كذّبت منظمة الصحة العالمية، اتهامات الكيان الصهيوني لها بأنها “متواطئة” مع حركة “حماس”، و”تغض الطرف” عن معاناة المحتجزين الصهاينة في قطاع غزة، فيما بدأت دولة عربية حليفة للكيان الصهيوني عملية رخيصة تستهدف العمل الإغاثي للأمم المتحدة في القطاع.
ودحض مدير عام “الصحة العالمية” تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر حسابه على منصة “إكس”، ادعاءات الصهاينة الكاذبة، مضيفاً أنها “يمكن أن تعرض للخطر موظفينا الذين يخاطرون بحياتهم لخدمة الضعفاء”. وأكد أن “الصحة العالمية” وبصفتها منظمة تابعة للأمم المتحدة، محايدة وتعمل من أجل صحة ورفاهية جميع الناس.
يشار إلى أن هذه الاتهامات جاءت في حديث للسفيرة الصهيونية لدى الأمم المتحدة في جنيف ميراف إيلون شاهار، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، الخميس.
وفي سياق سعي تواصل الدعم الغربي للصهاينة، أعلنت كلٌّ من إيطاليا وكندا وأستراليا، السبت، تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، بعد أن اتخذت الولايات المتحدة الخطوة ذاتها، إثر مزاعم للصهاينة بمشاركة بعض موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “حملة التحريض الإسرائيلية ضد مؤسسات أممية”.
وكتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على منصة “إكس”، أن الحكومة الإيطالية علَّقت تمويل الأونروا بعد ما وصفه “بالهجوم الوحشي” على الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن بعض حلفاء روما اتخذوا القرار نفسه بالفعل.
بدورها، أعربت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ عن “قلق بالغ” من الاتهامات المساقة ضد “الأونروا”، وكتبت عبر منصة “إكس” “نتواصل مع شركائنا، وسنعلق مؤقتا دفع التمويلات”.
وأضافت: “نحيي الرد الفوري لأونروا بما يشمل فسخ عقود (مع موظفين)، فضلا عن إعلان تحقيق حول الاتهامات حيال المنظمة”.
من جهته، قال وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين، إن “كندا علّقت مؤقتا أي تمويل إضافي لـ”الأونروا”، بينما تجري تحقيقا معمّقا حول هذه الاتهامات”. وكتب عبر منصة “إكس”: “تتعامل كندا مع هذه الاتهامات بجدية كبرى، وتنخرط بشكل وثيق مع الأونروا وأطراف مانحة أخرى حول هذه المسألة”.
وكانت الولايات المتحدة الحيف الأهم للصهاينة أعلنت، الجمعة، “تعليقا مؤقتا” لكل تمويل مستقبلي إلى هذه الوكالة الأممية، التي هي في صلب توزيع المساعدات على المدنيين في غزة وسط الحرب المستعرة التي يشنها الجيش الصهيوني على القطاع.
ودعت فلسطين، السبت، الدول التي أعلنت التعليق المؤقت للتمويلات الجديدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إلى التراجع عن قرارها “فورا”، محذّرة من “حملة تحريض” إسرائيلية تهدف إلى تصفية الوكالة.
جاء ذلك في تصريح لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، على منصة “إكس”، وبيان لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية.
وقال الشيخ: “نطالب الدول (لم يسمها) التي أعلنت عن وقف دعمها للأونروا بالعودة فوراً عن قرارها الذي ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية”. وأضاف: “في هذا الوقت بالذات وفي ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، نحن أحوج ما نكون إلى دعم هذه المنظمة الدولية وليس وقف الدعم والمساعدة عنها”.
من جهتها، قالت الخارجية الفلسطينية، إن “التحريض الإسرائيلي على الأونروا مبيت وأحكامه مسبقة لتصفية قضية اللاجئين وحقوقهم”، مطالبة “بعض الدول (دون تسمية) بالتراجع عن إجراءاتها ضد الأونروا”.
في المقابل، قالت حركة “حماس” -في بيان- إنها تدين بشدّة حملة التحريض الصهيونية ضد المؤسسات الأممية، التي تسهم في “إغاثة شعبنا الذي يتعرض لإبادة جماعية”، وفق تعبيرها.
وأضافت أن آخر حملة التحريض “الاتهام الأجوف لمنظمة الصحة العالمية، بما سمّوه التواطؤ مع حركة “حماس”، بإعادة الادعاء الكاذب بشأن استخدام الحركة للمستشفيات في أعمال عسكرية”. وأضافت أن التحريض على وكالة “الأونروا” يأتي “بهدف قطع التمويل عنها، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في خدمات تلك الوكالات الدولية”.
ومنذ بداية الحرب الصهيونية على غزة، كانت مؤسسات الأمم المتحدة الإغاثية في القطاع هدفا مستمرا للجيش الصهيوني، حيث تعرضت 134 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تعرضت للقصف وقتل 148 موظف أممي.