قال وزير الأمن في بوركينا فاسو، سيمون كومباوري، السبت إن العمليات الأمنية لإخراج مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة من فندق سيطروا عليه في العاصمة واغادوغو انتهت بتحرير 126 رهينة.
وشنت مجموعة من المسلحين هجوما ليل الجمعة على مطعم وفندق في واغادوغو يرتادهما غربيون أوقع عشرين قتيلا على الأقل كما احتجزوا رهائن في اعتداء تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد أقل من شهرين على اعتداء مماثل في مالي.
وكتب السفير الفرنسي جيل تيبو في تغريدة أنه “بدأ هجوم” قوات الأمن على المسلحين المختبئين في فندق “سبلنديد” الفاخر في وسط عاصمة بوركينا فاسو .
وأوضح السفير “تقاسمت مختلف فئات الأمن والجيش المهام بينها” في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان.
لاحقا، أعلن وزير محلي أن 30 شخصا خرجوا “سالمين” من الفندق وأنه تم إجلاء 33 جريحا.
ومن بين الأشخاص الذين لم يتعرضوا لأذى وزير العمل كليمان ساوادوغو الذي كان في الفندق عند بدء الهجوم، حسبما أعلن وزير الاتصالات ريميس داندجينو لوكالة فرانس برس.
وصرح داندجينو “هناك قتلى لكن ليس لدينا رقم محدد”، مضيفا “الهجوم جار وتقوم به قوات بوركينا بدعم من قوات خاصة فرنسية”.
وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واغادوغو في إطار مكافحة التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل. كما تملك واشنطن 75 عسكريا في البلاد وقالت إنها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.
وأشار مراسل وكالة فرانس برس إلى سماع إطلاق نار كثيف صباح السبت في الطوابق العلوية للفندق.
وأضاف أن قوات الأمن دخلت بعدها إلى الفندق، بعضها من نوافذه إلا أن سيارات الإسعاف التي أتت لإجلاء الجرحى المحتملين لا تزال على مسافة من الفندق مما يدل على أن الهجوم لم ينته بعد.
والفندق يضم 147 غرفة ويرتاده غربيون وموظفو وكالات الأمم المتحدة.
وهناك مراقبة في مدخل الفندق لكن ذلك لم يمنع دخول المهاجمين حين سمع دوي إطلاق نار وانفجارات.
كما استهدف المهاجمون مطعم “كابوتشينو” المجاور الذي يرتاده أيضا أجانب وقال موظف في المطعم إن الهجوم أوقع “العديد من القتلى”.
وأعلن وزير الداخلية سيمون كومباوري لفرانس برس “لقد شاهد رجال الإطفاء العديد من الجثث في شرفة المطعم”.
وتحدث مدير المستشفى الرئيسي في العاصمة عن حصيلة أولية من “عشرين قتيلا” على الأقل في الاعتداء ونقل عن إحدى الجريحات أن “البيض أكثر من السود” بين القتلى.
وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة المرابطون بزعامة مختار بلمختار، بحسب موقع سايت الأميركي المتخصص في متابعة المواقع الإسلامية.
وبث تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تسجيلا صوتيا لمكالمة أجراها مع أحد منفذي هجوم فندق “سبلنديد” أكد فيه أنه هو أحصى 11 قتيلا، مشيرا إلى أن عدد القتلى إجمالا بلغ 30 قتيلا.
وبحسب بعض الوكالات، يبلغ التسجيل 3.31 دقيقة، ويبدأ بحديث لأحد نشطاء القاعدة يطلب فيه من المتحدث باسم المنفذين أن يوجه رسالة، حيث وجه رسالة، باللهجة “الحسانية” المستخدمة في موريتانيا والمناطق المجاورة لها في الصحراء وأزواد، إلى فرنسا، وأيمن الظواهري، والأمة الإسلامية.
وأكد المتحدث باسم منفذي هجوم فندق “سبلنديد” في رسالته لفرنسا أنهم سيقاتلونها ما بقيت فيه روح، مشيرا إلى أن العملية تأتي ثأرا للنبي صلى الله عليه وسلم، وانتصارا للضعفاء.
وعلى الفور، أشارت السفارة الفرنسية إلى “اعتداء إرهابي” وخصصت رقما للطوارئ لرعاياها في بوركينا فاسو، في حين تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس-واغادوغو إلى النيجر المجاورة.
ويشكل هذا الاعتداء غير المسبوق في العاصمة تحديا لنظام الرئيس روش مارك كابوري المنتخب حديثا بعد عملية انتقالية صعبة على راس هذا البلد ذي الأغلبية المسلمة.
لكن بوركينا فاسو التي شكلت “نقطة ارتكاز دائمة” لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق أن تعرضت لهجمات مسلحة.
وشهدت بعد ظهر الجمعة هجوما في شمال البلاد قرب الحدود مع مالي أدى إلى مقتل دركي ومدني، بحسب الجيش.
ويأتي اعتداء مساء الجمعة بعد أقل من شهرين من اعتداء على فندق “راديسون بلو” في باماكو أسفر عن سقوط 20 قتيلا بينهم 14 أجنبيا في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر حيث احتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلا وعاملا في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والأميركية ومن مهمة الأمم المتحدة. وقتل مهاجمان.
وبعد هذه الاعتداءات وسعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق “المنطقة الحمراء” التي ينصح بعدم السفر إليها لتشمل قسما كبيرا من بوركينا فاسو لكن دون أن تشمل العاصمة واغادوغو.
وكالات