كتبت صحيفة التواصل الناطقة بالعربية في افتتاحية عددها الاثنين الماضي "جسر التواصل" تحت عنوان "تعيينات المحاصصة العائلية واستشراء الفساد" حيث انتقدت ظاهرة استشراء الفساد والنفاق السياسي والتعيينات على أساس المحاصصة العائلية لــ"أبناء" الذوات.
وتساءلت الصحيفة في عددها رقم 788 عن مستقبل البلد ودولة القانون والمؤسسات في بلد ترفض النخب الحاكمة فيه أن تضعه على سكة البناء والتنمية والاستقامة، وهل سيتدارك القائمون على الشأن العام الأوضاع الكارثية التي يعرفها البلد قبل فوات الأوان.
وهذا نص الافتتاحية:
منذ فترة تستحوذ العائلات النافذة، ليس فقط على موارد البلد والامتيازات فيه، وإنما على المناصب الهامة والحساسة، وذلك على حساب الكفاءة والخبرة والوفاء للوطن. وهو ما عكسته التعيينات الأخيرة في مجلس الوزراء حيث استحوذ وزراء ومقربون من السلطة على أهم التعيينات، وهي سياسة مستمرة منذ فترة.
ما تعرفه بلادنا منذ سنوات من استشراء الفساد والمحسوبية والزبونية والجهوية وتفشي النفاق السياسي للحاكم ولمن هم حوله يعكس غياب دولة القانون والمؤسسات واستشراء الإحباط واليأس وانتشار الظلم والمظالم وقمع الحريات، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية فضلا عن حالة الاحتقان التي يعيشها البلد رغم المسحة الظاهرة من أخلقة الشأن العام ظاهريا، وهي أخلة لا تمس الجوهر وإنما هي شبيهة بإلباس ذئب ثوب حمل وديع.
هذا الواقع المزري، رغم رفع شعارات كالإنصاف، والتآزر، والتضامن، انعكس سلبا حتى على أداء لاعبي كرة القدم، وعلى أداء وتميز المبدعين في كل مجال، لأن الجميع يفكرون فقط في سيادة أجواء العدل والإنصاف الحقيقي وليس المستعار.
فهل يستفيق المعنيون قبل فوات الأوان؟ّ!
أما صحيفة التواصل بنسختها الفرنسية رقم 138 الصادر يوم الاثنين الماضي فقد سلطت الضوء على الانحياز الأمريكي البريطاني السافر للكيان العنصري الصهيوني والحروب التي خاضتها واشنطن ولندن وحلفاؤهما في المنطقة خدمة للمشروع الصهيوني بما في ذلك تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان وغيرها ووضع اليد على قادة المنطقة العربية لضمان تنفيذ المشروع الصهيوني، مرورا بدعم حرب الإبادة في غزة وتوجيه الضربات العسكرية لليمن حماية لازدهار الكيان الصهيوني.
وقالت الصحيفة، في افتتاحية عددها المذكور، إن الأمة مطالبة بموقف حاسم وصارم من هذا الإرهاب البريطاني الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني ووضع حد للغطرسة الأمريكية في المنطقة.
وهذا نص افتتاحية التواصل الفرنسية الأسبوع الماضي:
لا بد من موقف حاسم من الإرهاب الأمريكي البريطاني في فلسطين والمنطقة
ما يجري فلسطين من إبادة جماعية وإرهاب فاق جميع الجرائم عبر التاريخ فهو ليس إرهابا يرتكبه نتنياهو وعصابات "الهاجانا الإسرائيلية" التي هجّرت الشعب الفلسطيني من أرضه منذ 1948 وارتكبت المجازر في حقه وإنما هو إرهاب واشنطن ولندن وحتى باريس وبرلين، تلك العواصم الغربية التي تضمن استمرار المجازر الصهيونية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية. بل إن هذه العواصم هي التي تموّن عصابات الاحتلال في فلسطين بالأسلحة المتطورة لضمان إبادة أكبر للشعب الفلسطيني.
إن من يستحق المحاكمة والإدانة الدولية هو بايدن وبلينكن ورؤساء حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذين يدعمون استمرار المجازر البشعة ضد أطفال ونساء فلسطين في غزة، وليس فقط الإرهابي نتنياهو وعصاباته المسلحة.
للأسف يواجه العالم خطر حرب شاملة وذلك بسبب إرهاب واشنطن ولندن وحلفاؤهما الغربيين، حيث لا يترددون في ارتكاب مختلف أنواع الجرائم من أجل حماية مصالحهم في الشرق العربي وفي مختلف أنحاء العالم، لذلك فهم يحاربون في فلسطين وفي سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان واليمن والصومال كما يحاربون روسيا في أوكرانيا ويحاربون الصين في تايوان... ولن يتردد هؤلاء المجرمون في إشعال حرب عالمية جديدة دفاعا عن مصالح الماسونية العالمية والتي ينتمي إليها أغلب زعماء المنطقة العربية.
ومع ذلك فلن يُهزم أصحاب الحق مهما تكالبت عليهم القوى الاستعمارية بكل قوتها وعتادها لأن الباطل لا يدوم والحق منتصر لا محالة.
المصدر وكالة "التواصل"