قال خبراء عسكريون مصريون إن جيش الإمارات قدم في اليمن أداءً عسكرياً مشرفاً، يكشف عن امتلاكه قدرات عالية، مؤكدين أن القوات الإماراتية المشاركة كان لها دورها في تحرير العديد من المدن اليمنية من أيدي ميليشيات الحوثيين، وأتباع علي عبدالله صالح، الذين لم يتمكنوا من الصمود أمام شجاعة وبسالة أبناء الإمارات. وأضاف الخبراء ل «الخليج» إن القوات الإماراتية المشاركة تمكنت من التصدي للعناصر الحوثية في أكثر من منطقة باليمن ومنعت توغلها في مدينة عدن.
قال اللواء ثروت النصيري الخبير العسكري والاستراتيجي إن الجيش الإماراتي يمتلك أحدث أنواع الطائرات الأمريكية إف 16 والمزودة بأحدث أنواع التكنولوجيا، بالإضافة إلى طائرات الميراج الفرنسية الحديثة المتعددة المهام، إلى جانب العشرات من طائرات التدريب والمروحيات المتقدمة. وأكد النصيري أن عاصفة الحزم استهدفت القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن عن طريق تحجيم قدرات حلفائه الحوثيين، وذلك بهدف الدخول في المفاوضات السياسية بمشاركة مختلف القوى على الأرض اليمنية دون إقصاء لأحد.
وأضاف أنه تم تنفيذ عملية «عاصفة الحزم» بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بسرعة التدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن، فلبت السعودية والإمارات هذا الطلب فجر 26 مارس/آذار الماضي، بتوجيه ضربة جوية انتقائية ضد مراكز ثقل الحوثيين ومخازن أسلحتهم، إلى جانب ضرب وسائل الدفاع الجوي ووحدات الحرس الجمهوري والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأكد أن سير أعمال القتال للجيش الإماراتي بين أدائه الجيد خلال العمليات، حيث كان طيارو القوات الجوية يقومون بالتعامل مع الأهداف بحرفية وكفاءة بالغتين، مما كان له الأثر الكبير في تدمير مواقع تمركز الحوثيين وتدمير الصواريخ التي كانت بحوزتهم. وأوضح اللواء ثروت النصيري أن الجيش الإماراتي اكتسب خبرات واسعة في مسرح العمليات اليمني، وذلك نتيجة التدريب الجيد والدورات التدريبية التي حصل عليها الجنود الإماراتيون في أمريكا ودول أخرى.
وأشار إلى أن عملية «عاصفة الحزم» ما زالت مستمرة حتى الآن، وقد حظيت هذه العملية بتأثير دولي لإنقاذ دولة عربية شقيقة، حيث أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في ذلك الوقت، باستمرار هذه العملية حتى تحقيق الهدف المرجو منها ويتحقق للشعب اليمني الأمن والاستقرار وإعادة الشرعية الدستورية لممارسة الرئيس مهامه كرئيس شرعي للبلاد.
وأوضح النصيري أن استشهاد عدد من جنود الإمارات دليل قوي على بسالة هؤلاء الجنود في القتال والروح، التي يتمتعون بها، ورغبتهم الأكيدة في حماية دولة عربية شقيقة من براثن الإرهاب، والأعمال الهمجية التي يقوم بها الحوثيون بتأييد من إيران. وأكد أن عملية «إعادة الأمل» التي بدأت يوم 22 إبريل/نيسان، استهدفت تقديم المساعدات الإنسانية مع استمرار قوات التحالف في حماية المدينة، ووقف تحركات الحوثيين واستمرار الضربات الجوية والحصار البحري.
