قُتل ثمانية مواطنين موريتانيين داخل بئر للتنقيب عن الذهب. الحادث الذي هزّ الشبكات الاجتماعية في موريتانيا، يحذّر مجدداً من مغبّة تغاضي السلطات عن أنشطة التنقيب التقليدي التي تؤدّي إلى حوادث مفجعة، وتتسب في مآسٍ.
كنت أيام مراهقتي، أعتقد أن مواطني دول الخليج وخاصة السعودية، مجرد أجساد سمينة مترهلة ومتخمة من فرط الأكل والنوم، يبدأ يومهم بالأكل والشرب وينتهى به؛ وأنهم جماعة من المترفين في دولة ريعية تعلف مواطنيها؛ لا يفكرون ولا يبدعون بل أنعام في حظيرة شاسعة؛ ولا أعرف بالضبط سبب تلك النظرة التعميمية للأسف، لكن قد يكون لوسائل الاعلام والأعمال الدرامية دور فيها، المهم أن رأسي كان محشو بوفرة من الأفكار النمطية.
أن يتغزل بالمرأة، وحتى أن يرفث إليها من غير عذرية بما أمرته به نفسه عبر القصائد والأزجال، بل إن بعض أبرز الشعراء في تاريخ البلد لا يعرف لهم إلا غزل وتشبب، وبكاء على الطلل، وعَوْج على ما اندرس من ديار الصبابة وما أقفر من منازل الأنس. وأما النساء فكتب عليهن أن يعشقن -إن هن عشقن- بصمت.
في ذروة انتشار كورونا ومتحور أوميكرون الأكثر سرعة، ترك آلاف الأوروبيين وراءهم الترف والحياة الفاخرة بعاصمة الأنوار باريس، ليولوا وجوههم شطر شمال موريتانيا في عمق الصحراء الكبرى.
يتوجهون لها ملتحفين هدوءها وصمتها الناطق، مستمتعين بعزلتها التامة بحثا عن بساطة الحياة، حياة يذاق فيها طعم ماء الآبار الزلال، وارتشاف الشاي الأخضر المصنوع على الجمر تحت ظل الخيم المتواضعة وأشجار النخيل
عشر سنوات طوال وأنا أرتب رفوفها، أصفف مجلداتها، أنتقي بعشوائية منظمة ما يستحق أن يحفظ فيها، أعود إليها بين الحين والآخر وأحذف منها الذكريات التي أفترض أن صلاحياتها انتهت ـ وكثيرا ما اكتشفت أن ذاك الحكم كان خاطئا، فالذكريات لا تنهي صلاحياتهاـ. عشر سنوات وأنا أطوف العالم، وربوع الوطن، بحثا عن شتاتي، أهاجر وأهجّر، أقيم وأرحل، أضحك وأبكي، أتوسل وأجامل، أبتسم في عز حزني، أفتعل التغافل، تتقاذفني الوجوه المكفهرة والباسمة..
17 يونيو يوم لا كسائر الأيام، إنه الصّباح الذي يأتي قبل أوانه، فمع نسائم الفجر البريئة، يبدأ البحّارة الموريتانيون والمرتبطون بهذه المهنة التَّوافد إلى أحد أغنى الشواطئ العالمية بالأسماك، ومع انبلاج فجرِ مدينة انواذيبُ، وقليل من ضوء النّهار يكون المشهد قد بدأ في الاكتمال؛ قواربُ الصّيد التقليدي تملأ المكان وتستعدّ للإبحار، إنه أكبر موكب إبحار على طول الشواطئ الموريتانية؛ إنه مشهد افتتاح الصّيد بعد توقيفه، إنه الحجُّ إلى الأخطبوط الموريتاني!
تعتبر الدراما من بين أدوات التعبير المثلى في المجتمعات التي بلغت درجة متقدمة من نضج الوعي الثقافي، والتي تمتلك هامشا كبيرا من الحرية تمنح بموجبه لأفرادها فرصة التعبير الحر عن ما يدور في خلجاتهم وأن يستخرجوا مكنوناتهم ومكبوتاتهم، وأن يفجروا إمكاناتهم الكامنة، وأن يضعوا كل ما في المجتمع من أمراض سيكولوجية واجتماعية على محك النقد والتقويم بعيدا عن المداهنة والتملق أيا كانت بواعث.
ظلَّ الموريتاني ينظر للبحر على أنه مجرّد جسم غريب يستلقي بعيدا في وِحدَته الأبدية، وتضع كتلته المائية الضَّخمة حاجزا جغرافيا صارما لامتداد اليابسة ناحية الغرب؛ لذلك لم يتغنَّ الشعراء الموريتانيون بالبحر، لقد كانت الجبال والهضاب والوديان وغيرها من أشكال الطبيعة وتمظهراتها أكثر حضورا منه في الوجدان المجتمعي والذاكرة الأدبية، رغم أن البحر يضجُّ في باطنه بالثروات والأرزاق من أسماك ومعادن، وتلُفُّ ظاهره زرقة فاتنة تسحر العين حين تذوب في أحضانها أشعة الش
نواكشوط مدينة باهتة وغير حركية، أنشطتها متشابهة ونسقية جدا، وتسطر عليها "السياسة" في طابعها الموريتاني المشوه، مدينة تندر فيها الأنشطة الثقافية وإن حدثت تكون أنشطة أمعائية في الأساس ولا علاقة لها بالثقافة والمعرفة (طبعا تحدث أحيانا استثناءات لهذه القاعدة).