الامم المتحدة تحذر من استئناف القتال في الصحراء الغربية

8 سبتمبر, 2016 - 09:16
الصحراء

نيويورك / محمد طارق / الأناضول: حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من “استئناف الأعمال العدائية”، بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، على خلفية التوتر المتصاعد بين الطرفين، في إقليم الصحراء.
وقال “استيفان دوغريك”، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن “الوضع في منطقة (الكركارات) داخل المنطقة العازلة بإقليم الصحراء لا يزال متوتراً في ظل نشاط بناء الطرق، الذي بدأه المغرب في منطقة جنوبي الساتر الترابي؛ الأمر الذي تعارضه جبهة البوليساريو”.
وأكد “دوغريك”، الذي كان يتحدث للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، أن “الأمم المتحدة مازالت قلقة جداً من أي استئناف للأعمال العدائية قد يكون له آثار إقليمية واسعة”.
وأوضح أن “عناصر الأمن من الطرفين تمسكت بمواقعها على بعد 120 متراً فقط بين كل طرف، وقد نشرت بعثة الأمم المتحدة مراقبين عسكريين – غير مسلحين – بين الطرفين، في محاولة للحفاظ على الهدوء”.
وقبل أسبوعين، حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الرباط وجبهة “البوليساريو” على “وقف أي عمل يمكن أن يغيّر الوضع القائم في الصحراء أو يؤدي إلى التصعيد بينهما”، وفق بيان صادر عنه.
وأعلنت السلطات المغربية، 16 أغسطس/آب الماضي، عن استمرار قيامها بعمليات أمنية تطهيرية في “الكركارات”، التي تقع داخل منطقة “غيرغيرات”، والقريبة من الحدود الموريتانية، من عصابات تهريب المخدرات، ومن التجار غير الشرعيين، حيث تم إخلاء 3 نقاط تجمع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، والتي ضمت أكثر من 600 سيارة.
يذكر أن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء تأسست بقرار مجلس الأمن أبريل/نيسان 1991، وفقاً لمقترحات التسوية، التي قُبلت في 30 أغسطس/آب 1988 من جانب المغرب وجبهة “البوليساريو” بعد قتال دام لأكثر من 16 سنة.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و”البوليساريو” من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تدخل إليه القوات المغربية، وتوقف مع المغرب عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت “البوليساريو” قيام “الجمهورية العربية الصحراوية”، عام 1976من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.
وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الإفريقية، قبل أن تعلن الشهر الماضي رغبتها في العودة إلى المنظمة الإفريقية من جديد.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.