بين موسكو وواشنطن: صناعة الكلاب ومسارات الخراب

يفغيني بريغوجين، أو "طباخ الرئيس" ومؤسس مجموعة فاغنر شبه العسكرية..
صديق بوتين الوفي أو عدوه اللدود.. لا أحد في الغرب صار قادرا على الجزم بشيء؛ فطيلة السنوات الماضية ظلوا يتحدثون عن يفغيني بريغوجين كمجرم حرب وقائد عصابات إجرامية، ثم سرعان ما تحول في إعلامهم إلى بطل سيخلص روسيا وأوكرانيا من سطوة المستبد فلاديمير بوتين..
وما هي إلا 24 ساعة حتى نكص الغرب على عقبه وعاد إعلامه سيرته الأولى، واصفا زعيم فاغنر بالمجرم والانتهازي والفاشل..

أجل لقد كان في نظرهم "مجرما" لأنه يؤيد بوتين.. ثم صار "بطلا" لأنه تمرد على جيش بوتين، ثم عاد "مغامرا فاشلا"؛ لأنه استسلم قبل أن يطيح بعرش بوتين...

لقد نسوا جميعا أن واشنطن سبقت موسكو في تأسيس مرتزقة داعش والقاعدة وتربيتهما وتسمينهما تسمين الكلاب..
وكانت النتيجة أن انطبق على الأمريكيين المثل القائل:
"سمن كلبك يأكلك"..

واليوم سيفرح بوتين أيضا بسرعة تبخر خطر كلبه العنيد.. لكنه فرح سيتجاوز حده السليم إن نسي في غمرته النهاية المذلة للأمريكيين في أفغانستان على أيدي صنائعهم العنيدة..
وسيظل طغاة الطرفين جاهلين لحقيقة أن الله يمهل ولا يهمل..
وأنه قادر على تسليط الظالمين على الله الظالمين؛ وعلى إخراج المظلومين والمستضعفين من بين بأسهم سالمين..
وإن غدا لناظره قريب..

محفوظ الحنفي