كفاءة قتالية عالية
وأوضح اللواء بهجت خليل خبير مكافحة الإرهاب الدولي والخبير العسكري، أنه منذ أن أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن عملية «عاصفة الحزم» ضد الميليشيات الحوثية وميليشيات علي عبدالله صالح التي سيطرت على اليمن، كانت دولة الإمارات العربية من أوائل الدول التي أعلنت مشاركتها ضمن قوات التحالف العربي، وأثبتت خلال الحرب ضد الإرهاب كفاءتها وقدرتها على ردع العدو من خلال قواتها المشاركة في الحرب.
جيش عربي مشرف
وأكد اللواء محمود منصور الخبير الاستراتيجي أن المشاركة الإماراتية في عاصفة الحزم العربية صورة مشرفة لدولة استطاعت أن تعد لنفسها جيشا قويا، وحاصلا على تدريب تخصصي متميز، بالإضافة إلى امتلاكه أفضل المعدات العسكرية والأسلحة الحديثة في العالم.
وأضاف إن المتابع لأعمال القوات الإماراتية على الأرض اليمنية يتيقن أن تلك القوات تعمل بقيادة قوية وكفء وعلى دراية بطبيعة مسرح العمليات العسكري، وهو أحد العناصر التي تحقق بشكل إيجابي التقدم وتمكين الدولة اليمنية إلى العودة إلى أمتها العربية بعد المؤامرة الحوثية على اليمن.
ويقول اللواء محمود منصور: إن مسرح العمليات في اليمن يتميز بتضاريس عنيفة ومتفاوتة تحتاج إلى قدرات عالية للمقاتلين وللمعدات المستخدمة، وكذلك الأسلحة، والجيش الإماراتي أثبت بطولات متعددة. وقال إن الإمارات أدركت منذ البداية حجم الأخطار المحيطة بالأمة العربية واتجاهاتها، لذا كان التوجه لإنشاء جيش قوي وقوات جوية قادرة على تأمين وحماية دولة الإمارات وشقيقاتها من الدول العربية.
دعم الشرعية في اليمن
وأكد اللواء سامح أبوهشيمة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن الجيش الإماراتي كان له دور مهم وكبير جداً في دعم الشرعية في اليمن، والقضاء على العناصر الحوثية. وأوضح أن القوات البرية الإماراتية تمكنت من شُل حركة العناصر الحوثية المسلحة ومنع تحركاتهم وتوغلهم في أكثر من منطقة، وأهمها منع سيطرتهم في مدينة عَدْن، كما أن الجيش الإماراتي كان له دور في تزويد الجيش اليمني بالأسلحة الحديثة والمعدات والآليات العسكرية. وتابع: إن القوات الإماراتية دربت وأُهِلت كتائب ووحدات عسكرية تابعة للحكومة الشرعية ومكنتهم من استخدام الأسلحة الحديثة حتى تمكنت من مشاركة قوات التحالف في التصدي للحوثيين.
روح عسكرية وثابة
وقال اللواء محمود منير عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الاستراتيجية: إن ما قامت به قوات التحالف العربي في «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، هو عمل ينم عن روح التعاون والتضامن بين دول المنطقة، وشكلت القوات العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات والسعودية بالتعاون مع مصر والسودان، قوة عسكرية فعالة، حققت عمليات ناجحة بكل المقاييس.
وأضاف: إن عمليات التحالف كانت السبب في عودة الرئيس اليمني والحكومة الشرعية إلى داخل البلاد، على الرغم من التدخل الإيراني وتهريب السلاح الإيراني للحوثيين. وأضاف اللواء محمود منير إن دولة الإمارات العربية المتحدة شاركت بقوات فاعلة على أعلى مستوى من الجاهزية، ومدربة تدريبا جيدا في إطار قوات التحالف العربي، التي تصدت للحفاظ على استقرار المنطقة، وهي خطوة تحسب لصالح التضامن العربي، الذي يمكن التعويل عليه مستقبلا في التصدي للإرهاب وضمان استقرار والدفاع عن المصالح العربية.
ومن المنظور السياسي فإن السياسات المتوازنة من الإمارات والسعودية، تمكنتا في ظل التوجه المصري بعد ثورة 30 يونيو من تكوين تحالف عربي، بما يدل على توجه عروبي خليجي قوي لتحقيق التكامل في السياسات لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي العربي.
