أسبوعية "التواصل" المستقلة تتساءل: هل يقدم غزواني التزامات انتخابية جديدة وكيف ؟ .. قراءة في العدد 798

17 أبريل, 2024 - 09:53

 تساءلت صحيفة التواصل الأسبوعية في عددها رقم 798 الصادر يوم الاثنين 15 إبريل 2024 عن طبيعة ونوعية التعهدات الانتخابية التي يمكن أن يقدمها الرئيس الغزواني في الحملة الانتخابية المقبلة، خاصة مع عدم تمكنه من الوفاء بتعهداته خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019؟

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها "جسر التواصل" تحت عنوان: هل يقدم غزواني التزامات انتخابية جديدة وكيف ؟

لم ينس المواطن الموريتاني الوعود الانتخابية التي قدمها له الرئيس محمد ولد الغزواني خلال الحملة الانتخابية الماضية 2019، وذلك حين وعده بالرخاء ورغد العيش خلال سنة واحدة من حكمه، ثم التزامه بمحاربة الفساد والمفسدين، وإرساء دولة القانون والمؤسسات، كما تعهد بالإنصاف ومحاربة الغبن والتهميش، وضمّن كل ذلك وغيره في برنامجه الانتخابي الذي سماه "تعهداتي".

غير أن المواطن يشكو غلاء المعيشة وتفشي البطالة والفقر وطغيان الفساد والمفسدين في الإدارة والقطاعات العمومية، فضلا عن استشراء الظلم والزبونية والجهوية المقيتة والمحاصصة على أساس القبلية وليس على أساس الكفاءة والخبرة.

خلال مأمورية الرجل المنتهية هاجر آلاف الشباب بحثا عن الحرية ولقمة العيش الكريمة، وساد الظلم مختلف القطاعات الحكومية والدوائر الرسمية، وأصبح المواطن عاجزا عن توفير قوت يومه بفعل التحالف الجشع الرأسمالي - العسكري الذي هيمن على المشهد الوطني سياسيا واقتصاديا.

لذلك يتساءل المواطنون: ما هي طبيعة التعهدات التي سيقدمها الرجل في الانتخابات القادمة؟ أم أنه سيكتفي بالتزام الصمت؟!

لا شك أن الأمر محرج جدا لرجل أراد التغيير فوقفت في وجهه "الدولة العميقة" لتجسد إرادتها وتحول دون تحقيق أي من بنود برنامج طموح تعهد فيه صاحبه بالحد الأدنى من الإنجازات، فهل سيواجه خصومه المحيطين به قبل إعلان ترشحه، أم أنهم سيرسمون له برنامجا انتخابيا مفصلا على مقاس رموزهم؟.

إن الرجل لا شك بحاجة إلى مصالحة المواطن ومكاشفته بما جرى خلال السنوات الخمس المنصرمة، ثم مسح الطاولة بهؤلاء الذين وقفوا في وجه الإصلاح والإنصاف وإرساء دولة المواطنة قبل أن يقرر الترشح مجددا.

وفي موضوعها التحليلي الأسبوعي، في الصفحة الخامسة، تناولت صحيفة "التواصل" عن تعديل وزاري شبه حتمي وضروري للمرحلة.

وجاء في مقدمة التحليل، المصحوب بصورة للرئيس الغزواني خلال الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة في ملعب "ملّح" بالعاصمة نواكشوط:

التغيير المنشود في بلد "المليون سياسي"...

هل تفرض نخب الشعب المتنورة إرادة التغيير نحو الأفضل على "صناع القرار" ؟

تبدو النخب المتنورة في بلد "المليون سياسي" مواكبة لكافة المستجدات في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في موريتانيا، حيث تعلق وتنتقد وتوجه كل خطوة يتبناها صناع القرار، بما في ذلك قرارات التعيينات المختلفة وتبني المواقف السياسية من مختلف القضايا التي تهم البلد، فضلا عن تقييم وتقويم كافة السياسات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وذلك عبر تسجيلات صوتية على الواتساب وتدوينات موقعة على الفيسبوك وتغريدات "موثقة" على تويتر، فضلا عن توزيع ونشر الصور والفيديوهات التي تخدم تلك المواقف التي تبناها مثقفو ونخب الشعب من مختلف المستويات.

ولا شك أن لمثل هذه الانتقادات الموضوعية تأثيرها البالغ، بالنسبة للدول الديمقراطية، التي تحترم المواطن وتهتم لرأيه واهتماماته الموضوعية. وبالتالي فإن مثل هذه الانتقادات، التي لا تخلو منها الصحافة المهنية الملتزمة، على ندرتها، هي وجه آخر من أوجه التقويم والنقد الإيجابي الذي يعتبر ظاهرة صحية على الحكومات أخذها بعين الاعتبار بما في ذلك الانتقادات الموجهة لرموز الأنظمة الذين يتوارثون المناصب دون أي مردود إيجابي على الوطن والمواطن.

