![](https://mithak.com/sites/default/files/333.jpg)
السؤال الذي أصبح شائعاً وتقليدياً في هذه الأيام وقاسماً مشتركاً بين المثقف والسياسي ورجل الأعمال والموظف وربة البيت هو: إلى أين يتجه السهم حول هذا المدار المغلق؟فالآفاق تعاني انسداداً قد يتفاوت بين مكان وآخر، لكن الأزمات اشتدت ولم تنفرج بعكس المقولة الشائعة عن انفراجها بعد بلوغ الذروة.
إنه سؤال يذكرنا بسؤال سائق ونستون تشرشل لسيده حين قال له متى تنتهي هذه الحرب؟ ثم فوجئ بأن سيده يقول له عندما تعرف الإجابة لا تتأخر في إبلاغي!
وهناك أزمات شهدتها هذه المنطقة كان من المقدر لها أن تنتهي خلال أشهر أو عام فقط، لكنها بلغت السادسة من عمرها وهي تزداد توتراً واشتعالاً وتستطيل أنيابها!
وعندما يسأل الناس عن موعد النهاية لهذه الدراما، فذلك تعبير عن ميلهم الفطري إلى الاستقرار وتنظيم حياتهم دون توقع مفاجآت تقلب المائدة، لكن ما يغيب عن أصحاب هذا السؤال المشروع هو أن الأزمات كالحروب ليس بمقدور من بدأها أن ينهيها والنيران تمتد خارج إرادة مشعليها خصوصاً إذا وجدت هشيماً حولها يضاعف من لهيبها!
إن أسوأ ما في الأزمات عندما تتفاقم هو أنها تدفع الناس إلى الحياة من يوم ليوم وأحياناً من وجبة إلى أخرى، لأنه ما من ضمانات تتيح لمن يخطط حياته أن يواصل مشروعه، إذ سرعان ما تهب الأعاصير على غير ما يشتهي قاربه الصغير!
وحين تحصى خسائر الشعوب من مثل هذه الأزمات غالباً ما يسقط ما هو أهم سهواً، كالوقت مثلاً، والذي لا يعود من ذهب كما يقال، بل من دم ودمع!
إن من يتوجه الناس إليهم بهذا السؤال لا يجيبون عن طريقة تشرشل وبصراحته، ومنهم من يترك الباب موارباً كي لا يقال عنه إنه لا يدري، أما من يتسابقون إلى طرح إجابات دقيقة فهم على الأغلب آخر من يعلمون!
خيري منصور