مدينة الذئب /تقرير قناة العربي / عن انواذيب المدينة تاريخ التأسيس/تقديم الصحفية المتميزة :صفية الحافظ ابك/والطالب نافع

12 يناير, 2024 - 01:04

تعريف نشاة مدينة انواذيب:   من إعداد وكالة ميثاق الاعلامية 

الموقع و الاسم والمعالم:

تقع مدينة انواذيبو في شِبه جزيرة تدعى محليا بدخلت انواذيبو التي تبدأ من الرأس الأبيض جنوبا و يطلق عليه أيضا رأس انواذيبو و تنتهي شمالا بمنطقة تدعى راس الماء أو آطويفات، و يبلغ طول شبه الجزيرة  60 كلم تقريبا و عَرضُها يتذبذب حسب التضاريس و الانحناءات في الخليج الشرقي، و تحدد إحداثياتها علي الخريطة ب 21 شمالا و 17 غربا 

 الاسم القديم قبل المستعمر:

الاسم انواذيبو نسبة إلى بئر قديمة تقع غرب حي لعريكيب حاليا و لا تبعد إلا بضعة أمتار غرب السكة الحديدية  و قد وقفت عليه رفقت بعض الشيوخ الذين سبق واستغلوه لسقي الحيوانات، و مياهه مالحة ُ إلا أنها في فترة الأمطار تميل إلى العذوبة فيتم استغلالها

و معنى اسم هذه البئر نواح الذئب أو الذئب الشره النهم و ربما كناية عن كثرة الذئاب في تلك المنطقة انذاك  ويطلق على تضاريس المنطقة آكركر و هي ذات صخور رسوبية.

 

ومن الأماكن القديمة الشهيرة  في شبه الجزيرة و المناطق القريبة  بترتيب من الجنوب إلى الشمال نذكر :

•           كربت اشوايل : وهي المرتفع الصخري الذي بنيت عليه دار سكن الوالي حاليا والتي يطلق عليها الدار البيضاء و معناها هضبة النوق الحلوب .

•           اكريب اذياب : و هي سلسلة مرتفعات صخرية صغيرة تقع موقع حي بغداد حاليا

•           النبكة الزركة : مرتفع رملي  يقع غرب المدينة

•           أم أشائف العود : مرتفع صخري يقع غرب محطة النقل (الاتحادية) حاليا

•           أم أشايف التلية : مرتفع صخري يقع شمال  المدرسة 10 في حي مدريد حاليا

•           وين سكون : منخفض شبه واد يمر شمال مركز شرطة مدخل المدينة حاليا

•           جرف الكلامِ: كهف مطل على البحر عند مدخل المدينة

•           سبخة الكلام : السبخة المحاذية لجرف الكلام و تقع شمال خليج النجمة أي كابانو 4 حاليا

•           أكليب عمّـُو: عند الكيلومتر 27 شمالا من المدينة

•           أربيط لعشار: عند الكيلومتر 32 شمالا و يعني مجموعة َ كثبان رملية منسوبة إلى نوق عشار أي هو مكان تواجد تلك القطعان من الإبل و يذكر أن الاسم أطلقه عليها مالك لقطعان من الإبل كان يقطن تلك المنطقة آنذاك قبل دخول المستعمر وهو المرحوم المختار بن محمذا ولد سيد

•           لمصيبط : و يقع عند 37 شمال المدينة

•           كربت لكريزيمة : مرتفع صخري شمال المدينة ب 39 كلم

•           تنبرّاز: مرتفع رملي شمال غربي  المدينة

•           اغراد لخريزَه:كثبان رملية

•           كور اجفنة: مرتفعات صخرية

•           دخلت اركيس: شبه جزيرة على الضفة الغربية للخليج شمال مدخل المدينة  و هي مصيد قديم و يذكر أن الساكنة آنذاك قبل الاستعمار كانوا يستغلونها خاصة عائلة المرحوم محمد بن المكناس

•           آطويفات: منطقة واسعة عند نهاية شبه الجزيرة شمالا

•           راس الماء: يعني رأس الخليج شمالا

•           طرفيات المرْوح: خارج الدخلة و هي أشجار من الطرفاء أي الأثل و المروح تعني الإستراحة و يقال إن الاسم يعود إلى مكان استراحةٍ من رحلة نقل الماء من بئر العيوَج إلى انواذيبو قبل دخول المستعمر الفرنسي

•           آرِكـِّتْ لمعيز : موقع خارج الدخلة يكثر فيه نبات الطلح و يصلح لتربية الماعز

 النباتات

 اما الغطاء النباتي في شبه الجزيرة و المناطق المجاورة فقد شهد نكسة كبيرة خاصة منذ السبعينات اثر الجفاف الذي ضرب غالبية البلاد و نذكر هنا بعض الأنواع لكي لا يطويها النسيان:

لعصل ، الغردك ، العكاية ، لحبالية، الظمران ، اسكاف، امركبة ، اصبط ، انسيل ، اسردون، اتيل، التمات ، الطلح، ايكنين، تورجة، الكرطوفة، الفولة، الركم، أكشيت، الطير، اربعيت لمعيز، ام اجلود، احدج لحمار، الريمادة، شم الطير، آفز، اسدر، افرشي، الحال، لبثينة، الترثوث، التيلوم، الفرنان،  …. 