وتحت العنوان الفرعي:هل تفرض النخب التغيير الجذري ؟ ختمت الصحيفة تحليلها بالقول:

ولا شك أن النشر بهذه الطرق السلسة يخلق رأيا عاما واعيا ومتتبعا لأهم الأحداث الوطنية سياسية واقتصادية واجتماعية، ويتيح للمتلقي تقييم وتقويم الوضع العام، فمن يسمع مداخلة صوتية لأحد المتخصصين في الصحة وهو يتحدث عن الواقع الصحي في بلدنا سيخرج بانطباعات معينة وبمعلومات جديدة ليست مثل تلك التي يتلقاها من المصادر الرسمية، كما أن من يستمع لتسجيل صوتي أو تدوينة لمتخصص في قضايا الزراعة من هذه النخب الغيورة على البلد ومستقبله سيخرج بانطباعات جديدة وبمعلومات ليست مطابقة لتلك التي يسمعها من المصادر الرسمية، كذلك من يسمع ويقرأ معلومات ووثائق عن وزير في الحكومة تتحدث مثلا عن تاريخه في تسيير مرفق عمومي واختلاسه لموارد ذلك المرفق العمومي سيستغرب كيف يتيح له صناع القرار فرصة أخرى لنهب المزيد رغم وجود آلاف الكفاءات المغيبة من أبناء هذا الوطن؟!

ولأن وسائل الإعلام الخاصة الملتزمة ووسائط التواصل الاجتماعي وما تحمله من رسائل تقييم وتقويم ونقد وتوجيه خلقت رأيا عاما جديدا، وأصبح كل مواطن عضوا في إحدى المجموعات المتخصصة على الواتساب، على الأقل،  أو متصفحا ومدونا في الفيسبوك او تويتر أو تطبيقات الصور، فإن الحاجة ملحة إلى الاستماع إلى آراء ومواقف وتطلعات هؤلاء لأنها تمثل التوجه العام ولا يمكن الالتفاف عليها أو تجاوزها، خاصة وأن جمهورها في تزايد يومي، تنتقد وتقيّم وتشيد بالمنجز وتسلط الضوء الكاشف على من ينهبون ثروات الوطن.

لذلك يتوقع مراقبون أن درجة الوعي في المجتمع الموريتاني أصبحت عالية وأن فرض التغيير أصبح مسألة وقت فحسب، وإذا كان النظام واعيا بكل تلك التفاصيل فإنه سيسبق هذه النخب لإرساء دعائم تغيير جذري يلبي تطلعات المواطن المشروعة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بشكل عام.

أما زاوية "بلا قناع" فقد جاء فيها:

إصلاح وتجسيد مهنية الصحافة المستقلة أولوية تنموية ديمقراطية

يشكل إصلاح وتمهين الصحافة المستقلة في بلدنا ضرورة تنموية ملحة مع حاجة البلد إلى سلطة رقابية مهنية جادة وفعالة.

ولا شك أن عملية الإصلاح ستكون معقدة نسبيا لأننا أمام سيل جارف من التراخيص والتصاريح والعناوين التي لا يستجيب أغلبها لأبسط قواعد المؤسسية مما يستدعي وجود خبراء متخصصين لهم دراية شاملة وكافية بواقع الحقل الصحفي  وتعقيداته المختلفة  بما يسهل مهمة التشخيص والحلول.

لم تجد السلطات كبير عناء في تشخيص واقع الأحزاب السياسية وسحب تراخيص أكثر من سبعين حزبا لم تتوفر فيها معايير "بعدية" حددتها نصوص قانونية لاحقة، فما بالك والأمر يتعلق بتحديد ماهية المؤسسة الصحفية بمقرها وعدد صحفييها ووثائقها المنصوص عليها ومخرجاتها الإعلامية.

إن أي مؤسسة صحفية لا تتوفر على الحد المقبول من المعايير يجب أن تعتبر بلا ترخيص خاصة إذا لم تتوفر على مقر وعمال ومواد إنتاجية دائمة، كما أن ماهية الصحفي تشكل جزء أساسيا من تشكيل المؤسسة الصحفية التي يجب أن تشغل صحفيين تتوفر فيهم المعايير المحددة سلفا.

إن الأنظمة الفاسدة لا ترغب في إصلاح الصحافة ولا تمهينها مخافة كشف ملفات فسادها للرأي العام، وهي باستمرار تريد صحافة مدجنة تأتمر بأوامر السلطة بعيدا عن المهنية، أو ضعيفة بحاجة مستمرة للدعم المشروط مثلما هو حاصل في أغلب الأنظمة المتخلفة وغير الديمقراطية، لذلك فإن عدم نية النظام إصلاح الصحافة، حتى الآن، تعكس غياب رغبة جادة في وجود سلطة رقابية تؤدي دورها المنوط بها في عملية التنمية الشاملة،

إننا بحاجة إلى أن نرى هذا إصلاحا جديا على أرض الواقع مهما كلف من ثمن، لأننا في النهاية نتطلع للأصلح والأصلح فقط مع العلم أنه "لا ديمقراطية بدون تنمية ولا تنمية بدون صحافة مستقلة".

وفي أخبار الصحيفة تناولت أسبوعية "التواصل" رفض الدكتور والمستشار البلدي بتار ولد العربي تزكية ترشيح الرئيس محمد ولد الغزواني رغم ضغوط حزب :الإصلاح" الذي ينتسب له، وضغوط حزب الإنصاف.

وقال ولد العربي: إن الحزب طلب منه تزكية الرئيس ضمن 35 مستشارا بلديا في عاصمة ولاية داخلة نواذيبو، لكنه أبلغ قيادة الحزب رفضه التام، الأمر الذي استدعى تدخل فيدرالية حزب الإنصاف الحاكم في نواذيبو لكنه أبلغها بأنه لن يتراجع عن موقفه ولديه أسبابه الخاصة التي تجعله يتخذ هذا القرار.

ويعد هذا الموقف سابقة حيث لم يرفض مستشار تابع لأحد أحزاب الأغلبية تزكية مرشح النظام وبالأحرى إن كان رئيسا لا يزال في السلطة.

كما نشرت الصحيفة خبرا تحت عنوان: الباحث والخبير القضائي عبدو سيدي محمد يعلن ترشحه لرئاسيات 2024، تضمن معلومات عن المترشح.

ونشرت أسبوعية "التواصل بيانا صادر عن حزب الحركة الشعبية قيد الترخيص يخلد فيه ذكرى شهداء انتفاضة 1984 الناصرية في موريتانيا وخاصة الشهيدين المهندس سيدي محمد ولد لبات والطالب أحمد ولد أحمد محمود اللذين استشهدا تحت التعذيب في نواكشوط وأطار.

وجاء في بيان الحزب:

تمر هذه الذكرى اليوم وواقع البلاد أكثر خطورة  وأشد قتامة حيث:

• الفساد مستشري مع سرقة المال العام وسوء التسيير ونهب الثروات.

• ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل من الخريجين والعمال

• الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الاستهلاكية الضرورية

• انعدام النفاذ لخدمات الماء والكهرباء لغالبية المواطنين

• تدهور خدمات التعليم والصحة 

• تدني القوة الشرائية للمواطن

• تدني قيمة العملة الوطنية الأوقية

• توقيع النظام لاتفاقية المهجرين مع الاتحاد الأوروبي

• خرق النظام للقوانين التي تكفل الحريات الفردية والجماعية و ما تضمنه الدستور من حرية التعبير والتنظيم بمنع تراخيص الأحزاب السياسية وتكميم الأفواه ورفع الحصانة بشكل متكرر عن البرلمانيين

• غياب الآليات التي تضمن شفافية الانتخابات.

وبهذه المناسبة الخالدة وأمام هذا الواقع المر فإن حزب الحركة الشعبية التقدمية يؤكد على ما يلي:

- تحميل النظام كامل المسؤولية عن التداعيات المحتملة لهذا الواقع.

- دعوة كافة  القوى الحية في البلاد إلى التكاتف والتلاحم في مواجهة هذا الواقع.

- دعوة قوى المعارضة في البلاد إلى الوقوف خلف مرشح موحد لها وعلى أساس برنامج وطني محدد الأهداف والمعالم.

رحم الله الشهيدين سيدي محمد بن لبات وأحمد بن دداه ولد أحمد محمود ومن لحق بهما وارتقت أرواحهم الطاهرة من المناضلين الشرفاء  بسبب تداعيات التعذيب.

 عاشت موريتانيا حرة ومزدهرة.

الموت والخزي لجلادي الشعب

وفي الصفحة السادسة تناولت الصحيفة الأحداث الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وبعض التحولات في مواقف بعض الدول الأوروبية من القضية الفلسطينية وعزمها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وتضمنت الصفحة السابعة منوعات حملت العناوين التالية:

- أكبر معمر في العالم يدخل موسوعة غينيس ويكشف سر طول عمره وسبب حيويته

- رجل وزوجته يدخلان موسوعة غينيس لفارق الطول الكبير بينهما

- المشتبه به مصري الأصل.. العثور على جثة "مصاصة دماء" في كنيسة إيطالية مهجورة

- كيف يمكنك الحفاظ على كليتيك بصحة جيدة؟

- دراسة: عملية رمش العيون تعزز الرؤية

هذا بالإضافة إلى مواضيع أخرى متنوعة بين صفحات هذا العدد.