نيويورك – الأناضول – أعلن استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الخميس، وصول 25 عنصرا من موظفي البعثة الأممية في الصحراء “مينورسو”، مدينة العيون الليلة الماضية، عقب التوصل إلى اتفاق بين المغرب والأمم المتحدة بهذا الخصوص.
وقال المسؤول الأممي، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية نيويورك، أن “عناصر (من البعثة) أخرى ستصل العيون في الأيام المقبلة، من أجل استعادة وتنفيذ المهام التي تضطلع بها البعثة الأممية”، مضيفاً “نحن من جانبنا (الأمين العام للأمم المتحدة) سنطلع مجلس الأمن الدولي على تلك التطورات”.
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن الأعداد التي يرغب الأمين العام في عودتها إلى العيون، قال دوغريك “إن عودة أفراد البعثة الأممية الليلة الماضية هي فقط مجرد بداية عملية استعادة الدور الكامل لمينورسو، وفقا لتفويض مجلس الأمن الدولي، وستصل أعداد أخرى قريبا، لكن لا توجد لدي حاليا رقم دقيق حول الأعداد التي نهدف لعودتها”.
وطلبت الرباط، في مارس/آذار الماضي من بعض موظفي البعثة الأممية في الصحراء (مينورسو)، مغادرة البلاد، بعد قرارها تقليص جزء كبير منهم، على خلفية التوتر بين المغرب والأمم المتحدة، جراء تصريحات أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون آنذاك، وصف فيها تواجد المغرب في الصحراء بـ “الاحتلال”.
وفي 29 أبريل/نيسان الماضي، اعتمد مجلس الأمن قرارًا صاغته واشنطن، بتمديد ولاية بعثة “مينورسو”، لمدة عام واحد ينتهي في 30 أبريل/نيسان 2017.
وفي تعقيبها على قرار مجلس الأمن، قالت الخارجية المغربية، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إنه “يشكل انتكاسة صارخة لجميع مناورات الأمانة العامة للأمم المتحدة”.
وتشكلت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) بقرار مجلس الأمن رقم 690 المؤرخ في 29 نيسان/أبريل 1991، وفقًا لمقترحات التسوية، التي قُبلت في 30 آب/أغسطس 1988 من المغرب وجبهة “البوليساريو” بعد قتال دام لأكثر من 16 سنة.
وأعلنت “البوليساريو” قيام “الجمهورية العربية الصحراوية”، عام 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوًا بالأمم المتحدة، وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من تلك الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي عام 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الأفريقية.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.