بان كي مون يحذر من نذر حرب شاملة في الصحراء الغربية

19 أبريل, 2016 - 19:57

الامم المتحدة ـ الاناضول ـ ا ف  ب: حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من تزايد “خطر التصعيد إلى حرب شاملة”، في حال اضطرت البعثة الأممية في إقليم الصحراء (مينورسو)، إلى المغادرة، مقترحا على مجلس الأمن الموافقة على نشر 14 عنصرا إضافيا من العاملين العسكريين والطبيين في الإقليم.

جاء ذلك في تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، صباح اليوم الثلاثاء، إلى مجلس الأمن، بخصوص الإقليم، المتنازع عليه بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، وحصلت “الأناضول” على نسخة منه.

ودعا كي مون، مجلس الأمن الدولي إلى “استعادة ودعم الدور المنوط ببعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، وتعزيز معايير حفظ السلام وحيادية الأمم المتحدة، والأهم من ذلك، تجنب وضع سابقة لعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في أنحاء العالم”.

وقال كي مون، في تقريره إنه “في وقت كتابة هذا التقرير المقدم إليكم، فقد أدى طرد غالبية العناصر الدولية المدنية إلى تغيير على أرض الواقع في ولاية البعثة، وهو التطور الذي من المتوقع أن يتم استغلاله من قبل عناصر إرهابية ومتطرفة”.

واستدرك: “وحتى مع وجود عدد محدود من موظفي الدعم المدنيين الدوليين، فإن الأنشطة العسكرية لبعثة مينورسو، لن تكون مستدامة على الأجلين المتوسط والبعيد الطويل، حيث سيولد ذلك الوضع آثار كبيرة على الاستقرار في المنطقة وكذلك على مصداقية مجلس الأمن وأيضا على عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية على الصعيد العالمي”.

وتابع: “إنني قلق للغاية لأنه من المرجح جدا أن تستمر البيئة الأمنية في منطقة البعثة في التدهور، وسوف يزيد من تعقيد القيود الحالية المفروضة على أنشطة مراقبة وقف إطلاق النار الذي تقوم به البعثة، ولذلك فإنني أوصي، كخطوة أولى، وبانتظار إجراء تقييم شامل لمتطلبات الدعم للبعثة، أن يوافق مجلس الأمن على نشر 14 عنصرا إضافيا من العاملين العسكريين والطبيين”.

وقال إن “مخاطر تمزق وقف إطلاق النار واستئناف الأعمال العدائية، مع خطر التصعيد إلى حرب شاملة، سوف يزداد بشكل كبير في حال اضطرت البعثة إلى المغادرة أو وجدت نفسها غير قادرة على تنفيذ ولايتها التي وضعها لها مجلس الأمن”.

وشدد الأمين العام في تقريره على ضرورة “معالجة كل الثغرات المرتبطة بملف حماية حقوق الإنسان والذي لا يزال حيويا في حالات النزاع الذي طال أمده كما هو الحال في (إقليم) الصحراء “.

وقال: “قد طلب مجلس الأمن في عام 2007 من الطرفين أن يتفاوضا بهدف إيجاد حل، لكنهما لم يكن قادرين على القيام بذلك على الرغم من مرور 9 سنوات،.. والآن بات الأمر للطرفين أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وعليهما الدخول في حوار حقيقي، وعلي المجتمع الدولي أن يقدم كل المساعدة في هذا الصدد”.

وكان “كي مون”، قد زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، مطلع مارس/ آذار الماضي، وأكد أنه لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفًا وجود المغرب بـ “الإحتلال”، ما أثار حفيظة الرباط التي ردت على تصريحاته، بتقليص جزءٍ كبيرٍ من المكوِّن المدني وخاصة الشق السياسي من بعثة “مينورسو” وسحب إسهاماته المالية التطوعية المخصصة للبعثة الأممية.

وأعلنت جبهة البوليساريو قيام “الجمهورية العربية الصحراوية” في 27 فبراير/شباط 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة. وعملت المغرب على إقناع العديد منها بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف بها من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب المغرب م المنظمة الإفريقية. وفي سنة 2000 عقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، جيمس بيكر، سلسلة مشاورات خلال سنة، في لندن ثم في برلين، دعا من خلالها الأطراف إلى ضرورة التوصل إلى حل وسط، عرف باسم “الحل الثالث” والشروع في المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء.