معرض في واشنطن بعنوان "فن القرآن: كنوز من متحف الفنون التركية والإسلامية"، من بين معروضاته 60مخطوطة قرآنية قادمة من تركيا ودول عربية وإيران وأفغانستان، وآسيا الوسطى
يواصل معرض المصاحف والخطوط القرآنية في واشنطن استقبال زواره من كافة الشرائح، الذين وجدوا فيه فرصة لمعرفة حقيقة الإسلام وتراثه المتنوع في الوقت الذي تتنامى فيه ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب.
المعرض الذي يحمل عنوان "فن القرآن: كنوز من متحف الفنون التركية والإسلامية"، وهو الحدث الأكبر من نوعه في الولايات المتحدة، فتح أبوابه في 22 أكتوبر الحالى ويستمر حتى 20 فبراير المقبل.
ويضم المعرض عدداً من نفائس الخطوط والنقوش القرآنية، التي أعارها متحف التاريخ التركي والإسلامي باسطنبول بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية لقاعة "آرثر ام ساكلر" في مجمع متاحف "سميثسونيان" بواشنطن.
واعتبر عدد من الزوار أن هذه المبادرة خطوة لعرض صورة غير معروفة للكثيرين عن التاريخ الإسلامي، وتطور فنون الخط والزخرفة الإسلامية، الأمر الذي يعكس الصورة الحقيقة للإسلام وتعاليمه.
وقال عون، وهو شاب مسلم يبلغ من العمر 22 عاماً، إن ما جذبه للمعرض على وجه الخصوص، هو "تاريخ القرآن، وكيف تم عرضه في الماضي، وكيف تطور هذا العرض مع مرور الزمن".
وأضاف أن المعرض "يمثل وجهاً مختلفاً للإسلام، وينسف الصورة المشوهة التي تعرضها بعض نشرات الأخبار هذه الأيام، ويساعد الناس على الإدراك أن تعاليم القرآن هي السلام والمحبة".
وبحسب بيان صدر، في وقت سابق عن متاحف "سميثسونيان"، فإن "المعرض يحكي القصص الفريدة لبعض المخطوطات المعروضة، وصُناعها ومقتنيها، كما أن الزوار سيتعلمون كيف تم نقل القرآن من مرحلة الشفاهة إلى النص (المكتوب)".
وأضاف البيان أن المعرض يضم أكثر من 60 مخطوطة قرآنية قادمة من دول مختلفة من العالم العربي، بالإضافة إلى تركيا وإيران وأفغانستان، وآسيا الوسطى.
وأشار إلى تفاوت أعمار المصاحف المعروضة ما بين ألف سنة خلت والقرن السابع عشر الميلادي.
ريكاردو (مسيحي، 54 عاماً مهتم بالتاريخ العثماني)، يقول إنه "سبق وقرأ القرآن الكريم"، معرباً عن "انبهاره" بالمعرض الإسلامي، وقال إنه "يقربني من استقراء الثقافة الإسلامية بمختلف أوجهها ويمكنني من استقرائها".
ولفت ريكاردو إلى أن عرض هذه الجوانب من الحضارة الإسلامية "يقرب من وجهات النظر المختلفة ويساعد على فهم أكبر للثقافة الإسلامية".
من جهته، قال ديفيد ستانلي (64 عاماً)، إن زيارته للمعرض تأتي للإطلاع على "فن الخط العربي، ومعرفة المزيد عن الإسلام".
وأضاف أن "المعرض فتح أمامه أبواباً لمعرفة تاريخ الخطوط والمصاحف القرآنية وكشف الكثير من الجوانب التي كانت مبهمة بالنسبة له عن الدين الإسلامي وتاريخ الخطاطين".
وخلال افتتاح المعرض، أعلن يلدريم علي كوش، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "كوج" القابضة (تركية)، أن الفعالية، التي ترعاها الشركة، تأتي رداً على تشويه صورة الإسلام السلمية والمتسامحة.
وأوضح كوج، في مؤتمر صحفي عقده بقاعة المعرض في واشنطن، أن "الإسلام هو دين السلام والسماحة، والنظرة الحالية إلى الإسلام بعيدة عن الواقع.. لن ندع المتطرفين يتلاعبون بديننا".
ويتوقع المنظمون أن يصل زوار المعرض إلى حوالي 200 ألف شخص، وإلى جانب المواد الرقمية، التي يوفرها المعرض، يتيح موقعه الرسمي الإطلاع على بعض النسخ القرآنية والمخطوطات والرسوم التوضيحية.
ويضم المعرض مصحفاً كاملاً من نسخ محمد بن أمير علي الحسني عام 1516، في العهد الصفوي، في تبريز بإيران، وآخر يعود لعهد التيموريين (نسبة لتيمورلنك) في هرات بافغانستان (إيران قديماً) من نسخ شمس الدين محمد الهراوي.
كما يضم المعرض صفحة مخطوطة من القرآن يعتقد بأنها قدمت من منطقة الشرق الأدني، وتعود للقرن التاسع الميلادي، من فترة الحكم العباسي.
واشتمل المعرض كذلك على مصحف كامل من نسخ عبدالله الصيرفي، من مدينة تبريز الإيرانية وتعود إلى عام 1330 ميلادية من الفترة الإلخانية لحكم المغول في تلك المنطقة.
إلى جانب صحيفة من القرآن تعود آواخر القرن التاسع أو مطلع القرن العاشر الميلادي لحكم العباسيين، بالإضافة إلى بعض من سور جزء عم، يعتقد أنها منسوخة من قبل أحمد بن الشيخ السهروردي، وتم زخرفتها على يد محمد بن ايبك في الفترة الإلخانية بمدينة بغداد بالعراق (1307-1308 م).
وبحسب إدارة المعرض فقد شهد اليوم الأول لافتتاحه توافد أكثر من ألفين ومئتي زائر.
وبالإضافة لعروض النسخ القرآنية النادرة، يتخلل المعرض ورش عمل للأسر حول فن الزخرفة القرآنية، بالإضافة إلى ندوات عن الفنون القرآنية المختلفة، من بينها فن قراءة القرآن ومحاضرة عن العلاقة بين الإسلام والفن التشكيلي في اندونيسيا وحوار تحت عنوان "أهل الكتاب: قصص الأنبياء".