بدأ ماراثون المنافسة الرسمية بين كل من مصر وقطر، على منصب مدير عام المنظمة الدولية للعلوم والفنون والآداب (اليونسكو )لعام 2017، لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد مرة ثانية، من خلال الجولات الدولية لمرشح كل منهما، والترويج الدبلوماسي الذي تقوم به أجهزة البلدين.
ويأتي ذلك بعد أن فشلت كل من القاهرة والدوحة في إقناع بعضهما البعض لإفصاح مجال أحدهما للآخر ليكون مرشحًا وحيدًا للعرب بدلًا من ضياع الأصوات، وتفريق الدول العربية، سواء لمن له حق التصويت أم من يدعم دبلوماسيًا، حيث ترشح الدوحة، مستشار أمير قطر للشؤون الثقافية، ووزير الثقافة السابق، حمد الكواري.
وأكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في مصر، أن القاهرة سترشح ممثلها، الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة السابقة، السفيرة مشيرة خطاب، على منصب مدير عام (اليونسكو)، رسميًا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشارت المصادر نفسها، في تصريحات خاصه لـ”إرم”، أن ملف السفيرة مشيرة خطاب في رئاسة الجمهورية لمراجعته قبل طرحه رسميًا، لأن الرئاسة بالطبع ستقف وراء المرشحة المصرية. لتبدأ بعدها المرشحة مشيرة خطاب بجولة دولية ابتداء من نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري للترويج لملفها المصري.
ولفتت المصادر إلى أن وزارة الخارجية ستكون هي المسؤولة عن الملف في المنافسة الدولية، موضحة أنه يتم البحث حاليًا إمكانية أن تشمل الجولة 58 دولة، تملك حق التصويت. أو من خلال ارسال وفود دبلوماسية داعمة لملف ترشح مصر إلى دول أخرى.
وأكد المصادر الرسمية المصرية، أن المرشحة المصرية التي لها خبرة دبلوماسية، وسمعة دولية قامت بجولات شبه رسمية لـ 15 دولة في الـ 6 أشهر الماضية، وذلك بتنسيق وإدارة من قبل وزارة الخارجية. وشملت جولات السفيرة خطاب، دول صديقة وداعمة للملف المصري بشكل مبكر، مثل فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة، إيطاليا.
كما قامت السفارات المصرية في الخارج بالترويج لمرشحها، من خلال عرض الملف المصري، والسيرة الذاتية للسفيرة مشيرة خطاب وعملها الدبلوماسي على مدار تاريخها، ودورها المنتظر في القيام بتفعيل وتطوير دور المنظمة الدولية.
وأكدت المصادر، أن مصر تبذل جهودًا كبيرة من أجل الحصول على أصوات الدول العربية، التي لها حق التصويت في الانتخابات الدولية على المنصب الرفيع، وهي كل من لبنان، المغرب، السودان، الجزائر، سلطنة عمان، بالإضافة إلى قطر، موضحة أن هناك تنسيقًا لإعادة الدعم الدبلوماسي، الذي تم مسبقًا إبان ترشح مصر لهذا المنصب عام 2009 بدعم من الإمارات، السعودية.
يذكر أنه كان لمصر تواجد قريب في هذه الانتخابات، وذلك منذ 8 سنوات، حيث وقفت الحكومة المصرية وراء ترشح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، لنيل هذه المنصب الذي تنافس عليه مع المديرة الحالية التي قاربت ولايتها على الانتهاء، وهي البلغارية “إيرينا بكوفا” التي فازت بالمنصب بـ 31 صوتًا، مقابل 27 صوتًا لـ”حسني” وسط تخبط عربي في الدعم المصري أنذاك، حيث وقفت دول الإمارات، المملكة العربية السعودية، الكويت، البحرين، لبنان، المغرب، سلطنة عمان إلى جانب مصر، بينما وقفت دول السودان، الجزائر وقطر ضدها أثناء عملية التصويت.