باريس – “رأي اليوم”:
تحولت وفاة زعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز الى جدل سياسي بسبب قرار الجزائر تنكيس الاعلام حزنا على رحيله ومنها أعلام سفارتها وقنصليتها في المغرب، وسيدفن في أرض يعتبرها المغرب أرضا تابعة له وهي محط نزاع.
وتوفي عبد العزيز يوم الثلاثاء الماضي عن سن تناهز 68 سنة بعدما تولى الأمانة العامة للبوليزاريو منذ سنة 1976، وكان يعتقد بوفاته في الجزائر، لكن وزير الدفاع في الجمهورية الصحراوية التي أعلنتها البوليزاريو، عبد الله لحبيب البلال أكد لجريدة “الخبر” الجزائرية أنه مات في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، وكان يعالج هناك منذ شهر آذار (مارس) الماضي.
وبعد وفاته، قدم الأمين العام للأمم المتحدة تعزية لجبهة البوليزاريو، وأعلنت دول الحداد وهي الجزائر وكوبا وخصه بعض رؤساء أمريكا اللاتينية ذات التوجه اليساري مثل نيكاراغوا وبوليفيا وفنزويلا والإكوادور برسائل تعزية معتبرينه رئيس جمهورية ورجل سلام.
وقامت الجزائر بإعلان الحداد حزنا على محمد عبد العزيز لمدة ثمانية أيام وبتنكيس الاعلام في المؤسسات الجزائرية وتمثيلياتها الدبلوماسية في الخارج.
وأوردت الصحافة المغربية أن الجزائر أقدمت على تنكيس أعلامها في سفارتها في الرباط وقنصليتها في بعض المدن المغربية، ووصفت هذا الإجراء التحدي لما يمثله محمد عبد العزيز في تصور المغاربة من السياسي الذي يريد تقسيم المغرب باستقلال الصحراء.
وانقسم المغاربة تجاه وفاة محمد عبد العزيز، وقدم بعض السياسيين التعازي وطالبوا بضرورة احترام لحظة الموت والانتقال الى الرفيق الأعلى رغم أنه خصم وعدو سياسي ويعتبرونه مغربيا منشقا، ووصل الأمر بمغاربة في الفيسبوك مطالبة الملك محمد السادس بتقديم التعازي، وشن مغاربة آخرون حملة تخوين ضد الرجل متهمين إياه بشتى الاتهامات.
وفي مبادرة ملفتة، عمّمت وكالة المغرب الرسمية للأنباء قصاصة إخبارية ضامّة لتصريح “مصدر رسمي مغربي”، دون كشف عن هويته، يعلن أن وفاة محمد عبد العزيز، زعيم تنظيم البوليساريو، “لا تمثل حدثا من وجهة نظر سياسيّة”.
وأضاف المصدر، وفقا للوكالة الرسميّة الناشرة، لأوّل خروج إعلاميّ لمسؤول مغربيّ بعد الوفاة المكشوف عنها الثلاثاء الماضي، أن رحيل عبد العزيز “ليس له أي أثر على ملف الصحراء المغربيّة”، “وفاة محمد عبد العزيز، وعلى غرار كل وفاة، أمر مؤسف.. خاصّة بالنسبة لأسرته والمقرّبين منه”، يضيف المصدر قبل أن يزيد: “الراحل، مثله مثل الحركة الانفصالية التي ينتمي إليها، كان بالفعل واجهة، وليس فاعلا في الملف الذي كان، ولا يزال، يتحكم به في مكان آخر”.
وتؤكد الصحافة المغربية أن أفراد عائلة زعيم البوليساريو الذين يعيشون في المغرب لن يحضروا مراسيم دفنه باستثناء شقيق له، حسب الجريدة الرقمية لكم 2، ويقيم في المغرب بعض أشقاءه وكذلك والده الطاعن في السن الذي كان جنديا في صفوف الجيش المغربي في الماضي.
ويطرح مكان دفن محمد عبد العزيز تحديا للمغرب، وأكدت الأمانة العامة للبوليزاريو دفنه في المنطقة العسكرية الخامسة لبئر لحلو.
وتقع بئر لحلو وراء الشريط الفاصل في الصحراء الغربية، ويعتبر المغرب هذه الأراضي مغربية، ولكن قوات البوليزاريو سيطرت عليها خلال السنوات الأخيرة وأقامت هناك وحدات عسكرية.
وزار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه المنطقة خلال زيارته في بداية مارس. ورد المغرب باحتجاج قوي وصل الى طرد الموظفين المدنيين، لكن قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء الصادر نهاية أبريل/نيسان الماضي ألزم المغرب بضرورة عودة هؤلاء الموظفين.
ويعتبر ملف الصحراء الغربية من الملفات القديمة المرتبطة بمخلفات الاستعمار، ولم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في إيجاد توافق بين المغرب وجبهة البوليزاريو رغم مرور أربعين سنة على اندلاع النزاع.
ويقدم المغرب مقترح الحكم الذاتي للصحراويين حلا للنزاع، وتصر جبهة البوليزاريو على استفتاء تقرير المصير، وتنص قرارات الأمم المتحدة على تقرير المصير، ولكن تشترط أن يكون الحل متوافق عليه.
