تعتبر الجالية الموريتانية في السعودية أكبر جالية في آسيا من حيث العدد، وتختلف كليا عن باقي الجاليات الموريتانية في آسيا، وذلك لأنها جالية قاطنة في بلاد الحرمين الشريفين، فهي بمثابة ولاية من ولايات الوطن، إلا أنها ولاية منسية، نظرا لبعدها عن الوطن وعدم وجود موظفين منها فاعلين يوصلون صوتها ويسهرون على مصالحها،
وبعد وصول فخامة رئيس الجمهورية *السيد محمد ولد الشيخ الغزواني* إلى سدة الحكم، أولى هذه الجالية اهتماما خاصا،
*1- تخفيض رسوم الجوازات.*
*2- تقريب الحالة المدنية لجاليتنا في المدينة المنورة،*
*3- تفعيل برنامج تآزر مؤازرة منه لجاليتنا المجاورة، عطفا عليها، ورفقا بها، واحتراما لخصوصيتها،*
كما أعطى فخامته توصياته بتفعيل القنصلية لتكون إدارة حقيقية تسهر على جميع هموم المواطنين، وتلبي طموحاتهم،
فقامت القنصلية بتعيين محام يحامي عن حقوق المواطنين، وموظف مختص بمراجعة الدوائر الحكومية التي توجد فيها قضايا تتعلق بالمواطنين الموريتانيين، وذلك في عهد سعادة *السفير الموقر محمد ببانه،* ثم تسارعت وتيرة الخدمات بعد مجيئ صاحب السعادة: *باب ولد سيدي أحمد القنصل العام الحالي،*
وقد عرفت هذه الجالية إبان الانتخابات الماضية نهضة سياسية كبيرة، شارك فيها عدد من الأحزاب السياسية، شكلت وعيا عاما لدى شباب الجالية الذين كانوا بعيدين كل البعد من السياسة، ولم يربطهم بالوطن غير الأوراق التي يحملون، فأصبحوا يهمتمون بتفاصيل أخبار البلد يوميا،
أسفرت فيما بعد عن نجاح مرشح حزب تواصل، على حساب حزب الإنصاف الحاكم، وذلك لعدة أمور،
*1- عدم وجود ثقافة حزبية لدى كثير من أبناء الجالية،*
*2- عدم وجود كفاءة حزبية تدير حملة حزب الإنصاف بالسعودية، ما تسبب في ارتباك شديد وسط الحملة،*
*3- عدم صرف ميزانية للحملة الإنتخابية التي من المفترض أن توزع على رؤساء اللجان من أجل القيام باللازم، فكانت اللجان مقيدة تماما عن العمل، الشيء الذي جعل كثيرا من المنتسبين للحزب يتوجهون إلى المعارضة،*
*3- عدم نضج الخطاب السياسي لدى كثير من رجال الحزب رغم وجود إعلام نوعي غطى على كثير من الفشل الذي مرت به حملة الإنصاف بالسعودية،*
بعد انتهاء الانتخابات النيابية، ارتأى بعض الفاعلين السياسيين أن يرسخوا مبدأ الحزبية حتى يُكَوِّنوا قاعدة حزبية تكون على قدر تطلعات الحزب، خاصة أن كثيرا ممن صوت في الإنتخابات الماضية النيابية للمعارضة، لم يكن دافعه حزبي، ولم يكن يدرك خطأ ذلك الاختيار، وأن أحزاب المعارضة لا يمكن أن تلبي مطالب الجالية، وليس لديها ماتقدمه في سبيل النهوض بالجالية، والغالبية العظمى من شبابنا وشاباتنا كانوا بمنأى عن السياسة.
*لكن اللفتة الكريمة من قائد البلاد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني* للمغتربين عموما والمجاورين ببلاد الحرمين الشريفين خصوصا، وهي اشراك المقيمين خارج البلد في المشاركة في الإنتخابات النيابية، أعطت فرصة كبيرة للشباب في التطلع لمستقبلهم كشركاء أساسيين في نهضة البلد وبناء مستقبله، والتعرف على وطنهم الحقيقي، الذي هو حضنهم الدافئ، وحصنهم الحصين، رغم ما ينعمون به من حسن معاملة داخل *المملكة العربية السعودية* من غير منٍّ ولا أذى، إلا أن للوطن خصوصيته،
الآن وقد تشكلت قواعد حزب الإنصاف التي تجمع ألوان الطيف، وتعكس مبادئ الوفاء، وتبث روح الانتماء للدولة ومؤسساتها، وللحزب وبرامجه الطموحة، ما زال ثمت إشكال قائم يهدد هذه القواعد الشامخة شموخ الجبال الرواسي، العصية على الإنحناء، المخلصة في مبادئها وتوجهاتها الإنصافية، إلا أنها الآن تمر بوضع حرج يتطلب من كافة الغيورين على الحزب المبادرة لإنقاذها، خاصة أن الانتخابات باتت قاب قوسين أو أدنى، وفشل الماضي يتطلب التصحيح حتى نتدارك المستقبل، (لا يلدغ مؤمن جحر مرتين)
رئيس منسقية نشطاء حزب الإنصاف في آسيا،
*أبو العلاء الشنقيطي*