 

مرحلة ما قبل الاحتلال الفرنسي  :  أي ما قبل 1902 م  شبه جزيرة الرأس البيض  أو  دخلت انواذيبو

 

تاريخ شبه الجزيرة و المناطق  المحاذية:

 

لقد تميزت منطقة ولاية داخلت انواذيبو بجملة من الخصائص الجغرافية والتاريخية ندُر توفرها في أي منطقة أخرى، فبسبب وجود منطقة الرأس الأبيض و حوض أركين الغنية بالأسماك و الأحياء البحرية، و وجود أرخبيل من الجزر في المنطقة الساحلية،  تميزت المنطقة الساحلية باهتمام الأقدمين، فالمتجول في مناطق الولاية عموما يلاحظ أن المنطقة عرفت و جودا بشريا منذ القدم، لازالت آثاره شاهدة ً في مناطقَ واسعةٍ من تازيازت تأكدها الرسومات الصخرية في مناطق الدواس و صطل وكمان و كذلك بقايا آثار الأواني الطينية في مختلف المناطق خاصة داخل شبه جزيرة الرأس الأبيض، و آثار المعدات القتالية المنحوتة من صخور البازلت و الاكرانيت المتواجدة أين ما حللنا في مناطق الولاية.

 

انواذيبو، مهد نشأة  دولة المرابطين :

و خير شاهد على الأهمية الإستراتيجية و المكانة التاريخية للمنطقة من مختلف النواحي  أن اللبنة الأولى لإنشاء دولة المرابطين انطلقت من منطقة حوض اركين و بالذات من جزيرة تيدرة   قرب قرية إويك التابعة لبلدية انوامغار، حيث أسس العلامة عبد الله ابن ياسين و رفاقه رباطـَهم الفكري و الديني و السياسي، الذي تطور و انطلق من هنا يحمل مشعل نشر المعرفة و الدين الحنيف في ربوع إفريقيا شرقا و جنوبا و استمر شمالا حتى حكم شبه جزيرة  ابيريا و بلاد المغرب و أجزاء من شمال إفريقيا لمدة ناهزت مئة و أربعين عاما تحت راية دولة المرابطين الشنقيطية.  وقد صنفت دولة المرابطين كدولة إسلامية، حكمت شمال غرب أفريقيا والأندلس ما بين  1056- حتى 1147 ميلادي.

امتد حكمها ليشمل جنوب الصحراء. اتخذت من فاس عاصمة لها بين 1056-1086م ثم أنشأت  مدينة مراكش و انتقلت العاصمة إليها عام  1086م.

و من أمرائهم  و قادتهم الأجلاء  نذكر و حسب الترتيب في الحكم  ببكر بن عامر و يوسف ابن تاشفين و علي بن يوسف و تاشفين بن علي و  إبراهيم بن تاشفين  و إسحاق بن علي.

 

فمنطقة انواذيبو قبل غيرها كانت منطلق المرابطين الأوائل من قبائل صنهاجة، و المكان الذي وجدوا فيه الحماية و الاستقرار حتى قويت شوكتهم و استقام عودهم و لو أن عوامل التعرية و الزمن لم تفعل فعلتها في الآثار،  لظلت قائمة على شواطئ الأطلسي ، لكن بالنظر إلى أن  طبيعة صخور المنطقة، صخور رسوبية لينة لا تصمد كثيرا أمام ملوحة مياه الأطلسي لم يتسنّ العثور على الكثير من بقايا تلك الآثار، هذا مع ملاحظة الغياب الكامل لأي حفريات أثرية أو دراسات تاريخية أو أثرية للمنطقة. فهذه المهمة لم تكن من اهتمامات المستعمر و لا الدولة الموريتانية بعد الاستقلال فالمستعمر يرى فيها ربط موريتانيا الحديثة بماضيها الناصع في نشر الثقافة و الإسلام و التسامح و الإصلاح و إحياء الجذور العريقة الضاربة في التاريخ و هذا ما لا يريده بالطبع.

 

وتشير مختلف المصادر إلى أن منطقة انواذيبو ظلت دائما مصدرا اقتصاديا من خلال الغذاء البحري الذي تجنيه الساكنة عبر العصور، فقد كانت ساكنة البدو المنتشرة منذ القدم في المنطقة تمر ذهابا و إيابا بقرى ايمراكن للتزود بالأسماك المجففة التي ظلت أهم احتياطي غذائي في المنطقة خاصة فترات الجفاف و الحروب و في المقابل يتزود ساكنة ايمراكن باللحوم و الألبان و البضائع المختلفة.

 

المكتشفون الأوربيون الأوائل :

اكتشف البرتغاليون منطقة  نواذيبو  سنة 1441 م وأطلقوا عليها اسم كاب بلاه (Cabo Blanco) حيث استقروا في منطقة جزيرة تيدرة و انشأوا فيها  ميناء سمي ب بورتانديك Portendick كانوا يستعملونه لتصدير الصمغ العربي العلك الذي كان يتوفر بكثرة في المنطقة  إلى أوروبا التي كانت تستخدمه  في مختلف الصناعات. و البرتغاليون هم من أطلقوا اسم كانصادو  و تعني عندهم مكان نهاية التعب  و زوال الخطر و هذا يشير إلى الهدوء الذي يتمتع به هذا الخليج و الذي يصلونه بعد الكثير من العناء عبر المحيط الاطلسي.

و تؤكد بعض المراجع أنهم في بعض المراحل اقاموا في ج كادير أواسط القرن السابع عشر و عقدوا اتفاقية مع الأمير اعل شنظوره و أنهم كانوا يجلبون الماء من بئر الكارب 40 كلم من الشاطئ

وقد ظلت هذه الشواطئ محط اهتمام مختلف الغزاة و المستكشفين فقد غزاها الهولنديون و الانكليز و الأسبان خاصة صيادو الباسك في نهاية القرن السابع عشر. و ذكرها  الرحالة و المستكشفون في كتاباتهم خاصة تيودور مونو و كوستو