"لقد نجحت التجربة"لفرانسيس بيكون...لكنك فشلت عندك ! / - إشيب ولد أباتي

21 يوليو, 2022 - 19:50

في مقال محمد فال ولد بلال المنشور في موقع "مراسلون" بتاريخ(٢٠٢٢/٠٦/٠٤م)، تحت عنوان"  الماضي، والحاضر، والمستقبل"...
واللافت في المقال، تلك الصورة التي ظهر الكاتب  فيها رافعا سبابة يده اليمنى، إشارة إلى أن المقال المنشور، يأتي، كنقطة نظام للمشاركة في الحوار الدائر حول موضوع المقال، غير أن رفع اليد اليمنى  بدلا من اليسرى،  ربما له علاقة بالتحول الذي حصل في الوعي السياسي للكاتب في تحوله من قيادته لقريقه اليساري، إلى قيادته لفريقه اليميني التابع للامبريالية الفرنسية من جهة الذي يتقاسم معها فيه، كالاستعمار الثقافي، والابقاء على اللغة الفرنسية في التسيير الاداري في بلادنا...
وهذا التحول في  مسيرة الكاتب لم يقتصر في الانحطاط في  عمله مع النظامين " المدني الاول، كناشط في حزب الشعب، والثاني، وزيرا للخارجية، وزار خلالها الكيان الصهيوني ليبصم على"التطبيع" الخياني، الاجرامي في حق الامة لدى احرار العالم، وشرفائه ! 
كذلك يشير التحول الى المنعطف المتعلق بتركه لتخصصه ، وبالنظر الى
مقولة " لقد نجحت التجربة" التي أنهى بها " فرانيسي بيكون" حياته،، وكان عكسها  عند ولد بلال:" لقد فشلت التجربة" منذ أن ترك دراسة الطب في جامعة " داكار"،و يستطع الاقتداء ب" فيساليوس(١٥١٤ - ١٥٦٤م) في التشريح، او "هاردفي(  ١٥٧٨ - ١٦٥٧م)  في الدورة الدموية..
 ولو كان مجال تخصص الكاتب في واحد من مجالات الطب ، لكان أكثر  فائدة على مجتمعه، وهو في البداية الأصعب للخروج من مجال التخلف، والأمراض الاجتماعية، وربما كان  الاجدى  دوره ، ولو جاء اقل من الالتحاق بمصاف الاطباء المذكورين اعلاه في فترات الانتقال النوعي في بداية النهضة الأوروبية،، ودور الطبيب في النهضة  المنتظر ة في بلادنا...
لهذا سيقول البعض عن الكاتب، إنه "خان" وطنه، ومواطنيه، سيما أن كتاباته، لا تشكل فهما للظواهر، او تفسيرا موضوعيا لظواهر الاجتماع البشري نظا لتحكم نظرته الاحادية للنظم الاجتماعية على أساس البناء، والتطور في المسار التاريخي الغربي، وكأن المسبب  في نشأة الاجتماع، هو ذاته الذي فسر ت به ظواهر  النظم الاجتماعية الأوروبية  في التاريخ الأحادي للمجتمعات  الأخرى منذ قيام التجمعات البشرية إلى يوم الناس حاليا..؟!
وهذا التصور،  وفهمه، وتحليله الآلي، لا يكلف اي كاتب كثير عناء،، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه على كل مفترض، كالكاتب ، هو: هل الحديث عن ظهور المدنية، وتطورها خلال التاريخ الأوروبي، هو الافتراض المقبول  لتفسير ظواهر الاجتماع البشري في مجتمعاتنا التي، تم عرقلة تطور مدنيتها بحكم الاحتلال الغربي منذ الحروب الصليبية، وما تلاها من الحروب الاستعمارية في القرون الثلاثة الأخيرة التي سيطر  فيها الغرب على المجتمعات البشرية، لذلك، أخر  بالتالي تشكل نظمها، وتقدمها؟!
ولو سلمنا بقيمة الآلية المنهجية لدى الكاتب حول تقسيم العمل، وادوات الانتاج، وعلاقتها باعتبارها أداة للتطور، فهل كان  غافلا عن الخلطة الغريبة التي قدمها لقرائه في موضوع ظاهرتي العبودية السابقة، وآثارها الحالية؟ وايها يريد الاعتراف به، الظاهرة في التاريخ الغابر، او آثارها، او  استغلالها من طرف احفاد الملونين،؟ واين  موقفي غير التعاطف مع الذين يختلون  في اللون ، وليس في الدرجة...في المناطق الشمالية من الذين لم خطب ودهم الكاتب، خلافا للآخرين الذين يحلو له ، أن يجد مبررا للانتهاء اليهم سياسيا  - على الأقل - في طرحه للحلول الخاصة بهم، لا العامة للمجتمع؟ وهل اعتمد الغرب، وامريكا، تلك الحلول الرحيمة التي يطلبونها من قادة بلادنا ليس من اجل  القضاء على الصراع الاجتماعي، في هذا المجال، بل لتدويره في صالحهم للتدخل في الشأن الوطني؟ وهل طالب ماركس بالحلول الاجتماعية على أساس اللون، والعرق،،؟ ولماذا التراجع عن "الثورة البروليتارية"؟ فليلتزم الماركسي، بماركسيته، ولا يكون انتقائيا في التماهي مع الاقتصادات التابعة، والمذبوحة من الوريد إلى الوريد بقوانين الاقتصاد المعولم... !
