باريس – “رأي اليوم”:
لم تنجح السلطات الجزائرية بما فيها تصريحات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تعبئة الجزائريين للتصويت في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي، ولم تتجاوز نسبة المشاركة 38% وكان أول حزب فائز هو المقاطعة ثم “حزب الأوراق الملغاة”، حسب تعاليق الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي في تهكمها على النتائج.
ومن أصل 23 مليون ناخب يحق لهم التصويت، صوت 8،5 مليون جزائر في الانتخابات، وهو تراجع مقارنة مع سنة 2012 عندما صوت أكثر من تسعة ملايين مواطن من أصل 21 مليون فقط.
ورغم تصدر جبهة التحرير الوطني للانتخابات، وهو أمر منتظر، حيث يفوز هذا الحزب منذ الاستقلال حتى الآن، وبهذا تستمر الجزائر تحت هيمنة هذا الحزب والسلطات المتفرغة عنه، شد انتباه المحللين وشبكات التواصل الاجتماعي في البلاد نسبة الجزائريين الذين لم يتقدموا لصنادق الاقتراع وأولئك الذين صوتوا بورقة ملغاة سواء ورقة بيضاء أو ورقة عليها تعاليق ضد الأحزاب والسلطة. وبلغت نسبة الأوراق الملغاة مليوني صوت، وهو رقم مخيف.
وتعتبر المقاطعة الانتخابية أمر عادي في دول شمال إفريقيا ولكنها ترتفع من انتخابات الى أخرى بسبب فشل السياسات العمومية واستمرار هيمنة أحزاب بعينها على السلطة. ويرى المحللون أن نسب الأوراق الملغاة في الانتخابات التشريعية هو عمل عقابي وانتقامي من المواطنين ضد السلطة. وكتبت جريدة الشروق اليوم “15 مليون جزائري لم يقولوا كلمتهم في البرلمان الجديد”.
وكتبت جريدة “كل شيء حول الجزائر” الناطقة بالفرنسية أن نسبة المقاطعة ذات معنى كبير وهو فشل للسلطة التي راهنت كثيرا على تعبئة الناخب وتسفيه الأوصات المقاطعة للانتخابات. ونقلت الجريدة نفسها تصريحات الشاب سمير المولع بالكتابة في الفايسبوك يطالبونب التصويت من أجل الاستقرار، استقرار من؟ استقرارهم في السلطة، بكتب بتهكم.
وحصل حزب جبهة التحرير الوطني على 164 مقعدا وتراجع عن انتخابات 2012 بحوالي 55 مقعدا، لكن الخسارة الحقيقية هي هروب النخبة عن هذا الحزب الذي لم يحقق سوى 10 مقاعد في العاصمة وفاز بكثرة في الأرياف.
وتستمر السلطة الحاكمة بدعم من جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي رغم أنه يشارك في البرلمان 35 حزبا، بعضهم بمقعد واحد.
وعلى ضوء هذه النتائج، ستكون الجزائر ببرلمان يمثل المشاركين في الانتخابات، وبرلمان في الشارع يحتضن المناهضين للسلطة والأحزاب ويطالب بغصلاح حقيقي وهو ما سيجعل الاستقرار السياسي بين قوسين في الجزائر.