باريس – “رأي اليوم”:
تحولت وفاة زعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز الى جدل سياسي بسبب قرار الجزائر تنكيس الاعلام حزنا على رحيله ومنها أعلام سفارتها وقنصليتها في المغرب، وسيدفن في أرض يعتبرها المغرب أرضا تابعة له وهي محط نزاع.
وتوفي عبد العزيز يوم الثلاثاء الماضي عن سن تناهز 68 سنة بعدما تولى الأمانة العامة للبوليزاريو منذ سنة 1976، وكان يعتقد بوفاته في الجزائر، لكن وزير الدفاع في الجمهورية الصحراوية التي أعلنتها البوليزاريو، عبد الله لحبيب البلال أكد لجريدة “الخبر” الجزائرية أنه مات في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، وكان يعالج هناك منذ شهر آذار (مارس) الماضي.
وبعد وفاته، قدم الأمين العام للأمم المتحدة تعزية لجبهة البوليزاريو، وأعلنت دول الحداد وهي الجزائر وكوبا وخصه بعض رؤساء أمريكا اللاتينية ذات التوجه اليساري مثل نيكاراغوا وبوليفيا وفنزويلا والإكوادور برسائل تعزية معتبرينه رئيس جمهورية ورجل سلام.
وقامت الجزائر بإعلان الحداد حزنا على محمد عبد العزيز لمدة ثمانية أيام وبتنكيس الاعلام في المؤسسات الجزائرية وتمثيلياتها الدبلوماسية في الخارج.
وأوردت الصحافة المغربية أن الجزائر أقدمت على تنكيس أعلامها في سفارتها في الرباط وقنصليتها في بعض المدن المغربية، ووصفت هذا الإجراء التحدي لما يمثله محمد عبد العزيز في تصور المغاربة من السياسي الذي يريد تقسيم المغرب باستقلال الصحراء.
وانقسم المغاربة تجاه وفاة محمد عبد العزيز، وقدم بعض السياسيين التعازي وطالبوا بضرورة احترام لحظة الموت والانتقال الى الرفيق الأعلى رغم أنه خصم وعدو سياسي ويعتبرونه مغربيا منشقا، ووصل الأمر بمغاربة في الفيسبوك مطالبة الملك محمد السادس بتقديم التعازي، وشن مغاربة آخرون حملة تخوين ضد الرجل متهمين إياه بشتى الاتهامات.
وفي مبادرة ملفتة، عمّمت وكالة المغرب الرسمية للأنباء قصاصة إخبارية ضامّة لتصريح “مصدر رسمي مغربي”، دون كشف عن هويته، يعلن أن وفاة محمد عبد العزيز، زعيم تنظيم البوليساريو، “لا تمثل حدثا من وجهة نظر سياسيّة”.
وأضاف المصدر، وفقا للوكالة الرسميّة الناشرة، لأوّل خروج إعلاميّ لمسؤول مغربيّ بعد الوفاة المكشوف عنها الثلاثاء الماضي، أن رحيل عبد العزيز “ليس له أي أثر على ملف الصحراء المغربيّة”، “وفاة محمد عبد العزيز، وعلى غرار كل وفاة، أمر مؤسف.. خاصّة بالنسبة لأسرته والمقرّبين منه”، يضيف المصدر قبل أن يزيد: “الراحل، مثله مثل الحركة الانفصالية التي ينتمي إليها، كان بالفعل واجهة، وليس فاعلا في الملف الذي كان، ولا يزال، يتحكم به في مكان آخر”.
وتؤكد الصحافة المغربية أن أفراد عائلة زعيم البوليساريو الذين يعيشون في المغرب لن يحضروا مراسيم دفنه باستثناء شقيق له، حسب الجريدة الرقمية لكم 2، ويقيم في المغرب بعض أشقاءه وكذلك والده الطاعن في السن الذي كان جنديا في صفوف الجيش المغربي في الماضي.
ويطرح مكان دفن محمد عبد العزيز تحديا للمغرب، وأكدت الأمانة العامة للبوليزاريو دفنه في المنطقة العسكرية الخامسة لبئر لحلو.
وتقع بئر لحلو وراء الشريط الفاصل في الصحراء الغربية، ويعتبر المغرب هذه الأراضي مغربية، ولكن قوات البوليزاريو سيطرت عليها خلال السنوات الأخيرة وأقامت هناك وحدات عسكرية.
وزار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه المنطقة خلال زيارته في بداية مارس. ورد المغرب باحتجاج قوي وصل الى طرد الموظفين المدنيين، لكن قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء الصادر نهاية أبريل/نيسان الماضي ألزم المغرب بضرورة عودة هؤلاء الموظفين.
ويعتبر ملف الصحراء الغربية من الملفات القديمة المرتبطة بمخلفات الاستعمار، ولم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في إيجاد توافق بين المغرب وجبهة البوليزاريو رغم مرور أربعين سنة على اندلاع النزاع.
ويقدم المغرب مقترح الحكم الذاتي للصحراويين حلا للنزاع، وتصر جبهة البوليزاريو على استفتاء تقرير المصير، وتنص قرارات الأمم المتحدة على تقرير المصير، ولكن تشترط أن يكون الحل متوافق عليه.