ذلك أن منهجية الكاتب الماركسية، تزعم،  تفترض بنشاة ظاهرة العبودية في المجتمع "الأثيني"، بينما في المرحلة الاقطاعية ، ساد فيها ظاهرة "القنانة"،،  فكيف واءم الكاتب بين إعطاء العبودية للمرحلة الاقطاعية، اثناء تقديمه لنظامنا الاجتماعي على أساس انه من جملة الانظمة الاقطاعية الزراعية، وهو نظام قبلي رعوي  في نشاطه الاقتصادي؟
 وفضلا عن ذلك تصوره الذي يستحق المراجعة في افتراض، أن المجتمعات الرعوية،  محكومة بتقسيم العمل الذي ساد  في مجتمعات المدن الأوروبية،،؟!
إن اصحاب الطرح الماركسي في بلادنا، متورطون جراء تكرارهم لمقولات عفا عليها الزمن، وقد تجاوزها علم الاجتماعي في دراسته للظواهر، و للنظام الاجتماعية، على خلاف كتاب الطرح الماركسي "  البائس" الذي يتساوى فيه السياسي،  والأكاديمي، فالأول  كتب مستخدما المقولات، وهدفه الظاهر التعاطف مع الفئات الاجتماعية، لكسب مواقفها، و للحيلولة دون أن يترك اي نقاش في مجتمعه، الا يشارك فيه،  او التنبيه على حلوله السحرية، ولو  بنقطة نظام حوله،  لتأكيد أنه  لا زال موجودا، وقادرا على مخاطبة النظام السياسي في محنته، وكذلك الإشارة إلى الفئات الاجتماعية للدفع بها على أساس وزنها الاجتماعي ، كما في الانتخابات السابقة حين، ترشح شخص من بينها على أساس اللون، دون الطعن في هذا الخيار، بل تشجيعه، وذلك لقتل البرنامج الانتخابي في الرئاسيات الذي ينبغي للكاتب، وهو المخضرم، أن يلفت الانتباه إلى ضرورة التركيز عليه، وتقديم الحلول على أساسه بدلا من غيرها ؟!
وأما الاكاديمي في علم الاجتماع، ولا زال مقاله منشورا  في موقع "الصدى" مع صورته ..
فقد  أيد  فيه  الرئيس في خطاب " وادان"، وذهب الأكاديمي  إلى أن مجتمعنا، خاضع لآليات الاقتصاد الآسيوي علما، أن الأخير تفسر   به نشاة المراكز الحضارية التي اعتمدت على الزراعة، دون ظاهرتي  العبودية، و القنانة اللتين ظهرتا في تاريخي اثينا، و الاقطلع الأوروبي، متناسيا أن مجتمعنا قبلي، ونشاط اقتصاده رعوي،،،!
لكن السؤال الذي لم يجب عليه ماركسيو موريتانيا، هو كيف ظهرت العبودية في مجتمعنا، وتطورت؟ وما هي الحلول التي، يمكن أن  تقدم  لتشكيل النظام الاجتماعي، و بنائه  في مجتمعنا، ولا بد أن تكون حلولا عملية ونظرية معا، ليتصالح  المجتمع مع نفسه، ويخرج من دوامة التخلف الاجتماعي،،ومن ضمنها التجاذبات التي تتنازعها المصالح الفردية بين السياسيين المخضرمين الذين لا يؤمنون بنهاية دورهم، وبين والنشطاء السياسيين من الملونين الذين يبحثون عن مصالحهم في توظيف اللون، والوعي السياسي الموجه بمصالح المبشرين في الجمعيات التابعة للكنائس التبشيرية من  المرسلين إلى مجتمعات  افريقيا،،،  وغيرهم من المرابطين لمساعدة  الغرب في البحث عن مصالحه المسنودة للسفراء الأجانب في عاصمة بلادنا، و لا تخفى في انشطتهم المشبوهة في رحلاتهم الداخلية للتعرف على مظاهر الخلل الاجتماعي من أجل توظيفها ضد المجتمع، والنظام السياسي
واخيرا:
وفي تقديري الخاص، أن  الحل ليس  من شاكلة، ما طرح محمد فال ولد بلال في تكرار " التعليم، التعليم"، ويسأله محمد الحسن ولد احمد، عن أي تعليم قصد، وهو - حمد فال ولد بلال -  الذي طالب في اللقاء التشاوري للتعليم خلال بداية،   الموسم الدراسي، واثناءه  بأهمية البقاء على التعليم المعتمد على اللغة الفرنسية، لغة  مجتمع ما وراء البحار، واقصاء لغة مجتمع التعليم: مؤسسات، ومعلمين، وتلاميذ، وثقافة المجتمع؟ 
(يتبع)

إضافة تعليق جديد