إعادة التوازن العسكري
وأكد اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني أن «عاصفة الحزم» تعيد التوازن في المنطقة، وتحافظ على اليمن كدولة مستقلة، بعيداً عن تبعيها لإيران وتبعد التهديد عن جنوب السعودية، وتمنع إيران من السيطرة على مضيق باب المندب، ومثل اشتراك دولة الإمارات بجيشها في التحالف بعد نظر استراتيجي لتأمين المنطقة والأمن القومي العربي، والقضاء على سيطرة الميليشيات الحوثيين على الجنوب الشرقي والغربي لليمن.
وأضاف اللواء محمد الغباري: إن العمليات العسكرية البرية التي قامت بها قوات الإمارات كانت عامل حزم وحسم في هزيمة الحوثيين في مدن بينها عدن، مما ساعد على تطهير باقي أجزاء اليمن، وتمكين الحكومة اليمنية الشرعية من مقاليد الحكم في البلاد وإدارتها، بالإضافة إلى إضعاف قوات على صالح وفصلها عن التعاون الحوثي معها.
وأشار اللواء الغباري إلى أن اشتراك الإمارات في تلك العمليات العسكرية بالقوات البرية والجوية كان لها دور كبير في النتائج، التي حققت ضد الحوثيين، كما أن الدعم المالي ونفقات المكلفة لهذه العمليات ساعد في استمرار التحالف والضربات القاسية في اليمن حتى الآن.
وأوضح اللواء الغباري أن الإمارات قدمت خلال عمليات العسكرية باليمن شهداء في سبيل الأمن القومي العربي وتأمين الحدود الجنوبية للجزيرة العربية بذلوا الدم والفداء من أجل المنطقة العربية، مؤكداً أن قدرات الجيش الإماراتي ظهرت خلال العمليات العسكرية لقوات التحالف، كما ظهر المستوى الذي وصلت إليه من التدريب والتنفيذ على الأرض، مما يدل على الخطط التأهيلية الراقية على العلوم الحديثة بمعركة الأسلحة المشتركة وفنون الحرب.
حرب صعبة
وأوضح اللواء د. نبيل فؤاد خبير العلوم الاستراتيجية ومساعد وزير الدفاع الأسبق أن مشاركة الجيش الإماراتي في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» ضمن قوات التحالف العربي للدفاع عن الشعب اليمني وإعادة شرعية بلاده، وحفظ أمنه واستقراره. وقال: إن الجيش الإماراتي نجح في اليمن على الرغم من صعوبة هذه الحرب، من حيث تضاريسها الجبلية الصعبة، ولضمان نجاح عملية التدخل البري في اليمن كان لا بد أن تتوافر خرائط طبوغرافية توضح التضاريس وترسم طبيعة اليمن وحدودها ومراكز القوى بها، وتكشف أماكن المواجهة ومراكز تجمع ميليشيات الحوثيين، وذلك لما لأرض اليمن من طبيعة جبلية، تشرف على ساحل البحر الأحمر من جهة الغرب، وتنحدر في الشرق نحو صحراء الربع الخالي، وتتخللها الأودية، ولهذا تحتاج إلى جنود مدربين على حرب العصابات. وأضاف: إن اشتراك دولة الإمارات العربية أكسبت جيشها خبرة كبيرة توفر سنوات عديدة من التدريب على هذه المناطق. وأكد أن اعتماد الجيش الإماراتي على ضربات جوية وعمليات خاطفة تعتبر هي الطريقة الفضلى في التدخل، موضحاً أن اكتساب الخبرة يأتي دائماً في مثل هذه العمليات، متمنياً لجيش الإمارات المزيد من التطور، وداعياً إلى الاستفادة من دروس الحرب في اليمن بالتدريب على حروب العصابات.
اليمني اليوم