ميثاق/ “رأي اليوم”:
في إشادة صريحة من قبل حركة حماس بالنظام الإيراني، رغم استفحال خلاف طهران في هذه الأيام مع “المحور السني”، قال الدكتور موسى أبو مرزوق أبرز قادة الحركة ونائب رئيس مكتبها السياسي أن سقف ما تقدمه إيران للمقاومة “لا يوازيه سقف آخر”.
أبو مرزوق في تصريحات أدلى بها لفضائية حركة حماس “الأقصى” قال ان ما قدمته إيران من دعم للمقاومة الفلسطينية سواء على صعيد الإمداد أو التدريب أو المال “لا يوازيه سقف آخر، ولا تستطيعه معظم الدول”.
وهذه من المرات القليلة خلال الفترة الماضية التي أعقبت خروج قيادة حماس من سوريا، التي تشيد فيها الحركة بهذا الشكل بالنظام الإيراني، خاصة وأن العلاقات بين الطرفين توترت بسبب الخروج على اعتبار أن سوريا من أكثر حلفاء إيران في المنطقة إلى جانب منظمة حزب الله.
وأضاف أبو مرزوق خلال تصريحاته “إن موقف إيران محل شكر وتقدير واحترام، وهو موقفنا مع كل من يدعم قضيتنا ومقاومتنا”.
وأكد أن موقف إيران الداعم والمساند للمقاومة والقضية الفلسطينية “واضح ومعلوم”، وقد وصفه أيضا بأنه “معلن وفوق الطاولة”، وأنه حسب أبو مرزوق “يلتقي مع مواقف شعوبنا العربية والإسلامية وأحرار العالم الداعمة والمساندة للمقاومة”.
وشدد على ضرورة أن تنصب كل الجهود المخلصة في الأمة لتخفيض مستوى التوتر بين مكونات الأمة وفلسطين ومركز ذلك القدس، وليس من مصلحة الأمة حرف البوصلة عن عدوها الأوحد وهو الكيان الصهيوني.
ونبّه نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى ان سياسة حماس قائمة وستبقى على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن نبادل التقدير والاحترام والشكر لكل من يناصر قضيتنا ويدعم مقاومتنا، ويعزز صمود شعبنا، لتبقى فلسطين جامعة للأمة رغم حالة الخلاف والتشرذم القائمة، والتي نعمل مع كل الغيورين في الأمة على تجاوزها.
وهذه التصريحات للقيادي أبو مرزوق يمكن قراءتها من زاويتين، الأولى تتمثل في فقدان حركة حماس الأمل في إعادة بناء علاقة قوية كما كانت تخطط مع المملكة العربية السعودية، إذ لم يحدث التقارب الذي توقعه الكثيرون بين حماس والمحور السني، بعد مساندة الحركة للتحالف الإسلامي في اليمن بقيادة المملكة، وما تبعه من زيارة لقيادة حماس للرياض ولقاء الملك سلمان، لم تتبع بأي خطوات على الأرض في سبيل تحسن العلاقة ومن بينها فتح أبواب المملكة من جديد أمام قيادة حماس.
ومن المؤكد أن لا تلاقي هذه التصريحات أي استحسان من قبل المملكة السعودية، ومن شأنها أن تؤثر على أي تقدم إيجابي في العلاقة، في ظل استفحال العداء بين الرياض وطهران.
أما الزاوية الثانية فتتمثل في رغبة حركة حماس وتحديدا أبو مرزوق الذي يطمح في قيادة الحركة خلال المرحلة القادمة التي سيغادر فيها خالد مشعل زعامة الحركة، في إعادة توطيد العلاقات المتوترة والشبة مقطوعة مع إيران، بسبب خلافات الطرفين حول الملف السوري، بعد خروج الحركة من دمشق، وانتقادها للنظام الذي يقوده بشار الأسد، أقوى أحلاف إيران في المنطقة.
وللتذكير لم تستضف إيران مشعل منذ الخروج من سوريا، إذ شهدت العلاقة بين الطرفين فتورا كبيرا، حتى أن وسائل الإعلام المقربة من النظام كثيرا ما قامت بتوجيه انتقادات حادة لحركة حماس خلال الفترة الماضية، وتحديدا لزعيم الحركة خالد مشعل.