 الإسرائيلية قائلاً: الملك حمّلنا رسالة سلام إلى جميع أنحاء العالم، وأضاف في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ الشيعة في البحرين وغير البحرين لا يحملون عداءً ولا يحملون أية رسالة حقد وبغض لأيّ ديانةٍ ولأيّ مذهبٍ من الذاهب، كما قال.

وأشارت هذه القناة إلى أنّ ملك البحرين أطلق حملة ضد التطرّف، تضمّنت ترميم الكنيس في البحرين والاستعداد لافتتاح متحف التسامح الذي ستُخصص فيه صالة لليهودية، والحاخامان هاير وكوبر من مركز روزينتال في لوس أنجلس هما صلة الوصل معه.

علاوة على ذلك، اعتبر التلفزيون الإسرائيليّ أنّ الملك حمد اختار تفكيك مقاطعة إسرائيل، وتابعت مسموح لكل شخص بحريني القدوم إلينا. ولفتت القناة إلى أنّ البعثة البحرينية ستبقى في إسرائيل أربعة أيام، وهي تُعتبر أوّل الغيث.

وكانت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة أفادت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي أنّ ملك البحرين، حمد بن عيس آل خليفة شارك في احتفال في مركزٍ يهوديٍّ لإحياء ذكرى الهولوكوست (المحرقة) في لوس أنجلوس وقال إنّه يشجب مقاطعة الدول العربيّة لإسرائيل، وإنّه سيسمح لمواطني البحرين بزيارة الدولة العبريّة قريبًا.

وأضافت الصحيفة قائلةً إنّ الملك شجب المقاطعة العربية ضد إسرائيل قائلا إنّه يُسمح لمواطني البحرين بزيارة إسرائيل. وقال ملك البحرين، التي لا تربطها علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، هذه الأقوال للحاخام أبراهام كوبر، رئيس مركز “سيمون فيزنتال” في لوس أنجلوس في احتفال بين الأديان وقّعت فيه تصريحات تشجب الكراهية والعنف الديني.

ولفت موقع (المصدر) الإسرائيليّ، المُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، لفت إلى أنّ الحاخام كوبر زار مدينة المنامة، عاصمة البحرين، في وقت باكر من هذه السنة. ووفق أقواله، كانت الزيارة مثيرة للاهتمام. كانت هناك كنيسة وعليها صليب كبير ومعبد هندوسي وكذلك مسجد كبير. حتى أنّ هناك كنيسًا صغيرًا وحيدًا في الخليج الـ”فارسيّ”، ما زال قائمًا في البلدة القديمة في المنامة”. كما التقى كوبر ببن حمد وتحدثا عن إقامة متحف للتسامح الدينيّ في العاصمة.

وأشار الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ أقوال ملك البحرين وردت بعد أكثر من أسبوع على تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو، الذي أكّد علنًا على أنّ العلاقة مع الدول العربيّة أفضل من أي وقت مضى في تاريخ إسرائيل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ هناك علاقات سرية بين إسرائيل والكثير من الدول الإسلاميّة، على حدّ تعبيره.

ويعيش في يومنا هذا في البحرين ما معدله نحو مليون ونصف مواطن. 75%‏ منهم مسلمون، و ‏14.5%‏ مسيحيون، والبقية هم هندوس. يعيش في الإمارة الصغيرة 35 حتى 40 يهوديًا وقد غادر معظم اليهود الإمارة بين عامي 1947-1967.

وفي السنوات الماضية، زاد الموقع الإسرائيليّ، يُحاول ملك البحرين الحفاظ على التسامُح تجاه الأقلية الدينية في الدولة. في عام 2015 شُوهد مسؤولون من البحرين وهم يحتفلون مع الجالية اليهودية بعيد “الحانوكاه” (عيد التدشين).

وغردّت النائبة في الكنيست كاسنيا سبتلوفا، (المُعسكر الصهيونيّ)، الخبيرة بالعلاقات بين إسرائيل والدول العربيّة بعد نشر التقرير هذه أخبار جيّدة، مُضيفةً: آمل ألّا ترد أخبار لاحقًا تنفي هذا الخبر. هل سيكون في وسع الإسرائيليين زيارة البحرين؟.
رأي اليوم