طالب الخبير الدولي الدكتور محمد المنير في تدوينة له علي حسابه في فيسبوك بالافراج عن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذين فضي سنوات عديدة في السجن والإقامة الجبرية ومراعاة لوضعيته الصحية
نصي التدوينة:
ليس من شيم النبلاء أن تضرب "عدوك" وهو واقع على الأرض. ولكن مشكلة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز هو أنه لم يفهم حتى الآن أن الهيبة التي كان يتمتع بها نابعة من وجوده في السلطة، وجلوسه على كرسي الرئاسة. ولم يأخذ العبرة من أسلافه الذين عندما تركوا السلطة خرجوا من المشهد.
الحقيقة أننا سئمنا وتعبنا من مسلسل العشرية. نريد أن نستريح ونتفرغ لأولويات التنمية. خمس سنوات وعزيز يتصدر المشهد. عليه أن يغتنم الفرصة وأن يختفي قليلا، ولو أنه على حق جزئيا، عندما يقول أنه الوحيد الذي تمت متابعته وسجنه، مع تبرئة واستثناء الذين ساعدوه في إنشاء منظومة فساد العشرية، والذين تخلصوا منه اليوم. ولكن هذا لا يجعله على حق، ولا يجعله بريئا.
على النظام أن يطوي صفحة هذا الملف، وأن يطلق سراح محمد ولد عبد العزيز، مع مصادرة كل الأموال التي بحوزته، وهذه قضية مبدئية، لأنها تتعلق بالإفلات من العقاب. لقد دفع من حريته وصحته وسمعته و"ماله" ما يكفي. على رئيس الجمهورية العفو عن الفترة المتبقية، خاصة أن الرئيس السابق أمضى عدة سنوات بين السجن والإقامة الجبرية، وحالته الصحية تتطلب العلاج والمتابعة.
المهم أن اتهام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومحاكمته يمثلان سابقة وسنة جديدة. فكل مرة يخرج رئيس من السلطة يجب أن يخضع للمسائلة، على أساس من أين لك هذا، مما سيشجع الرؤساء والمسؤولين على توخي الحذر في تسيير المال العام . إلا أن المساءلة لا يجب أن تطال الرئيس وحده، بل يجب أن تطال وسطه العائلي وأنسابه.
