باريس – “رأي اليوم”:
قامت سلطات جنوب إفريقيا بحجز كمية كبيرة من الفوسفات المغربي وكانت وجهتها نيوزيلاندا وسيبث القضاء في الشحنة يوم 18 مايو الجاري، ورحبت جبهة البوليزاريو بالقرار مقابل احتجاج المغرب الذي يطالب بالإفراج عن الشحنة.
وصادرت سلطات ميناء بورث إليزابيث الثلاثاء الماضي بقرار من القضاء في جنوب إفريقيا سفينة شحن دولية على متنها 54 ألف طن من الفوسفات المغربي الذي يفترض أنه من الصحراء الغربية. وجاء قرار القضاء في أعقاب شكاية تقدمت بها حكومة الجمهورية الصحراوية وليست جبهة البوليزاريو لأن جنوب إفريقيا تعترف بالدولة التي أعلنتها البوليزاريو.
وكشفت مصادر من جنوب إفريقيا أن القضاء سيبث يوم 18 مايو الجاري في القضية التي رفعتها البوليزاريو ضد المغرب، واتهمت سلطات المغرب باستغلال غير شرعي لثروات الصحراء الغربية.
ورحبت حركة البوليزاريو بموقف القضاء لجنوب إفريقيا واعتبرته يتماشى مع الشرعية الدولية، فقد حصلت على رأي استشاري للأمم المتحدة ينص على ضرورة استشارة ساكنة الصحراء قبل استغلال الثروات. وكان قرار للمحكمة الأوروبية صدر السنة الماضية يطالب باستبعاد الموارد الطبيعية للصحراء من دخول السوق الأوروبية.
ويبدو أن قرار القضاء في جنوب إفريقيا قد فاجأ السلطات الدبلوماسية المغربية التي تتخذ موقف حذر ولم تصدر بيان تنديدي ضد جنوب إفريقيا، بينما ذهبت الصحافة المغربية الى اعتبار ما أقدم عليه قضاء جنوب إفريقيا هو مناورة بين الجزائر وجنوب إفريقيا اللذين يعتبران من أكبر مدعمي ومساندي حركة البوليزاريو. واكتفى المكتب الشريف للفوسفات بأنه يجب انتظار ما سيقدم عليه القضاء لجنوب إفريقيا.
وتخوض جبهة البوليزاريو منذ سنوات حملة ضد استغلال المغرب لمنتوجات الصحراء، وقد نجحت في خلق متاعب سياسية ودبلوماسية للمغرب في الاتحاد الأوروبي، لكن هذه أول مرة يقدم فيها قضاء دولة معينة على مصادرة سفينة محملة بموراد طبيعية يعتقد أنها للصحراء.
وتنازع جبهة البوليزاريو المغرب السيادة على الصحراء الغربية، ويوجد الملف بين أيدي الأمم المتحدة، ويقترح المغرب حكما ذاتيا وترفضه البوليزاريو وتطالب باستفتاء تقرير المصير