وقفات مع التحول السياسي في السنغال..باسيديا درامي

20 أبريل, 2024 - 02:49
       باسيديا درامي/كاتب ومحلل سياسي سينغالي

يجسد صعود فاي وسنكو إلى قمة الهرم السياسي في السنغال طموحات وتطلعات الشعب السنغالي ولاسيما شريحة الشباب التي ضاقت ذرعا بالحرس القديم الموالي لفرنسا و المتشبع بالثقافة الغربية بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال السياسي. كما يعتبر وصول الباستيف إلى سدة الحكم علامة فارقة قي التحول السياسي الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة. وإليكم بعض الوقفات والدروس المستفادة من هذا التحول الدراماتيكي الذي تمخض عن الانتخابات السنغالية التي أجريت أواخر الشهر المنصرم.

امتلك حزب الباستيف رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة استطاع من خلالها استقطاب الناخبين ولاسيما الشباب الذين انقطعت بهم السبل والآمال في ظل انتشار البطالة وتفشي الفساد. وما الهجرة الشرعية إلا انعكاساً للوضع المزري الذي يعيشونه وضيق الآفاق أمامهم، ومن ثم فإن نجاح أي حركة مرهون بوضع رؤية واضحة المعالم ولابد من تحويل المشاعر إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.
⁠كان موضوع الفساد الذي ينخر في جسد المنظومة والطبقة السياسية عنوانا بارزا في الخطاب السياسي لحزب الباستيف حيث إن الفساد يكدس ثروة الدولة في يد شرذمة قليلة ممن امتهنوا السياسة لنهب خيرات البلاد وثرواتها. جدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في السنغال عام 2014 ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في أوائل عام 2024. وعليه فإن مكافحة الفساد أمر ضروري وحتمي حتى لا تتحول هذه النعمة إلى نقمة كما هو الوضع في نيجيريا وأنغولا وغانا وتشاد. فلا غرو أن الرئيس السنغالي الجديد بشير جوماي فاي كان يحمل المكنسة في حملته الانتخابية إشارة إلى عزمه على مكافحة الفساد المستشري.
⁠إن الإيمان بمبدأ معين يتطلب الدفاع والذود عنه مهما كان الثمن باهظاً وهو مطلب أساسي لأي حركة نهضوية جادة ترنو إلى النجاح. فلو قرر سنكو وفاي الرضوخ والخنوع لضغوطات ماكي سال واستفزازاته لما أصبحا أقوى رجلين في السنغال اليوم. لقد عانى الزعيمان الأمرين في سبيل تحقيق طموحاتهما، ومن ثم لم يتوانا أو يهادنا في وجه الظلم والطغيان والسجن والزور والبهتان. في غامبيا، اتضح أن معظم الساسة همهم وغمهم الحصول على المنصب ومن ثم أصبح جلهم في كنف الرئيس أو الحزب الحاكم بعد إغرائهم بالمناصب للانضمام إليه.
⁠يعد تعيين عثمان سنكو رئيساً للوزراء خطوة في الاتجاه الصحيح لأن هذه الخطوة من شأنها تمكين حزب الباستيف من دفع أجندته الإصلاحية، ونتطلع إلى التغيير المؤسسي الذي وعد به الحزب لا تغيير الوجوه فقط.
⁠إن فوز حزب الباستيف يبعث بالأمل بأن إفريقيا سوف تتخلص من براثن الاستعمار وآثاره التي رسخها أذنابهم من الحرس القديم وخاصة أن فرنسا تعتبر السنغال من أهم معاقلها.
⁠الديمقراطية السنغالية منار أمل في منطقة يستولي فيها العسكر على مقاليد السلطة في أكثر من دولة، والشعب له الكلمة الأخيرة في تقرير المصير.وقفات مع التحول السياسي في السنغال..
              باسيديا درامي/كاتب ومحلل سياسي سينغالي

يجسد صعود فاي وسنكو إلى قمة الهرم السياسي في السنغال طموحات وتطلعات الشعب السنغالي ولاسيما شريحة الشباب التي ضاقت ذرعا بالحرس القديم الموالي لفرنسا و المتشبع بالثقافة الغربية بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال السياسي. كما يعتبر وصول الباستيف إلى سدة الحكم علامة فارقة قي التحول السياسي الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة. وإليكم بعض الوقفات والدروس المستفادة من هذا التحول الدراماتيكي الذي تمخض عن الانتخابات السنغالية التي أجريت أواخر الشهر المنصرم.

امتلك حزب الباستيف رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة استطاع من خلالها استقطاب الناخبين ولاسيما الشباب الذين انقطعت بهم السبل والآمال في ظل انتشار البطالة وتفشي الفساد. وما الهجرة الشرعية إلا انعكاساً للوضع المزري الذي يعيشونه وضيق الآفاق أمامهم، ومن ثم فإن نجاح أي حركة مرهون بوضع رؤية واضحة المعالم ولابد من تحويل المشاعر إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.
⁠كان موضوع الفساد الذي ينخر في جسد المنظومة والطبقة السياسية عنوانا بارزا في الخطاب السياسي لحزب الباستيف حيث إن الفساد يكدس ثروة الدولة في يد شرذمة قليلة ممن امتهنوا السياسة لنهب خيرات البلاد وثرواتها. جدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في السنغال عام 2014 ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في أوائل عام 2024. وعليه فإن مكافحة الفساد أمر ضروري وحتمي حتى لا تتحول هذه النعمة إلى نقمة كما هو الوضع في نيجيريا وأنغولا وغانا وتشاد. فلا غرو أن الرئيس السنغالي الجديد بشير جوماي فاي كان يحمل المكنسة في حملته الانتخابية إشارة إلى عزمه على مكافحة الفساد المستشري.
⁠إن الإيمان بمبدأ معين يتطلب الدفاع والذود عنه مهما كان الثمن باهظاً وهو مطلب أساسي لأي حركة نهضوية جادة ترنو إلى النجاح. فلو قرر سنكو وفاي الرضوخ والخنوع لضغوطات ماكي سال واستفزازاته لما أصبحا أقوى رجلين في السنغال اليوم. لقد عانى الزعيمان الأمرين في سبيل تحقيق طموحاتهما، ومن ثم لم يتوانا أو يهادنا في وجه الظلم والطغيان والسجن والزور والبهتان. في غامبيا، اتضح أن معظم الساسة همهم وغمهم الحصول على المنصب ومن ثم أصبح جلهم في كنف الرئيس أو الحزب الحاكم بعد إغرائهم بالمناصب للانضمام إليه.
⁠يعد تعيين عثمان سنكو رئيساً للوزراء خطوة في الاتجاه الصحيح لأن هذه الخطوة من شأنها تمكين حزب الباستيف من دفع أجندته الإصلاحية، ونتطلع إلى التغيير المؤسسي الذي وعد به الحزب لا تغيير الوجوه فقط.
⁠إن فوز حزب الباستيف يبعث بالأمل بأن إفريقيا سوف تتخلص من براثن الاستعمار وآثاره التي رسخها أذنابهم من الحرس القديم وخاصة أن فرنسا تعتبر السنغال من أهم معاقلها.
⁠الديمقراطية السنغالية منار أمل في منطقة يستولي فيها العسكر على مقاليد السلطة في أكثر من دولة، والشعب له الكلمة الأخيرة في تقرير المصير٨
ع

إضافة تعليق جديد