لأوّل مرّة: حماس تُسيطر على بثّ التلفزيون العبريّ وتقول للإسرائيليين: انسحبوا من أرضنا بسلامٍ

14 مارس, 2016 - 10:45

فوجئ السواد الأعظم من مشاهدي البرنامج الأكثر مشاهدةً وشعبيّةً في إسرائيل، “الأخ الأكبر” الذي يُبّث على القناة الثانية الإسرائيلية على القمر الاصطناعي باختراق بث البرنامج برسائل معادية من حركة حماس الفلسطينية. وبحسب موقع (تايمز أوف أزرائيل) فإنّ الاختراق تمّ خلال بث مغامرات نجوم برنامج الواقع فجأة، لتظهر مكانه على الشاشة صور ورسائل تحريضية من حركة حماس، التي حذّرت من هجمات جديدة. وبعد اختراق البث بوقتٍ قصيرٍ، تعرض جنوب إسرائيل لوابل من الصواريخ تمّ إطلاقها من قطاع غزة. وسقطت 4 صواريخ في مناطق مفتوحة.

وسارع المشاهدون إلى الإبلاغ عن اختراق البث، الذي قالت القناة الثانية إنّه أثر على المنازل التي تستخدم الصحون الخاصة، ولم يؤثر على عملاء شركات الكابل والأقمار الاصطناعية الكبرى في إسرائيل، ويبدو أنّ اختراق البث استمر لأكثر من 3 دقائق ونصف.

وقالت حماس في الرسائل التي ظهرت باللغتين العبرية والعربية: افهموا دروس الماضي، وانسحبوا من أرضنا بسلام. وجاء أيضًا في الرسائل التي ظهرت على خلفية صور لهجمات وقعت في الماضي ولقوات إسرائيلية تطلق النار على منفذي هجمات، تقتلون النساء، تقتلون طالبات المدارس بدمٍ باردٍ.

وعرض القراصنة أيضًا صورًا من جنازات لجنود إسرائيليين وقتلى هجمات فلسطينية مع الرسالة: إذا انتظروا درسنا، الدرس سيكون قاسيًا. وتضمن الفيديو صورًا من هجوم إطلاق النار الذي وقع في تل أبيب في 1 كانون الثاني (يناير)، عندما قام شاب عربي من الداخل الفلسطينيّ، نشأت ملحم، بقتل 3 أشخاص. وجاء في عبارة رافقت الصور: العام بدأ في تل أبيب وها نحن عدنا إلى ديزينغوف، في إشارة إلى الشارع المزدحم الذي قتل فيه نشأت ملحم شخصين خلال هجومه. ابقوا في منازلكم، القصة لم تنته، كما جاء في العبارات التي نشرها القراصنة الذين أنهوا الفيديو بعبارة، يُتبع. ويأتي هذا الاختراق، الذي يتّم لأوّل مرّة، في الوقت الذي رجحّت تقديرات للجيش الإسرائيلي، أن حركة حماس، تمكّنت خلال العام والنصف الأخيرين من العدوان على قطاع غزة، من استعادة ترسانتها الصاروخية وبنائها من جديد.

وحسبما ذكر تقرير لموقع “WALLA” الإخباريّ-العبريّ، فإنّ الحركة باتت تملك نفس الكمية التي توفرت لها قبل العدوان الأخير، وإن كانت الترسانة الحالية مكونة بالأساس من الصواريخ قصيرة المدى. ووفقًا لهذه التقديرات، فإنّ حماس استخدمت أيام العدوان المذكور، نحو 4600 صاروخ، فيما تمكّن الاحتلال من ضرب وإتلاف نحو 4000 أخرى كانت في مخازن الحركة.

وعليه يبقى بحوزة الحركة ثلث ما كان لديها قبل العدوان. ورأى التقرير، الذي اعتمد على معلوماتٍ من مصادر أمنيّة وعسكريّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، رأى أنّ الحركة عكفت خلال الـ18 شهراً الأخيرة، من انتهاء العدوان، على بناء قوتها مجددًا، سواء على صعيد إعادة حفر الأنفاق الهجومية (وهو ما كانت أكدته تصريحات لقادة حركة حماس في الشهر الماضي)، أوْ على صعيد استعادة الترسانة الصاروخية، وتطوير وتصنيع صواريخ قصيرة المدى، إلى جانب قذائف “مورتر”. وقالت المصادر عينها أيضًا للموقع العبريّ إنّ حركة حماس قامت بإعادة بناء قوتها، من خلال العبر التي استخلصتها من القتال خلال عدوان “الجرف الصامد” في صيف 2014، حيث تمكنت حماس، عبر إطلاق صواريخ متوسطة المدى من الوصول حتى مطار بن غورويون في اللد، وتشويش حركة الطيران فيه، كما تمكّنت من إطلاق صواريخ سقطت في قلب تل أبيب والقدس. لكن التركيز على القذائف الصاروخية قصيرة المدى، جاء بفعل النجاح الذي حققته هذه القذائف، في إلحاق أضرار بالمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لغزة، دون أن تتمكن منظومة “القبة الحديدية” من إسقاطها. ويبدو بحسب المعلومات الإسرائيلية أنّ الحديث يدور بالأساس عن صواريخ وقذائف تقوم الحركة بتصنيعها داخل القطاع، وهو ما يفسر تراجع نوعيتها لافتقار الحركة إلى مواد متفجرة عسكرية، وذلك لصعوبة تهريب أسلحة إلى قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيليّ والمصريّ على حدٍّ سواء، وقيام الجانب المصري بإغراق أنفاق حماس، بناءً على طلب من إسرائيل، حسبما صرح وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينتس قبل نحو ثلاثة أسابيع. إلى ذلك، أفاد التقرير الإسرائيلي، أنّ قوات الاحتلال تقدر إجمالي عناصر “حماس″ اليوم، من أعضاء في الذراع العسكري للحركة، وأفراد شرطة ومختلف الأجهزة الأمنية التابعة للحركة، بنحو 40 ألف عنصر، ينتمي نصفهم تقريبًا للذراع العسكري للحركة “كتائب القسام”.

وتأتي هذه التقديرات بعد أقل من أسبوع على تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، التي قال فيها إنّ الحركة تواجه صعوبة في إعادة بناء قوتها العسكرية. على خطّ موازٍ، أكد قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوئيل ستريك، أنّ الجيش يعتقد أنّ حماس غير معنية بالتصعيد في الوقت الحالي، لافتًا إلى أنّ قواعد اللعبة على الحدود مع القطاع تتمثل في الاستعداد والتأهب. في السياق عينه، دعا وزير شؤون الاستخبارات، يسرائيل كاتس، إلى الانفصال التام عن قطاع غزة والسماح للغزيين بإقامة ميناء شريطة أن يخضع لمراقبة أمنية إسرائيلية.

وقال كاتس، في حديث إذاعي إنّ من المفارقات أنْ يُواصل العالم تحميل إسرائيل المسؤولية عمّا يقع في القطاع بعد انسحابها التام منه، معتبرًا أنّه إذا قطعت إسرائيل كل علاقاتها مع غزة، فسيُفضي ذلك إلى حلّ جزء كبير من النزاع مع الفلسطينيين، بحسب قوله.

المصدر