القرضاوي: كنتُ قريبا من ملوك وأمراء السعودية وأعجب: كيف أقنعهم السيسي بوضعنا على لائحة الإرهاب!

25 يونيو, 2016 - 03:04

القرضاوي: كنتُ قريبا من الملك عبد الله ومن الأمراء السعوديين وأعجب: كيف أقنعهم السيسي بوضع الإخوان على لائحة الإرهاب! وأعجب من هؤلاء مشايخ السلطان الذين يسيرون في ركاب الظلمة! والشهيد سيد قطب من رجال الإسلام الكبار الأفذاذ

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

وصف الشيخ يوسف القرضاوي سيد قطب بأنه من رجال الإسلام الكبار والأفذاذ، مشيرا الى أن قطب تخرج في كلية دار العلوم التي تخرج فيها الإمام حسن البنا، وكان طالبا في دار العلوم في ذات الفترة التي كان فيها البنا طالبا في ذات الكلية، ولكنهما لم يكن يعرف بعضهما بعضا.

وأضاف القرضاوي في الحلقة الرابعة عشرة من برنامج “مراجعات” أن قطب أظهر في أوائل مؤلفاته “التصوير الفني في القرآن” وتحدث في ذلك الكتاب عن بلاغة القرآن بأسلوب جديد لم يتحدث به البلاغيون من قبل، وكذلك كتابه “مشاهد القيامة في القرآن”، مشيرا الى أن سيد قطب كان في ذلك الوقت من مدرسة العقاد التي تهتم بالمعنى ولا تهتم باللفظ.

وقال القرضاوي إن كتاب سيد قطب الآخر “العدالة الاجتماعية في الإسلام” يعتبر تحولا في فكره، مشيرا الى أنه كان يهتم بالفقراء وبالفئات المهضومة في المجتمع.

فترة أمريكا

وقال القرضاوي إن قطب ذهب الى أمريكا ووجد الأمريكان يحتفلون بقتل حسن البنا ، فعرف أهمية حسن البنا، فبدأ يقرأ ويدرس، وعندما عاد الى مصر، بدأ يكتب مقالات في مجلات الإخوان، ثم بدأ يكتب تفسير القرآن، وكتب “في أًصول النقد الأدبي “.

وتابع القرضاوي: “ثم جاءت محنة الإخوان الأولى والثانية، وكان رئيسا لقسم نشر الدعوة ورئيس تحرير مجلة الاخوان بأمر المستشار الهضيبي، وبعد الحكم عليه بالسجن عشر سنوات، ودخل المستشفى، بدأ يكتب تفسير عدة أجزاء من القرآن بلغة جديدة، واعتمد على تفسير ابن كثير لتفسيره القرآن بالرواية لا بالرأي”.

وتابع القرضاوي: “أكمل قطب التفسير، وسمّاه” في ظلال القرآن”، “دعا قطب الى العودة الى دين الاسلام الحق، ورفض موازين الغرب وأفكاره ، وبدأ يدعو الى الاسلام ويميز بينه وبين الجاهلية التي يحياها كثير من الناس بتركهم الاسلام” .

وقال القرضاوي إن كتاب الهضيبي “دعاة لا قضاة” كان ردا على فكرة التكفير التي اتهم بها قطب المجتمع الذي لا يطبق الاسلام ، مشيرا الى أن التنكيل والتعذيب الذي تعرض له قطب كان له أثر في فكره وجعله يخطئ في تكفيره عموم الناس ممن لم يلتحقوا بالفئة المؤمنة.

وردا على سؤال “ألا نلتمس لقطب عذرا بسبب ما كان يعانيه ويراه من تنكيل بالفئة وتصفيق بالطاغية” قال القرضاوي: “طبعا هو رأى الكفر يطغى، وتفتح له الأبواب، ويصفق له الناس، والاسلام يُحارب، هذا مما يسهل علينا تفهم أخطائه”.

وردا على سؤال “لو سيد قطب كتب له الله أن يسمع أن السيسي نبي (وهو التشبيه الذي قال به أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر د. سعد الدين الهلالي حين شبه السيسي ومحمد ابراهيم بموسى وهارون )؟”، قال القرضاوي: “هذا الذي شبه السيسي بالنبي عمل في الكويت أستاذا للفقه، وكتب مقالات في الفقه”.

وتساءل القرضاوي غاضبا: “أي فكر هذا؟ أي عقل عند هؤلاء؟ أليس عندهم دين؟ ألا يؤمنون بالقرآن؟ ألا يؤمنون بالسنة؟”.

وتابع القرضاوي: “اعجب لهؤلاء الذين أصبحوا يسيرون في ركاب الظلمة الذين يريدون أن يغيروا دين الله، ويغيروا حياة الناس!”

وأبدى القرضاوي استغرابه من وضع المملكة السعودية على قائمة الارهاب، مشيرا الى أنه كان قريبا من الملك عبد الله ومن الأمراء، وكانت مؤلفاته مقبولة هناك.

وتابع القرضاوي: “استطاع السيسي أن يقنعهم أنه سيخلص على الاخوان خلال 3 أسابيع!!”.

واختتم القرضاوي مؤكدا أن إعدام قطب لم ينه فكرته، بل أسهم في نشرها أكثر.